السعودية ودول الخليج نجحت في مقايضة ليبيا بالبحرين
يقول محللون ان التباين الشديد في مواقف الدول العربية حيال الاحداث في ليبيا والبحرين مرده نجاح السعودية ودول الخليج في مقايضة طرابلس بالمنامة لدى القوى الدولية في ظل الاستقطاب الحالي بين ايران والغرب، فضلا عن العامل الطائفي والنفط.
وقال مدير مركز الدراسات العربية والشرق المعاصر في جامعة السوربون الفرنسية برهان غليون لوكالة الأنباء الفرنسية ان “ما يجري في البحرين يعني المساس بالسعودية مباشرة فالاولى باتت جزءا من الثانية ويكفي الجسر الرابط بينهما، في حين ان ما يجري في ليبيا ليس مهما بالنسبة لدول الخليج خصوصا وان علاقاتها مع القذافي سيئة للغاية”.
واضاف “لقد نجحت السعودية في مقايضة ليبيا بالبحرين”.
واوضح غليون “لا احد يريد سوءا بالسعودية او دول الخليج، كما ان لا احد يرغب في معاداتها لان لا مصلحة له في ذلك، بسبب الحاجة اليها في مجال النفط واستثمار رؤوس الاموال الضخمة التي تملكها”.
وتابع ان “الحركة بدات في البحرين بقيادة اطراف سنية لكن دخل متطرفون شيعة على الخط ما ادى الى افسادها هناك تيارات شيعية تطرفت في مطالبها بعض الشيء ما شجع النظام على قمعها”.
وعبر عن اعتقاده بان “الحراك في السعودية اذا كتب له النجاح فسيبقى داخليا وليس كما يحدث في ليبيا حيث اشتدت آلة القمع على السكان بوحشية ما ادى الى تدخل الغرب بطلب عربي”.
من جهته، قال المحلل ابراهيم الصميدعي لفرانس برس “ان موقف الدول العربية تجاه ما حدث في البحرين، وخصوصا الخليجية منها، كان متوقعا في خضم الاستقطاب الطائفي في المنطقة وطموحات ايران”.
وتابع “يبدو ان واشنطن مقتنعة بان ايران تحرك الخيوط في احداث البحرين ولذا، فانها وبمعيتها العالم الغربي باكمله لن يسمحوا باحداث اي خلل في الوضع القائم من حيث تغيير المعادلات خصوصا في ضوء استمرار الخلافات مع طهران”.
واضاف ان “واشنطن لن تغامر باحراق برميل بارود بجانب الخزان النفطي الرئيسي في العالم” في اشارة الى السعودية “مما سيشكل تهديدا مباشرا لامدادات النفط وما يليه من تبعات خطرة على اقتصاد العالم”.
واشار الصميدعي الى “تقرير اميركي يؤكد ان البحرين من اكثر النظم السياسية تطورا في المنطقة كونها تسير بخطى مدروسة نحو التحول الى ملكية دستورية”.
بدوره، قال حميد فاضل استاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد لفرانس برس “لقد دعمت السعودية ودول الخليج الثوار الليبيين وصمتت عندما تعلق الامر بالبحرين. هناك جوانب عدة طائفية واستراتيجية ادت الى ذلك”.
وراى ان “العرب يتخذون مواقف مشابهة للاميركيين فليس هناك من يخالف رغبة واشنطن بشكل قوي او فاعل وغالبا ما تنتظر الدول العربية رد فعل واشنطن لكي تتخذ قرارها”.
وردا على سؤال حول الموقف السوري تجاه البحرين، اجاب “لا يرغب النظام السوري في معاداة دول الخليج خصوصا بعد ما حدث في ليبيا من رفع للغطاء العربي عن نظام العقيد معمر القذافي”.
واضاف فاضل “يريد النظام تحاشي الوصول الى وضع مشابه اذا استخدم القوة ضد شعبه معتقدا ان تاييد البحرين سيمنحه غطاء مطلوبا بحيث لن تدفع الدول الخليجية القوى الغربية للتدخل على غرار ما فعلت مع ليببا”.
وتابع ان “السوريين اقدموا على تغيير موقفهم 180 درجة عبر تاييدهم دخول قوات درع الجزيرة البحرين وقد صدر موقفهم هذا اثر التظاهرات في درعا واعتقد ان الايرانيين فوجئوا بهذا الموقف المحرج لهم”.
وقد اكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم مشروعية ارسال قوات خليجية الى البحرين، قائلا انها “ليست قوات احتلال وانما تاتي في اطار مشروع”.
وقال ان “الاتفاقيات التي اسست درع الجزيرة والاتفاق المشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي تشكل الاساس القانوني لتواجدها فى البحرين” مشيرا الى ان “موافقة مملكة البحرين نفسها على دخول هذه القوات تشكل الأساس الشرعي لتواجدها”.
واشار المعلم الى تسليمه رسالة من الرئيس بشار الاسد الى نظيره الايراني محمود احمدي نجاد خلال زيارته طهران الخميس الماضي.
وراى فاضل ان “الاميركيين يريدون تغيير سياسة النظام في سوريا التي تشكل جسرا حيويا بين ايران والجماعات التي تقدم لها الدعم مثل حزب الله وحماس واعتقد ان واشنطن تريد كسر حلقة الوصل هذه”.
وختم فاضل مشيرا الى ان “البعد الطائفي في المنطقة يتخذ شكلا واضحا. فالاحداث السياسية تباعد يوما بعد اخر بين السنة والشيعة كما بين المسيحيين والمسلمين او بين مختلف القوميات”.