الدروس متوقفة بالعديد من الثانويات بالبليدة بسبب اضراب الاساتذة
يعود تلاميذ الثانويات بولاية البليدة هذه الأيام أدراجهم بمجرد الوصول الى عتبة مؤسساتهم التعليمية بسبب الإضراب الذي دعا اليه المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي و التقني (كناباست) ويظل بذلك النشاط مشلولا بالعديد من الثانويات كما لوحظ صباح اليوم الخميس. فسواء بثانوية “عمر بن الخطاب” الكائنة بوسط المدينة أو “هني رابح” بخزرونة وثانوية “ابن تومرت” ببوفاريك أو ثانوية التعليم التقني بأولاد يعيش فإن الأجواء توحي بأن الجميع يوجد في فترة عطلة كون الدروس متوقفة و القاعات مهجورة. يشار في هذا السياق أن الأعوان المكلفين بالاستقبال يردون بالنفي على تساؤلات التلاميذ و الأولياء في استفسارهم عن تاريخ انتهاء حركة الإضراب التي شرع فيها الأحد الماضي. و يبقى التلاميذ لفترة مجتمعين أمام الثانويات وهم يتبادلون أطراف الحديث حول الإضراب و غيره من المسائل التي تهمهم قبل العودة من حيث أتوا و علامات الحسرة و الحيرة بادية على وجوههم.وقد أصبح البعض يألف المكوث بالشارع أو داخل المقاهي التي جرهم هذا الاضراب الى اكتشافها رغم عنهم وعلى حساب وقت العمل والمثابرة وفي وضعية قد تسبب لهم مخاطر وانحرافات لم يحسب لها أي حساب. وبمكاتب إدارات هذه الثانويات يدور الحديث بين الأساتذة و الموظفين حول الحركة الاحتجاجية التي يعيشها قطاع التربية الوطنية لأكثر من مرة و التي خصصت لها الصحف الوطنية فضاءات واسعة. و مهما يكن فإن “الكل يتمنى أن يتوصل الطرفان من وزارة وصية و نقابات مستقلة للقطاع إلى إيجاد حل في أقرب الآجال لهذا الإضراب الذي ان تواصل قد تكون له انعكاسات وخيمة على السنة الدراسية لهذا العام”-كما علق الكثيرون. و حول الموضوع صرح السيد ساسم منور مدير ثانوية “هني رابح” بحي خزرونة التي شهدت استجابة 33 أستاذا من مجموع 45 للحركة الاحتجاجية أنه ” إذا ما طالت مدة الإضراب فإن ذلك سينعكس سلبا على سير السنة الدراسية و يكون التلاميذ هم الضحايا.” فالأمر يستدعي كما أضاف ” اتخاذ التدابير اللازمة حتى يستأنف الأساتذة العمل.”
التلاميذ قلقون و الأولياء في حيرة من أمرهم
و تتساءل مجموعة من التلاميذ الذين ينتابهم شعور بالغضب و القلق الذين التقتهم واج جالسين بأحد المقاهي غير بعيد عن ثانوية “ابن تومرت” بمدينة بوفاريك ” إلى متى سيظلون رهائن الإضرابات المتكررة للأساتذة و عن كيفية التحضير لإجراء امتحانات البكالوريا في مثل هذه الظروف و كذا عواقب الإضراب المفتوح الذي شرع فيه الأساتذة مع مطلع الموسم الدراسي الحالي.” و أمام هذا الأمر الواقع فإن بعض تلاميذ ثانوية “هني رابح” بخزرونة اكتفوا بتصفح جريدة للأخبار الرياضية و التعليق حول اللقاء الكروي الذي سيجمع السبت المقبل الفريق الوطني لكرة القدم بنظيره البوركينابي لحساب الدور التصفوي الفاصل لكأس العالم لسنة 2014. و صرح هؤلاء أن ” هذا كل ما لديهم فعله حاليا كونهم مجبرين على الراحة بسبب الإضراب”مضيفين بنوع من السخرية أنه ” في حالة فوز الخضر فإنهم سيحصلون على شهادة البكالوريا.” وكانت علامات الغضب و القلق بادية أيضا على ملامح أولياء التلاميذ الذين لم يخفوا انزعاجهم من “التضحية هكذا بأبنائهم بسبب الصراع القائم بين وزارة التربية الوطنية و النقابات المستقلة للقطاع”. و في هذا الإطار يتمنى الأولياء ” فتح باب حوار جدي بين الطرفين لوضع حد نهائي لعدم الاستقرار الذي يعيشه القطاع منذ عدة سنوات” مضيفين أنه “ينبغي وضع مصلحة التلاميذ فوق كل اعتبار.”
تضارب في الأرقام والواقع واحد
تجدر الإشارة إلى تواجد تضارب في مجال تقييم نسبة الاستجابة لهذا الإضراب من طرف المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني و مديرية التربية بالولاية. ففي الوقت الذي يتحدث فيه منسق هذه النقابة السيد إسماعيل بن دهيب عن شلل تام (100 بالمائة) بثانويات الولاية و توقف النشاط ب32 متوسطة و 57 مدرسة ابتدائية فإن المكلف بالاتصال لدى مديرية التربية السيد محمد مفتوح يذكر أن نسبة الاستجابة للإضراب تقدر ب44 بالمائة بالثانويات و 2 بالمائة بالمتوسطات و 12ر0 بالمائة بالمدارس الابتدائية. وأمام هذه الوضعية يبقى مئات التلاميذ محرومين من متابعة دروسهم وذلك لليوم الخامس على التوالي. ويبدو أن الإضراب سيتواصل في الأيام القادمة أمام تمسك الكناباست بموقفه. ويقول السيد بن دهيب في هذا الشأن ” الإضراب غير محدود و استئناف العمل لن يتم إلا بعد تلبية مطالبنا المتعلقة بطب العمل و نظام التقاعد و الترقية و السكن و غيرها.” و في ما يتعلق بالضرر الذي يلحق بالتلاميذ جراء هذه الحركة الاحتجاجية يقول هذا النقابي ” ان الذنب تتحمله الوزارة التي لم تصغ إلى مطالبنا و كذا أولياء التلاميذ الذين ليس لهم أي تأثير على الجهة الوصية” مضيفا أن ” المجلس الوطني يدافع عن مصالح الأساتذة لا غير.”