الزليج جزائري وفقط.. هذا هو الدليل القاطع!
الزليج.. قصة فسيفساء زيّنت قميص المنتخب الوطني الجديد من طرف شركة رياضية عالمية “اديداس”، ما إن خرج الى العلن وبدأت الصفحات تنشر وتنتقد. حيث أصبحت جل مواقع التواصل الاجتماعي على غرار التويتر والفايسبوك، تتكلم عن هذا القميص وفسيفساء “الزليج”.
يقول في هذا الشأن علاء الدين مرزوقي، مهندس معماري ومصمم داخلي مختص في التراث الاسلامي، أن تاريخ الزليج يعود أصبه إلى الجزائر. مشيرا إلى أن هذا النوع من الفسيفساء، “قدم من بلاد العراق وايران “كنعان” فهو موجود قبل الحضارة العراقية”. بعدها “ذهب إلى روما وبزنطا ثم الأندلس، ثم إلى الجزائر بالتحديد في ولاية المسيلة مع نشوء الدولة الحمادية”. أين “تم تشييد قلعة بني حماد، ليتم تغيير وجهته إلى بجاية، حيث تم تدشين مدرسة لتعليم حرفة الزليج والخزف”. وبالنسبة للخزف، -يضيف المتحدث- “كان هناك معلّم بوجمعة العملي هو أب المهنة انتقل من تيزي وزو الى مراكش وأخذ الحرفة وذهب بها الى هناك”. أين “تم اصدارها إلى هناك”. مضيفا “ومن مراكش عادت الحرفة مجددا إلى تلمسان بالضبط في قلعة المشوار”.
التاريخ واضح ولا يحتاج أي نقاش
كما شدد المختص في التراث الإسلامي، للـ”النهار”، على أن “التاريخ واضح والقضية لا تحتاج الى تضخيم وهذا الكم من التعليقات”.
في حين، ذكر المتحدث ذاته، أن أكبر دليل على أن الزليج جزائري، موجود في متحف لوفر في فرنسا. وهوعبارة عن قطعة من الزليج مأخوذة من قلعة بني حماد الموجودة في ولاية المسيلة لحد الآن.
ولتوضيح القضية بدقة، قال المهندس المعماري، إن حرفة الزليج انتقلت بجاية وتيزي وزو ثم ذهبت الى المغرب التي آنذاك كانت تسمى “مراكش”. لتعود إلى الأندلس ثم ولاية تلمسان بالتحديد في قلعة المشوار. موضحا أن “بني حماد أقدم من قلعة المشوار وقصور مراكش وكل التواريخ موثقة بالأرقام والصور”.
كما تحدث مرزوقي، عن دليل آخر يعود إلى ما قبل 1600 سنة. حيث قال إن قميص المنتخب مصمّم من النجمة الثمانية المتواجدة جداريتها بمتحف شرشال في الجزائر.
إشهار ثقافي مجاني لـ”الزليج”
وعند تطرقه لما ينشر في مواقع التواصل الاجتماعي والضجة الكبيرة المقامة حول هذه الزليج الجزائري، قال إن هذه المنشورات قامت بإشهار مجاني للتراث الجزائري.
كما دعا المختص في التراث الاسلامي، إلى تشجيع هذه الحرفة أو المهنة والدفاع عنه بالاستثمار فيه والعودة إليه. قائلا “الزليج جزائري لا شرقي ولا غربي ولا علاقة له بأي بلد”. طالبا من وزارة الثقافة التحرك والتدخل في أقرب وقت من أجل النهوض بهذه المهنة والمحافظة عليها كتراث جزائري.
وذكر المتحدث ذاته، أن أغلى وأجود أنواع الزليج، عبارة عن مربعات صغيرة لا تتعدى 2 سنتمتر. مضيفا أن من ابرز الفسيفساء متواجدة في ولاية وهران من خلال أكبر جدارية مصنفة عالميا.