الحكومة تقرر رفع هوامش الربح لمنتجي الأدوية إلى 25 بالمائة
كشفت مصادر مقربة من وزارة الصحة والسكان وإصلاح
المستشفيات لـ ”النهار” أن الحكومة قررت رفع هوامش الربح بالنسبة لمنتجي الأدوية إلى 25 بالمائة، بعد أن كانت تقدر بـ 20 بالمائة، وذكرت مراجع ”النهار” أن رفع النسبة بمعدل 5 بالمائة هو قرار هام جدا يهدف لتشجيع المتعاملين المحليين على الإنتاج، وخفض أسعار الأدوية ودعم المنتوج المحلي، إلى جانب دفع المنتجين لرفع الإنتاج لتغطية نسبة معتبرة من السوق، عقب القرار الحكومي الذي أصدرته السلطات الوصية والقاضي بمنع استيراد الأدوية المنتجة محليا، الذي تم اتخاذه شهر أكتوبر 2008.
وذكرت مصادرنا أن القرار جاء بناء على توصيات لقاء جمع المتعاملين النشطين في سوق الأدوية بممثلي وزارة الصحة، حيث قدم كل طرف رأيه وقد قررت الوزارة الوصية اعتماد أكبر نسبة للربح بهدف حماية الإنتاج المحلي وتدعيمه.
من جهة أخرى، علمت ”النهار” من مصادر مؤكدة أن وزارة الصحة لم تعتمد لحد الآن المرسوم المحدد لهوامش الربح القصوى في بيع الأدوية بالنسبة لمتعاملي الصيدلة الذي صادق عليه مجلس الحكومة نهاية السنة الفارطة، والذي تقدمت به وزارة التجارة، بهدف دعم الإنتاج المحلي، حيث قررت الحكومة في هذا المرسوم، تحديد هامش جديد للربح، فيما يتعلق بمطابقة، صناعة وشروط توزيع الأدوية وكيفية تحديد أسعارها، من خلال إعطاء الأولوية للأدوية المنتجة محليا، والأدوية الجنيسة، بمنحها هامش ربح كبير، والتركيز على الكمية بجعل هامش الربح لدى متعاملي التجزئة أكبر، في حين يتقلص هامش الربح لدى متعاملي الجملة كلما ارتفعت قيمة الدواء، وحدد مضمون المرسوم المحدد لهوامش الربح نسبة الربح بالنسبة للأدوية التي يبلغ سعرها 200 دينار أو أقل، بـ17 بالمائة بالنسبة للجملة أي الموزعين والمنتجين والمستوردين، و40 بالمائة بالنسبة للتجزئة أي الصيادلة، أما الأدوية التي تتراوح أسعارها بين 200,1 دينار إلى 400 فقد تم تحديد هامش الفائدة بـ 12 بالمائة بالنسبة للجملة و30 بالمائة بالنسبة للتجزئة.
صيدال ”نسبة الربح الجديد إيجابية جدا بالنسبة للمجمع ولباقي المتعاملين”
وفي اتصال مع ممثل مجمع صيدال يحيى نايلي مدير التسويق بالمجمع، اعتبر نايلي اعتماد هذه النسبة ايجابية جدا بالنسبة لمجمع صيدال ولباقي المتعاملين، مشيرا إلى أن زيادة 5 نقاط كاملة زيادة ممتازة، وعلى صعيد تحقيق الاكتفاء في الأدوية المنتجة محليا، ذكر محدثنا أن المجمع قدم التزامات للحكومة بتوفير 182 دواء، منتجا محليا، مؤكدا أن صيدال ستفي بالالتزامات التي قطعتها على نفسها، موضحا أن تغطية السوق لن تكون دون مساهمة مختلف المتعاملين المحليين، وعلى سبيل المثال ذكر نايلي أن صيدال تنتج حاليا ما نسبته 60 بالمائة من الأنسولين، وتسعى للوصول إلى 70 بالمائة، وهو نفس ما تسعى إليه في باقي إنتاج باقي الأدوية خاصة منها الموجهة للأمراض المزمنة.
متعاملو الصيدلة: ”الوزارة لم تستدعنا منذ أن أودعنا الاقتراحات منذ سنة”
من جهته، أكد رئيس الاتحاد الوطني للمتعاملين في الصيدلة عمار زياد أن وزارة الصحة لم تستدع لحد الساعة متعاملي الصيدلة لمناقشة اقتراحات هوامش الربح الخاصة ببيع الأدوية، رغم أن المتعاملين قدموا اقتراحات للوزارة الوصية منذ السنة الفارطة، وأوضح زياد أن المتعاملين حاليا ما يزالون متمسكين بالمقترحات المقدمة خلال لقاء المتعاملين في الميدان بوزير الصحة الأسبق عمار تو، كون الهوامش المعتمدة حاليا قديمة وتعود إلى سنة 1998، وبخصوص نقص بعض الأدوية في السوق الوطنية، أوضح محدثنا أن المشكل لا يكمن حاليا في القائمة المحمية وإنما في الباقي الأدوية المسموح باستيرادها.