الحلف الاطلسي سيهتم بفرض احترام حظر الاسلحة على ليبيا على الاقل
قررت دول حلف شمال الاطلسي الثلاثاء تكليف سفنها الحربية مهمة مراقبة حظر الاسلحة على ليبيا ولكن بقيت مسالة القيادة السياسية العسكرية للعمليات معلقة والتي ترغب باريس ان تبقى بيد الائتلاف الدولي.
وبعد مناقشات حادة الاثنين بشأن اسس وكيفية مشاركة الحلف في التدخل في ليبيا، قال دبلوماسي ان سفراء الدول ال28 الاعضاء في الحلف “اتفقوا على فرض حظر على الاسلحة التي يمكن ان تنقل بحرا”، في اليوم السابع من المناقشات.
وكلفت طائرات وسفن تابعة للاطلسي تنفيذ هذه المهمة كما قال الامين العام للحلف الجنرال اندرس فوغ راسموسن.
ويقصف تحالف متعدد الجنسيات على رأسه الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا القوى العسكرية الكبرى في الحلف، ليبيا منذ السبت بموجب قرار الامم المتحدة رقم 1973.
كما اتفق سفراء الحلف على الخطط العسكرية للمشاركة في فرض منطقة حظر جوي بعد ان تعذر ذلك بسبب معارضة تركيا لاي اعال هجومية بهدف تفادي وقوع ضحايا مدنيين.
وقال دبلوماسيون انه تلزم ايام لتقرير ان كان الحلف سيطبق هذه الخطط.
واستعدادا لاي احتمال، وضع الحلف خططا لثلاث مهمات هي ضمان امن عملية انسانية وتطبيق الحظر على الاسلحة وفرض منطقة حظر جوي.
وبعد الاتفاق حول مراقبة حظر الاسلحة، يواصل السفراء مناقشاتهم حول مساهمة الحلف في المهمتين الاخريين في ليبيا وقضية القيادة الحساسة.
وتطالب معظم الدول الحليفة وخصوصا تلك التي وضعت طائرات في تصرف التحالف مثل بلجيكا والدنمارك والنروج وكندا وايطاليا بنقل قيادة العمليات الى الحلف بسرعة.
وهذه الدول المعتادة منذ عقود على العمل بوسائل الحلف وبحسب معاييره واجراءاته لا ترى كيف يمكن التعاون على الامد الطويل مع تحالف كل ما يفعله هو تنسيق المبادرات الوطنية.
وقال الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء في سان سلفادور انه يتوقع ان تتضح هيكلية قيادة العمليات العسكرية للائتلاف الدولي، ويتم الاتفاق بشانها بين المشاركين خلال ايام، مع اعلانه ان منطقة الحظر الجوي على ليبيا باتت جاهزة للتطبيق، وعن “خفض كبير” في طلعات الطائرات الاميركية فوق ليبيا.
وان كانت فرنسا ترى ان الحلف يجب الا يلعب سوى دور مكمل لدور التحالف ويجب ان يقدم اليه دعما بدون ان يحل محله، يبدو انها قدمت تنازلا بشان قيادة الحلف الثلاثاء، وان لم تتضح معالمه.
فقد اعلن البيت الابيض ان اوباما ناقش مساء الثلاثاء “التقدم الكبير” في ليبيا مع نظيره الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني، ويعتقد ان الحلف الاطلسي يجب ان يكون جزءا من هيكلية قيادة الحملة العسكرية على ليبيا.
ولكن الرئاسة الفرنسية لم تستخدم الصيغة عينها.
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان ان اوباما وساركوزي “اتفقا على آليات استعمال هيكليات قيادة حلف الاطلسي لدعم الائتلاف” الدولي.
وكان وزير خارجية فرنسا الان جوبيه اقترح على الحلفاء هيئة تسيير سياسية للعملية العسكرية تضم وزراء خارجية الدول المشاركة في العملية ودول الجامعة العربية.
وقال ان لندن وباريس متفقتان على تشكيل هذه الهيئة.
واثارت هذه المسالة شجارا بين اعضاء الحلف الاثنين.
ومن ناحية نطاق العمليات، تصر تركيا تساندها المانيا تصر على ان يقتصر تدخل الحلف على عمليات لا تجره الى عملية يمكن ان تتسبب بضحايا بين المدنيين مثل القصف الحالي للتحالف.
واكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان امام البرلمان الثلاثاء ان تركيا “لن تكون اطلاقا من يسدد فوهة سلاح الى الشعب الليبي”، موضحا ان انقرة تواصل المشاورات وخصوصا مع حلفائها في حلف شمال الاطلسي لاتخاذ قرار حول “المساهمة” في “اعادة السلام” الى لييبا.
وقال اردوغان الذي يرأس حكومة اسلامية محافظة “ينبغي ان يجري التغيير في ليبيا عبر الحراك الخاص بالبلاد، لا بتدخلات اجنبية”، معربا عن قلق تركيا حيال العمليات العسكرية الجارية.
والاثنين، بلغ التوتر اوجه في اجتماع الحلف الذي شهد حادثا نادرا يعكس تشنجا لم يسجل منذ الخلافات التي سبقت غزو العراق في 2003.
وقالت مصادر دبلوماسية الثلاثاء مؤكدة نبأ نشرته صحيفة فايننشل تايمز ان سفيري فرنسا والمانيا غادرا القاعة احتجاجا على تصريحات “غير لائقة” وحتى “قاسية” ادلى بها الامين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن حيال هذين البلدين وتركيا.
وانتقد راسموسن الدول الثلاث “لعرقلتها” باعتراضاتها العديدة الية القرار التي يجب ان ينجزها الحلف ليدخل الى الساحة الليبية.
كما توتر الوضع بسبب تهديدات ايطالية بالتراجع عن فتح قواعد امام التحالف ونروجية بعدم استخدام طائرات الاف-16 التي قدمتها طالما لم تحل مسألة القيادة، اي طالما لم يتول الحلف هذه القيادة.
ولكن الرئيس باراك اوباما سعى الى التهدئة معلنا ان الحلف الاطلسي سيتضح دوره خلال الايام المقبلة.