إعــــلانات

الخبير ورئيس إدارة مركز الرواد للتنمية البشرية لـ “النهار”:* مراكز التنمية البشرية أصبحت متنفسا وملاذا للمهددين بالحرقة، الانتحار، المخدرات والتسرب المدرسي

الخبير ورئيس إدارة مركز الرواد للتنمية البشرية لـ “النهار”:* مراكز التنمية البشرية أصبحت متنفسا وملاذا للمهددين بالحرقة، الانتحار، المخدرات والتسرب المدرسي

يكشف المدرب والمختص في التنمية البشرية وصاحب إدارة مركز الرواد للتنمية البشرية وكذا العديد من الديبلومات الخاصة في المجال، سعيد بن فرحات، في حوار خص به جريدة “النهار”، الأسباب الحقيقة التي تكمن وراء بروز الآفات الاجتماعية وعلى رأسها ظاهرة الانتحار والحرقة التي أخذت أبعادا خطيرة عندنا، مبرزا القيمة المضافة التي أتى بها مجال التنمية البشرية التي اهتمت بالظواهر السلبية وأعطت لها الحلول الموضوعية والعملية المناسبة الأمر الذي جعلها إحدى أهداف الأمم المتحدة في محاربتها للبطالة والفقر والآفات الاجتماعية، كما يتحدث عن النتائج التي أتت بها مراكز التنمية التي غزت بلادنا خلال الآونة الأخيرة، متأسفا على اقتصار أغلب المراكز على جلب مدربين من الخارج وتهميش خبراء البلاد.

“النهار”: هل لك سيدي أن تعرف قراء “النهار” والرأي العام عامة بنفسك وبمركز الرواد للتدريب؟

سعيد بن فرحات: سعيد بن فرحات مدرب محترف ومتخصص في التنمية البشرية معتمد من طرف المركز الكندي وعضو به ومتعاقد معه ، أما مركز الرواد للتدريب فقد تأسس سنة 2006 بولاية المسيلة، وهو عبارة عن مؤسسة علمية تهتم بفنون التنمية البشرية، ومن بين أهدافه تنظيم دورات تدريبية وأمسيات في التنمية البشرية والتطوير الذاتي للأفراد وكذا المؤسسات، بالإضافة إلي إقامة المعارض والتظاهرات الثقافية.

** إذا جئنا لتعريف الـتنمية الـبشرية ، ماهو المفهوم الصحيح لها؟
ـ المقصود بالتنمية البشرية هو النمو والتطور والتحسن، أي أنها عملية توسيع خيارات البشر وذلك بالاهتمام بكل جوانب الحياة الإنسانية والتركيز علي اكتشاف القدرات الكامنة في الإنسان واستثمارها واستغلالها، ومن أهم فنون علوم التنمية البشرية، علم البرمجة اللغوية العصبية ” NLP” وهو علم وفن يستطيع الإنسان أن يحقق به أهدافه ويحسن فن الاتصال بنفسه وبالآخرين من أجل التمتع بحياة أكثر وسعادة وهناء.
وإذا جئنا لتعريف كل واحد من الجملة ، فتصبح البرمجة تعني مجموعة أفكارنا وأحاسيسنا وتصرفاتنا عن عاداتنا وخبراتنا والتي تؤثر على اتصالاتنا بذاتنا وبالآخرين وعليها يسير نمط حياتنا التي من الممكن تغيرها، أما اللغوية فتشير إلي قدرتنا على استخدام اللغة سواء عن طريق كلمات وجمل محددة، أو بدون أية ألفاظ وذلك عن طريق اللغة الصامتة التي تعبر عنها أوضاع الجسم مثل، الجلسة، الوقفة، الإيماءات، الإشارات، وأيضا تعبيرات الوجه التي تكشف عن أساليب تفكيرنا واعتقاداتنا، أما العصبية فتعني جهازنا العصبي، أي المسلك العقلي لحواسنا الخمس التي بها نرى ونسمع ونحس ونتذوق ونشم، إذن فالبرمجة اللغوية العصبية هي مجموعة قدراتنا على استخدام لغة العقل بإستراتيجية إيجابية تمكننا من تحقيق أهداف حياتنا.

** وما هي أهم البـرامج التي تقدمها مراكز التنمية البشرية؟

ـ بالنسبة للمركز الذي أشرف على إدارته، فإنه يقدم برامج متميزة أهمها دورات البرمجة اللغوية العصبية” NLP ” وهو البرنامج العالمي الذي يعتبر، مثلما ذكرت، من أقوى الأساليب الحديثة في التنمية البشرية، حيث يمكن المتدربين الذين يحضرون هذه الدورات من استخدام هذه الأساليب لتحسين حياتهم الشخصية والمهنية والاجتماعية، كما أن البرنامج الذي نعده نقسمه على ثلاث دورات متتالية، كدبلوم البرمجة اللغوية العصبية “المستوي الأول NLP” ومساعد ممارس في البرمجة “المستوي الثاني NLP”، إضافة إلى ممارس معتمد في البرمجة ” المستوي الثالث” NLP”، نقدمها كمدرب محترف متعاقد ومرخص بتدريس هذا البرنامج من المركز الكندي للبرمجة اللغوية العصبية الذي يرأسه الدكتور إبراهيم الفقي، حيث تمنح للمتدربين شهادات معتمدة من المركز الكندي.
كما أن المركز يتميز بتقديم أول برنامج وطني في الجزائر المتمثل في مهارات التفوق الدراسي مقسمة على ثلاثة مراحل ، تتناول المذاكرة والخريطة الذهنية وتقوية الذاكرة والقضاء على الخوف والتوتر أثناء الامتحانات ، وكذا خلق الدوافع لمواصلة الدراسة ووضع حد للتسرب المدرسي الذي تفشى للأسف الشديد بقوة في مؤسستنا التربوية ، بالإضافة إلى دورات وأمسيات أخرى في التطوير الذاتي، وكذا الحصة التي أقدمها عشية كل جمعة عبر أمواج إذاعة المسيلة الجهوية للتعريف بالتنمية البشرية.

** أصدرتم مؤخرا أول إصدار في بلادنا خاص بمجال مهارات التفوق باستعمال التنمية البشرية، هل يمكنكم الحـديث عن بعض ما احتواه الكتاب؟

ـ نعم، كما سبق وذكرت عبر جريدتكم ، فقد أصدرت مؤخرا كتابا يحمل عنوان “مهارات التفوق لتحقيق أفضل النتائج ” والذي أشرف على كتابة مقدمته الدكتور إبراهيم الفقهي، ولأول مرة في الجزائر يصدر كتاب بهذا الشكل وبهذه الشمولية لموضوع مهارات التفوق ، خاصة وأن الساحة الثقافية والتربوية على الخصوص أفقر ما يكون إلى هذا النوع من الكتب، بمعني أن الطالب عندما نطلب منه النجاح والتفوق وأن يثق بقدراته وأنه يستطيع تحقيق الفوز وما إلى ذلك ، فإنه يتحصل على توجيهات ونصائح وأوامر بأن يفعل كذا وكذا ولكنه يبقي حائرا تائها لا يدري من أين يبدأ ولا كيف يحقـق ذلك ، فهذا الكتاب باختصار، جاء ليعطي الطالب الخطة العلمية والخطوات والاستراتيجيات والقواعد التي إن طبقها ومارسها وتدرب عليها، بالإضافة لما سيأخذه في الدورات التدريبية التي تكمل هذا الموضوع، سيستطيع بالفعل تحقيق حلمه في الفوز والنجاح ، كما أن الكتاب لا يفيد فقط طالب العلم بل يفيد كل قارئ في بناء شخصيته بالتزود بلغة المهارات التي يحتاجها في خوض غمار الحياة.

** وهل تمكنت مراكز التنمية البشرية من وضع حد للعديد من الآفات الاجتماعية كظاهرة الانتحار والحرقة؟
ـ بالفعل، لقد استطاعت العديد من مراكز التنمية البشرية أن تحقق في ظرف قصير نتائج مذهلة على الصعيد الاجتماعي وخطت خطوات كبيرة جدا في هذا المجال، حيث كانت لها تجارب في التخلص من الكثير من المشاكل النفسية كالتوتر والقلق والاكتئاب والمشاكل العائلية والزوجية نتيجة تغلب الأفكار السلبية والتشاؤم من كل ما هو موجود، خاصة في هذه الظروف التي يمر بها حاليا مجتمعنا الذي طغت عليه الظواهر السلبية، حيث تمكن مركز “الرواد” كعينة من المراكز من المساعدة والتخلص من العديد من الظواهر المنتشرة اليوم ، خاصة ظاهرة ” الحرقة ” التي سيطرت على عقول الشباب ، وذلك دون نسيان المخدرات إذ تمكن مركزنا منذ إنشائه من مساعدة عدد من المدمنين للتوقف عن استهلاكها.

** كمختص، لماذا أضحت “الحرقة” قبلة للعديد من شبابنا؟

ـ إذ ماجئنا لتشريح ظاهرة الحرقة، فإننا نكتشفها نحن كمختصين في مجال التنمية البشرية على أنها نتيجة للحالة النفسية التي يمر بها عدد كبير من شبابنا من جراء تأثير الظروف الصعبة وانتشار البطالة مما يصيبهم بالاكتئاب والانحراف أو تسيطر عليهم الأفكار السلبية ويتخيل لهم أن “الحرقة” هي الأمل الوحيد أو المفتاح السحري الذي سيحقق لهم أحلامهم ويمكنهم من تحسين مستواهم المعيشي ، بل وتكوين الثروة فنحن نعمل على نزع مثل هذه الأفكار السلبية وتغييرها بأفكار أخرى أكثر إيجابية وتفاؤل وأنه إذ أردت أن تغير العالم فابدأ بتغيير نفسك وبادر أنت إلى الحلول ولا تنتظر أحدا.

** وفيما يخص ظاهرة الانتحار، سمعنا بأن لديكم عينات عن حالات عالجتموها باستعمال التنمية البشرية؟

 ـ الانتحار، ظاهرة قديمة ببلادنا وللعلم فإنها منافية لدينينا الحنيف الذي يحرم القيام بهذا السلوك الذي يعتبر من بين أغرب أنواع التصرفات ، على اعتبار أن الإنسان من طبعه حب البقاء ثم يضع في الأخير حدا لحياته باللجوء إلى الانتحار كمخرج وحيد وأخير ونتيجة لتفكيرات خاطئة، ومن بين الأمثلة على كلامي قصة الفتاة “حدة” التي وصلت إلى المركز وقد أغلقت في وجهها كل السبل ولم يبق أمامها إلا الانتحار كحل وحيد، وكان مجيئها إلى المركز بعد أن قرأت إعلانا عن تنظيم المركز لدورة القرآن الكريم، فأرادت أن يكون المركز آخر باب تدقه، وما إن وصلت إلينا حتى قدمنا لها كل ما تحتاجه من مساعدات وشاركت في دورات وأمسيات، خاصة دورة القرآن معي وكانت هذه الخطوة سببا في إعادة التوازن إلي حياتها وقد نصحتها ببعض التوجيهات وواصلنا معها إلى أن تخلت عن فكرة الانتحار وغيرت نظرتها إلى الحياة، وهي الآن تنعم بالهناء والسعادة وحياة كلها تفاؤل، وقد نشرت تجربتها مع المركز في إحدى الصحف العام الماضي بعنوان ” لولا أن تداركتني رحمة الله”.

** نفهم من كلامك أن مراكز التنمية البشرية أصبحت تساهم في تقليص بعض من الظواهر الاجتماعية ؟

ـ قبل أن أجيبك على السؤال ، بودي أن أؤكد لك أن الأسرة بصفة خاصة والمجتمع بصفة عامة يتحملان المسؤولية الكبيرة وراء انتشار الظواهر الاجتماعية، وسكوتهما أكبر دليل على ذلك، إضافة إلى نقص التوعية ، أما فيما يخص سؤالك ، فإن التنمية البشرية راعت منذ مدة طويلة عبر العديد من الكتب وتحدثت و بإسهاب كبير خلال الندوات والمحاضرات على ظاهرة الانتحار والحرقة ، وبخاصة كبيرة ظاهرة الانتحار التي كانت معروفة منذ القدم عكس ظاهرة الحرقة التي ظهرت ببلادنا وبعدد من بلدان السائرة في طريق النمو خلال السنوات القليلة فقط نتيجة للإقصاء وعدم الإصغاء إلى انشغالاته ومنحهم الفرصة للشباب لإثبات وتفجير طاقاتهم، على اعتبار أن فئة الحرقة لايتجاوز عمرهم 30 سنة وعدد منهم من حملة شهادات جامعية.

** ما هي المشاكل والنقائص التي تعاني منها مراكز التنمية البشرية ببلادنا؟

ـ أغلب مراكز التنمية البشرية تعتمد على إمكانياتها الخاصة، وتمكنت من تجاوز الصعاب وتحقيق نتائج إيجابية في الميدان بواسطة ما تتلقاها من أموال عند تنظيمها للدورات التي تقدمها، أما المشاكل فتتلخص في نقص الدعم و صعوبة الدعاية الإعلامية نظرا لقلة الإمكانيات وحلمنا أن تدخل التنمية البشرية كل بيت جزائري ليعم الخير والفائدة، وهذا هو السبب في فتحنا لمركز الرواد في ولاية المسيلة بالذات لأن منطقتنا هذه تفتقر إلي الكثير من مثل هذه المشاريع التي ترفع مستوي الفرد والأسرة والمجتمع وتعم الايجابية والتفاؤل، أو أن لا يحرم المواطن عبر الولايات المجاورة هذه النعمة إن عرف كيف يستغل هذا العلم في الرفع من مستواه ورسم طريقه نحو السعادة والتميز، كما أن التنمية البشرية تدرس منذ مدة في عدد من الدول المتقدمة عكس الدول النامية كبلادنا.

** تشتكي أغلب مراكز التنمية البشرية من نقص الدعم، لكنها تجلب خبراء ومدربيين عالميين؟

ـ سؤال في محله ، والإجابة عنه تكمن في أن الدعم أو المقابل المالي الذي نقدمه للخبير أو المدرب العالمي يعود إلى ما نتلقاه من ما يدفعه المتدربون لتغطية نفقات الدورات، كما أعيب على عدد من مراكز التنمية البشرية اقتصارها على جلب مدربيين من الخارج وعدم خوض تجربة بأنفسهم وذلك بالإعتماد على مدربين جزائريين وهم كثيرون في هذا المجال، خاصة وأن المدرب العالمي إبراهيم الفقي كشف لي في أحد ى المرات على أن الجزائر تملك إطارات عالية المستوى فيما يخص التنمية البشرية.
كلمة ختامية؟
أود أن أدعو الجميع إلي الإقبال على علم التنمية البشرية لما لهذا الأخير من خير لهم ولبلادهم، وهو نابع من صميم ديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا كجزائريين، كما بودي أن أشكر جريدة “النهار” التي أتاحت لي الفرصة لتوضيح بعض الأمور فيما يخص الموضوع.

رابط دائم : https://nhar.tv/lC0OC