الحكومـــــة تشجـــــع علـــــى بنــــــاء “الـبــــرارك”
مختصة في علم الاجتماع لـ“النهار”: سكان «البرارك» و«الشاليهات» يخيفون السلطات
منحت السلطات المحلية الأولوية في عمليات الترحيل لقاطني «البرارك» و«الشاليهات»، في الوقت الذي لا تزال الآلاف من العائلات القاطنة بمساكن هشة وآيلة للانهيار تنتظر الترحيل إلى مساكن جديدة ولائقة منذ سنوات، مما يفتح باب التساؤل واسعا أمام الطريقة المنتهجة في دراسة ملفات «الرحلة» وسط الغليان الشعبي والاحتجاجات خاصة بعد الزلزال الأخير الذي ضرب العاصمة وكشف المستور. ولعل القرار المفاجئ الذي اتخذه والي العاصمة عبد القادر زوخ، قبل شهر رمضان بمنح الأولية في عمليات الترحيل لسكان القصدير على شاكلة «من لا يقطن في براكة أو شاليه لن يرحل»، سيشجع على إقامة المزيد من «البراراك» خاصة بالعاصمة والمدن الكبرى، وهو ما تفسره جليا الأرقام الرسمية المقدمة من قبل والي العاصمة شخصيا أول أمس، والتي أكد فيها تسجيل مصالحه لـ500 محاولة بناء «برارك» جدد منذ بداية عمليات الترحيل في العاصمة، وهو رقم مخيف في ظرف أقل من شهر. وأقصت عملية الترحيل الكبرى نسبة كبيرة من المواطنين القاطنين في مساكن ضيقة وفي شقق ذات غرفة وغرفتين، أو هشة وآيلة للانهيار منذ حوالي 20 سنة، فضلا عن كون الكثير منها مصنفة ضمن الخانة الحمراء منذ سنوات، من عملية الترحيل الكبرى التي تعرفها العاصمة، وإعطاء الأولوية في العملية لقاطني القصدير باستثناء بعض المواطنين القاطنين في المساكن المصنفة ضمن الخانة الحمراء.
..مواطنون ينتظرون الرحلة منذ 22 سنة لأنهم لا يسكنون “البراراك“
وينتظر الآلاف من العاصميين منذ أكثر من 20 سنة ترحيلهم إلى مساكن لائقة، وهو حال «ن.ح» الذي يقطن بأحد البنايات الهشة ببلدية براقي في العاصمة، ورغم أنه أودع ملف السكن منذ سنة 1992، إلا أنه لم يتلق أي رد من قبل المصالح البلدية رغم استدعائه عديد المرات لتحيين ملفه، ورغم ذلك فقد تم استثناؤه من أكبر عملية ترحيل تعرفها الجزائر منذ الاستقلال، في الوقت الذي استفاد منه مواطنون آخرون يقطنون بـ«الشاليهات» والبرارك من مساكن وشقق جديدة رغم مرور أقل من 7 سنوات من إيداع ملفاتهم أو تسجيل إقاماتهم بالعاصمة على شكل بناء أكواخ بالأحياء القصديرية.