الحلقة 13: الاعتراف
التقيا في نفس المطعم الذي شهد لقاءهما الأول، المطعم التركي بالأبيار، مازال هذا المكان يشهد على ذلك اللقاء..
كان يوما كئيبا، متقلب الطقس، جمع بين حرارة الصيف وغيوم تحجب أشعة الشمس..
كانت علامات التعب بادية على وجهها، مترددة وخائفة، لم تستطع رفع عينيها في وجهه، ولكن محاولاتها للهروب من عينيه باءت بالفشل، استسلمت في الأخير للنظر إليهما، فتذكرانها بأنه في هذا المكان بالذات وبسبب هذه النظرات بالذات وقعت في حبه ذات يوم..
بدأ بالاعتذار منها، تأسف على أنه يكون قد أساء إليها دون أن يشعر…
لا داعي للتردد من حقك أن تنهي العلاقة ولن يكون عليك أي حرج..
أعرف ربما فكرت في الموضوع جيدا وقد اتضحت لك أمور لم تكن من قبل قد فكرت فيها…
أوقفته بحديثها.. في الفترة السابقة كنت مشغولة بالإعداد للسفر إلى فرنسا..
جيد، مكان مناسب لقضاء عطلة الصيف.. عقب على كلامها
ابتسمت.. ما الذي غير رأيك، لم تعجبك فرنسا يوما … يبدو أن وجود ابنتك هناك جعلك تغير رأيك…
- الحب يجعلنا نغير آراءنا وحتى حياتنا…
– الواقع لن أذهب لقضاء العطلة بل للعلاج..
وهو لم يتكلم مازال ينتظر ماذا ستقول..
لإجراء عملية على القلب.. تواصل حديثها..
لم يتقبل ما قالته، ظن أنها حجة ما للتهرب من صعوبة الموقف…
– ماذا، أي عملية، وأي قلب ..
– قلبي متعب والتشخيص الطبي يقول أنه يتطلب عملية جراحية..
– ألا يوجد حل آخر غير العملية، وبدأ يعرض البدائل.
– لا يوجد، منذ مدة وأنا أستعمل الدواء وكنت سأجري العملية منذ مدة لكن جدتي كانت متخوفة من النتيجة
النتيجة…
– هل هي مضمونة؟
– إن شاء الله.. تقولها وعيناها تمتلئان بالدموع…
تمنت أن تكون النتيجة إيجابية كي تعاود لقاءه من جديد…
وهو بدأ يلومها بأنها أخفت أمر مرضها عنه، كان من المفروض أن تخبره كي يقف إلى جانبها وأصبح يصابرها ونفسه ويرفع من معنوياتها،
ولكن قوته خانته وأجهش باكيا، لأنه يعرف مدى حساسية العملية..
خيّم الصمت على كليهما، لم يجدا ما يقولانه، لقد كان الموقف أصعب من أن يتحملاه…
واستأنفت الحديث من جديد..
– أتدري لو كان ما أحسست به نحوك “حب”، فهو أجمل إحساس أهداني إياه القدر في آخر أيامي.. لذلك ذهابي سيكون جميلا حتى لو كان بدونك….