الحلقة 6: عودة الوعد
بدأ هوالحديث:
- كنت أود أن أقول لك… سامحيني وقلت في نفسي يا تري هل يشفع لي اعتذاري هذا كل غبائي، وحماقتي ..
وهي كانت تنتظر هذه الكلمة… وترد عليه
– لقد جرحتني يا “محمد” لم أكن أتوقع أنك ستستغني عني بهذه السهولة.
– ولكنك من أصر على ذلك.. لم يكن من حل أمامي … غير تنفيذ طلبك
– نعم ولكن كان يجب أن تتمسك بي، حتى لو كنت أنا من طلب الفراق
كان يجب أن تعلم أنه رد فعل طبيعي اتجاه تجاهلك لي طوال الوقت..
– هل سنعود لفتح هذا الموضوع، تعرفين جيدا طبيعة عملي.. من يعمل في مجالي الاستراد والتصدير يتوجب عليه التحرك والعمل طوال الوقت حتى لا تفوته أي صفقة … و…
وقبل أن يكمل تقاطعه ..
– هل تعني أنك كنت على حق وأنت تقضي كل وقتك مع المتعاملين، وتنساني في ذلك البيت الكئيب بدونك ….
– لا، لا أقصد، قد تكونين محقة في ذلك … لكن غيرتك المفرطة لم يكن باستطاعتي تحملها، خروجي بالنسبة إليك لم يكن للشغل.. فقط .. صحيح؟
– هنا أنت محق … وماذا تريد من امرأة تقضي وقتها أمام التلفاز، تنتظر زوجها الذي لا يدخل البيت إلا بعد الثانية صباحا ..
لم أكن أغار عليك فقط بل أقلق عليك، كنت تتأخر ولا تراعي الظروف الأمنية السيئة للبلاد..
هواجس الظروف الأمنية لم تكن في رزنامة “محمد” المهم لديه هو تحقيق نجاحه وطموحه، واعتبر أن العمل في تلك الظروف تحديا أعلنه مثله عشرات الشباب اللذين فضلوا البقاء في الوطن على الهروب إلى المجهول…
وبعد أخذ ورد، اعترف كل بتقصيره في حق الآخر …
فبينما أبدى هو أسفه وقدم اعتذاره، أبدت هي الأخرى تفهما ومرونة في الاستماع إليه .. كان لقاء حب ومعاتبة جميلة وحوار هاديء، بعيد عن التعصب والأنانية، حاول الاثنان أن يناقشا نقاط الخلاف بينهما … في جو كان أصلا مهيأ للتراضي….
موسيقى هادئة وكلام ناعم ووعود بحياة أهدأ ومصير أجمل كان ما قدمه لها “الحبيب الأول”… وكان دافعا لها للتوافق بعد أن ترجاها الرجوع إليه مجددا….