الخبير أمين جنة: “يجب تشكيل جيش سيبراني.. وعلى وزارة العدل إنجاز قطب جزائي لمكافحة الجريمة الإلكترونية”
اقترح الخبير المختص في الأمن السيبيراني وأمن المعلومات والشبكات المعلوماتية بجامعة “عبد الحميد مهري” بقسنطينة، الدكتور أمير جنة، تشكيل جيش سيبراني لمواجهة الجريمة السيبرانية، على غرار إقدام الدولة على تشكيل “الجيش الأبيض” المشكل من الأسرة الطبية في المؤسسات الصحية والمستشفيات لمواجهة “كوفيد 19”.
وذلك في محاضرته التي ألقاها، صبيحة أمس الأربعاء، في قاعة المحاضرات لكلية العلوم السياسية بجامعة “صالح بوبنيدر” في يوم دراسي حول “الجريمة السيبيرانية” بالتنسيق مع المجلس القضائي.
وكشف الدكتور أمير جنة أمام الحاضرين، بأن عدد مستخدمي “الأنترنت” بلغ 4.2 ملايير مستخدم، أي بنسبة 55 من المئة في العالم خلال سنة 2020، وسيترفع العدد خلال 3 سنوات المقبلة إلى 80 بالمائة من مستخدمي “الأنترنت” ومختلف شبكات التواصل الاجتماعي، مما يجعل عملية التحكم في المعلومات التي ترد في هذه الشبكات أو مراقبتها، والتي تخص أشخاصا معنويين وماديين يقارب عددها 6 ملايير مستخدم في العالم، والسبب أن أغلب الناشطين والمنخرطين في شبكات التواصل الاجتماعي وبصفة أخص “الفايسبوك” أو “الفضاء الأزرق” ينشطون بأسماء مستعارة، ويلجأون إلى طرق منظمة في نشاطهم. وقد يكون من بين هؤلاء منخرطين في منظمات إجرامية وإرهابية دولية، بالإضافة إلى نشرهم لجرائم الإرهاب الإلكتروني عبر المنصات الإلكترونية المختلفة والتنصت على الأشخاص وتهريب الأموال.
“يجب تشكيل جيش سيبراني.. وعلى وزارة العدل إنجاز قطب جزائي لمكافحة الجريمة الإلكترونية”
لذا اقترح الخبير المختص في الأمن السيبيراني وأمن المعلومات والشبكات المعلوماتية، الدكتور أمير جنة، من السلطات القضائية على مستوى وزارة العدل، إنجاز قطب جزائي متخصص لمكافحة الجريمة السيبيرانية، على غرار القطب الجزائي المتخصص في مكافحة الجريمة الاقتصادية والمالية، خاصة أو الجزائر تحتل المرتبة الأولى في العالم العربي و 23 عالميا في سنة 2017 من حيث الثغرات في تطبيقات الأنترنت ومختلف منصات التواصل الاجتماعي، وبصفة أخص “الفايسبوك”، وشدد الدكتور أمير جنة على وجود منصات إلكترونية تختص في تكوين الأفراد والجماعات الإرهابية، خاصة وأنه في الظرف الحالي لا يمكن التحكم في التكنولوجيا التي صنعها الغرب، وأكد ذات المحاضر أمام الحاضرين، أن الولايات الأمريكية المتحدة لوحدها تخصص كل سنة 60 مليون دولار لمكافحة الجريمة السيبيرانية، ومن جهتها الكيان الصهيوني يلجأ إلى تكوين أطفال لمحاربة الجريمة وتحقيق الأمن السيبيراني.
وواصل الخبير المختص في الأمن السيبيراني، الدكتور أمير جنة، محاضرته باللجوء إلى لغة الأرقام، حيث أشار إلى أن الإحصائيات تشير إلى وجود 200 مليون بريد إلكتروني و 50 ألف تطبيقة ترسل في مختلف منصات التواصل الاجتماعي في الدقيقة الواحدة، وأكثرها ترسل في “الفايسبوك”، وذكر بأن الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها دولة متحضّرة، تكوّن 600 مهندس في مجال مكافحة الجريمة السيبيرانية والتحكم في الأنترنت، ولفت انتباه الحاضرين بين الجزائر من بين 5 دول عربية مستهدفة بالجريمة السيبيرانية، “مع العلم أننا نفتقد لمختصين في الأنترنت وإتقان اللغة الإنجليزية”.
وفي الأخير، لفت الانتباه إلى استهداف الأطفال بالجريمة السيبيرانية من خلال استعمال الهواتف الذكية واللوحات الرقمية من دون مراقبتهم، خاصة وأنهم يتواصلون مع أشخاص وهميين، ناهيك عن وجود برامج خبيثة توضع من طرف مجرمين محترفين في الأنترنت.
طالع أيضا: الفريق شنقريحة يحذر من الانسياق وراء الإثارة والتهويل الإعلامي
قام الفريق السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، اليوم الأربعاء، بزيارة عمل وتفتيش إلى قيادة الدرك الوطني. كما عقد الفريق شنقريحة، لقاءً توجيهيا مع الإطارات والمستخدمين، حيث ألقى كلمة توجيهية. والتي بثت إلى كافة وحدات هذه القيادة عن طريق تقنية التحاضر المرئي عن بعد.
وحذر الفريق شنقريحة، خلالها من ظاهرة الانسياق وراء الإثارة والتهويل الإعلامي، الذي يصاحب بعض الظواهر الاجتماعية السلبية. “وما ينجر عنها، من جدل عقيم وقد يزيد من تجذير التناقضات بين مكونات المجتمع الواحد”.
كما جاء في كلمته “لقد أشرت في مناسبات سابقة إلى أن معركة اليوم هي معركة وعي بامتياز”. تابعا “وفي هذا السياق تحديدا، أود التطرق اليوم إلى قضية أخذت في الآونة الأخيرة أبعادا مقلقة”. “ألا وهي ظاهرة الانسياق الأعمى وراء الإثارة والتهويل الإعلامي، على مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي والإعلام المرئي”. “الذي يصاحب بعض الظواهر الاجتماعية السلبية، أو الأحداث المعزولة، وما ينجر عنها، من جدل عقيم”. و”مزايدات من شأنها تهييج الرأي العام الوطني وتأجيج النعرات، وتجذير التناقضات بين مكونات المجتمع الواحد”.
في حين، اعتبر الفريق شنقريحة، أن القضية أمرا خطيرا يهدد السلم الاجتماعي والنظام العام. “كما يندرج دون أدنى شك في سياق المؤامرات، التي تحاك ضد بلادنا، من أجل زرع بذور الفرقة وإدامة مسببات التخلف”. و”إشغال فئات المجتمع بعضها ببعض، وتفتيت مكوناته، بل وتفجيره من الداخل، ليسهل التغلغل فيه وتزداد قابليته للتهجين والاحتواء”.
الفريق شنقريحة: ما يزيد من تعقيد الوضع هو استعمال التكنولوجيا للتلاعب بالرأي العام
كما أكد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، “أن ما يزيد من تعقيد الوضع هو استعمال التكنولوجيا لتوجيه الرأي العام والتلاعب به”. “عبر نشر ما يفرق ويخلق بلبلة بين مختلف مكونات الشعوب،مما يتطلب تضافر جهود الجميع من أجل وأد الفتنة في المهد”.
وتابع “علاوة على ذلك، يجزم معظم الخبراء في الفضاء السيبراني بوجود تطبيقات وبرمجيات من الذكاء الاصطناعي”. “تم تصميمها على أساس دراسات نفسية جد متقدمة، لذهنية وعقلية الشعوب المستهدفة، غايتها توجيه رأيها العام والتلاعب به”. عبر نشر كل ما يفرق ويخلق بلبلة بين مختلف مكوناتها، من جهة”. ومن جهة أخرى، “التعتيم المقصود على كل ما هو إيجابي ويحقق توافقا ويوحد هذه المجتمعات”.
كما دعا أعوان الدولة، وأعضاء المجتمع المدني، والأعيان وقادة الرأي والنخب، والأئمة ورجال الدين، استنهاض الهمم وتوعية الشباب. و”أخذ مثل هذه الظواهر، على محمل الجد، والعمل بتضامن وتكاتف، على وأدها في المهد،لكي لا ينتشر لهيبها وتعم الفتنة البلاد.”
في حين، حث الفريق شنقريحة، أبناء الجزائر من أجل التحلي بالمزيد من الوعي واليقظة. و”أن يحرصوا على الابتعاد عن كافة أشكال ومظاهر التهويل والإثارة، وتحكيم العقل بدل العاطفة”.
في ختام اللقاء أسدى الفريق لإطارات ومستخدمي قيادة الدرك الوطني جملة من التوجيهات والتعليمات المتعلقة أساسا بضرورة التحلي بأقصى درجات الانضباط والسلوك السوي والقويم، والمساهمة في ضمان أمن وسلامة المواطنين خصوصا خلال هذا الشهر الفضيل.
كما وقف الفريق شنقريحة خلال الزيارة، رفقة العميد يحي علي والحاج، قائد الدرك الوطني، وقفة ترحم على روح الشهيد البطل “العربي بن مهيدي”. الذي يحمل مقر قيادة الدرك الوطني اسمه، حيث وضع إكليلا من الزهور أمام المعلم التذكاري المخلد له. وتلا فاتحة الكتاب على روحه وعلى أرواح الشهداء الأبرار.