الزوجة الصالحة
يحكى أنه كان في زمن بعيد ، بيت متواضع الحال ، يعيش فيه زوج مع زوجته ، كان الزوجان يعيشان معًا حياةً فقيرة ، تخلو من مترفات الحياة ، ومظاهر الأبهة ، إذ كانت متواضعة للغاية ،
لكن الزوجة لم تشتك يومًا ، بل ظلت تحمد الله ، جل علاه ، على قضاءه. وفي يوم من الأيام ، ذهبت الزوجة إلى بيت أهلها ، حتى تقضي معهم اليوم ، إلى أن يعود زوجها من عمله ، الذي يستغرق وقتًا طويلًا ، انتهى اليوم ، وقد رجعت الزوجة إلى بيتها ، وفي صباح اليوم التالي ، أرسل والد الزوجة إلى زوج ابنته ، بأنه يريده أن يذهب إليه في الحال.
تعجب الزوج كثيرًا، ولم يعرف إن كان يجب أن يرد على والد زوجته، أم لا، وإن أجابه، فماذا يجب أن يقول ؟ وأمام كل ذلك، لم يجد الزوج من الأمر، إلا أن يصمت، ويستمع إلى كلام والد زوجته، وبعد أن انتهى حديث الأب، استأذن منه الزوج ثم ذهب إلى بيته مسرعًا، والتفكير لم يكف عنه أبدًا.
إذ كيف للأب أن يقول مثل ذلك الكلام ، والرجل لا يأتي إلى زوجته ، إلا بأنواع متواضعة جدًا من الطعام ، حتى اللحوم ، والفاكهة ، فلم تدخل إلى بيتهما طيلة بضعة شهور سابقة ، فكيف ذلك ، أخذ يفكر إن كان الأب يستنكر عليه ذلك مثلًا بطريقته.
ظل الرجل منشغلًا بالأمر ، حتى عاد إلى بيته ، ونادى على زوجته ، فسألها عن الأمر ، وأخبرها بما حدثه به والدها ، فنظرت الزوجة إلى زوجها بحياء ، ولطف ، ثم أخبرته ، بأنها كلما ذهبت إلى بيت أهلها ، كانوا يقدمون إليها أنواعًا ، وألوانًا ، وأشكالًا من أفخم ، وأروع الطعام ، والفاكهة.
إلا أن الزوجة ، على الرغم من ذلك ، كانت تعرض عنه ، ولم تقبل أن تتناول منه شيئًا ، وكانوا إذا سألوها عن السبب ، تخبرهم بأنها قد ملت تلك الأصناف كلها ، لأن زوجها لا يكف عن جلبها لها ، لدرجة أنها تشتهي الأطعمة العادية المتواضعة ، إلا أن زوجها لا يكف عن جلب تلك الأطعمة الفخمة ، فنعم الزوجة الصالحة.
طالع أيضا
للتواصل معنا، يرجى الإتصال بمركز الأثير عبر الأرقام التالية:
3800.3801.3802
📌📌 يتيح لكم تطبيق النهار الإطلاع على آخبار العاجلة وأهم الأحداث الوطنية.. العربية والعالمية فور حدوثها
حمل تطبيق النهار عبر رابط “البلاي ستور”
https://play.google.com/store/apps/details?id=com.ennahar.androidapp