الحلقة 7: الخلاف
في الفاتح من جانفي 2001 اجتمع “محمد” و” فرح” مجددا على شريعة الله واستأنفا الحياة الزوجية، حيث جمعا العائلتين وأعلانا زواجهما بالفاتحة.
اتفقا على تجاوز كل ما يعكر صفو حياتهما، وأن يحلا كل المشاكل بالتحاور، مرت أسابيع كانت الأحوال طبيعية، محمد يقسم وقته بين العمل والبيت وكان يخرجها من حين إلى آخر، لكن العمل في الفترة الأخيرة أخذ كل وقته، وعاد مجددا للسهر والسفر،
ومرت أيام دون أن تفتح فرح مع محمد النقاش حول هذا التغير الذي طرأ على تصرفاته، ورجوعه إلى كل ما كان يضايقها في السابق…
في إحدى الليالي انتظرته حتى عاد من سهرته، كان الوقت متأخرا ولكنها فضلت الحديث معه في ذلك الوقت لأنه ينزل باكرا في الصباح..
- ألم تنامي بعد؟… يقول محمد وقد وجدها في انتظاره..
– لا لم أنم.. أردت التحدث إليك…. وأذكرك بوعودك لي قبل العودة إلى بعض.. تراك مازلت تذكر ما عدتني به؟
– لقد وضحت لك طبيعة عملي آلاف المرات ولكنك لا تريدين تفهم الوضع…. لقد تعبت من هذا السيناريو، في الصباح أعمل بالمكتب وفي الليل التقي بشخصيات ورجال أعمال لعقد الصفقات، ثم أعود لأجد محققا في انتظاري..
– ليس العمل فقط من يأخذك مني، لست غبية لأصدق أن كل سهراتك تتم في إطار العمل.
– عدنا إلى الشك.. من جديد.. يقول “محمد” وهو يفتح الخزانة ليغير ثيابه.
بينما كانت هي جالسة على طرف السرير تذرف دموعها، اقترب منها ومسح دموعها وهو يقسم أنه لا توجد امرأة أخرى في حياته غيرها…
ولكنها لم تصدقه، هذه المرة كانت متعصبة، ولم تود سماع المزيد من كلامه، تركته يتحدث وحده، دخلت فراشها.. وهو غير ثيابه وأطفأ النور وأغلق الباب خلفه.. وفضل النوم في الصالون على أن يجاور جسدا باردا لا يحتمله…
نهضت في الصباح فلم تجده، لقد نزل باكرا للعمل كعادته… كانت متعبة جدا شعرت بدوار وقيء وغثيان، كانت ستتصل به في المكتب ولكن كبريائها لم يسمح بذلك، فضلت الاتصال بوالدتها، التي أسرعت إليها ورافقتها إلى الطبيب…