“الحكام الجزائريون ليسوا متضامنين وأعترف بأن لاعب من بجاية تحايل علي”
بات الحكم الجزائري محمد بنوزة على بعد خطوة من تمثيل التحكيم الجزائري في المونديال بعد غياب دام 30 سنة منذ آخر مشاركة لحنصال في مونديال إيطاليا 1990، يأتي هذا بعد تألقه في مختلف مشاركاته الدولية
والتي توجها بالمشاركة في كاس العالم للأندية التي جرت مؤخرا في اليابان، وفي هذا الحوار الذي خص به “النهار” يتطرق إبن مستغانم للعديد من النقاط المهمة التي تهم التحكيم.
** “النهار”: كيف تقيم مشاركتك الأخيرة خلال كأس العالم للأندية؟
ـ بنوزة: كانت تجربة جديدة ومفيدة من الناحيتين الرياضية وحتى المادية، والأهم في كل هذا أنها ستوسع حظوظ أكثر في المشاركة في المونديال المقبل بجنوب إفريقيا وهذا بعد أن أثنى رئيس لجنة التحكيم على مستوى الفيفا هنأني بالأداء التحكيمي الذي قدمته خلال مباراة الإفتتاح التي جمعت ممثل أستراليا مع ممثل نيوزيلندا، وقال لي بالحرف الواحد “لقد وضعت خطوة في طريق المشاركة في المونديال”.
** ما هي قيمة المنح التي يتحصل عليها الحكم من خلال مشاركاته في مختلف المنافسات الدولية وما هي الكيفية التي تحصلون بها على هذه المستحقات؟
المنح والعلاوات تختلف من منافسة لأخرى فالمشاركة مثلا في كأس العالم لأقل من 17 سنة تجلب لك مبلغ 10 ألاف دولار،إدارة مباراة في كأس إفريقيا للأندية علاوتها 750 دولار، فيما المشاركة في نهائيات كأس إفريقيا للأمم، كما كان الحال خلال الدورة الأخيرة فهي تثري السجل حيث أننا كنا نتحصل على 100 دولار عن كل يوم قضيناه هناك، وهو المبلغ الذي لا يتغير مهما كان عدد المباريات التي تديرها.
** سيكون إنجازا كبيرا لو تتمكن من المشاركة في المونديال القادم؟
ـ أكيد خاصة وأن الجزائر غابت عن هذا الموعد منذ مشاركة حنصال في مونديال إيطاليا لسنة 1990 وأنا جد متفائل خاصة بعد شهادة رئيس لجنة التحكيم التابعة للفيفا.
** تألق التحكيم الجزائري على الصعيد الدولي ممثلا في شخصك وزميلك حيمودي يقابله مشاكل كبيرة تواجهه محليا فكيف تفسر الوجهين المتناقضين للتحكيم الجزائري؟
- هذا يعود بالأساس إلى الظروف المتناقضة تماما ما بين التحكيم في الجزائر والتحكيم خارجها، ظروف العمل والضغوطات المفروضة على الحكام الجزائريين كبيرة جدا والتي تبدأ حتى قبل انطلاق المباراة تؤثر وتنعكس مباشرة على أدائهم.
** وكيف تواجه أنت هذه الضغوطات؟
– عودت نفسي على تجاهل كل هذه الضغوطات وفور دخولي إلى الملعب أصبح أشبه بحائط لا أسمع شيئا مما يدور حولي ويبقى كل تركيزي منصب على تحكيم المباراة حيث أبدل ما بوسعي لأكون عادلا وصارما في عملي ولحد الآن أنا جد مرتاح لما قدمته وضميري مرتاح.
** مشوارك التحكيمي تجاوز عشرية كاملة فما هي أصعب مباراة أدرتها لحد الآن؟
– بدأت إدارة مباريات القسم الاول سنة 1996 وأول ظهور لي كان في مباراة بوفاريك مع عين مليلة وأعترف بأن المشوار لم يكن سهلا وواجهتني مباريات في غاية الصعوبة والتعقيد وكان من أهمها مباراة مولودية الجزائر ورائد القبة يوم كان الفريقان يلعبان مصيرهما في الدرجة الأولى وفازت المولودية يومها قبل أن تسقط بعد قرار الإتحادية خصم نقطة من رصيدها.
** وما هي أبرز مباراة جلبت لك المتاعب؟
– مباراة الشلف مع نادي بارادو عندما إتهمني رئيس الشلف بالعمل لفائدة زطشي، إتهامات باطلة لم أسكت عليها حيث رفعت على الفور دعوى قضائية ضد مدوار.
** لكن لماذا لا يرد الحكام على الإتهامات الخطيرة التي يوجهها لهم رؤساء النوادي،المدربين وحتى اللاعبين؟
– أنا من جهتي لا أسكت عن أي إتهام يوجه إليه على غرار ما فعلته مع مدوار والذي دفعت به إلى المحاكم وإضطريته لدفع 5 ملايين سنتيم كتعويض لي ونفس المبلغ كتعويض للمحكمة.
** ألا تعترف بتفشي ظاهرة الرشوة وسط الحكام الجزائريين؟
– الكل يتحدث عن الرشوة لكن هذا بقي مجرد كلام ولا أحد قدم الدليل على وجود هذه الظاهرة فعلا.
** وبماذا تعلق على قرار توقيف خمس حكام دفعة واحدة من طرف رئيس الإتحادية؟
– ليس لدي أي تعليق خاصة وأنني لست على دراية بتفاصيل وحيثيات هذا القرار.
** هل يوجد تضامن بينكم أنتم الحكام؟
– للأسف نحن لسنا متضامنين فيما بيننا وهذا ما يتجسد عند كل حادثة يكون فيها الحكم ضحية لها فلا نجد الزملاء يكلفون أنفسهم حتى السؤال على أي زميل يكون عرضة لمشكل ما وهذا ما حدث معي شخصيا لكن هذا لا يمنعني من تقديم الدعم والتضامن مع أي حكم يتعرض لموقف صعب أوإعتداء مثلا.
** بماذا تعلق على ماحدث لزميلك جاب الله مع ابراهيم حسن؟
– هو تصرف مشين من لاعب سابق وغير مقبول ممن كان من المفروض أن يكون مربيا، لهذا أقول بأن ابراهيم حسن بات مطالبا بالعمل في ميدان آخر غير الرياضة.
** حداج إعترف مؤخرا بالتقصير وغياب الإجراءات الرادعة لمن يعتدون على الحكم هل تشعرون بأنكم غير محميين من طرف الإتحادية؟
– يجب الإعتراف بأن هناك تقصير على هذا المستوى، فالإعتداء على الحكم وإهانته يجب أن تقابل باقصى العقوبات ويجب أن تجعل الإتحادية من أي معتدي كان عبرة للآخرين كما تصرفت الكنفدرالية الإفريقية مع الخطأ الذي ارتكبه عبدوني مع أحد حكامها، هذا الحارس الممتاز الذي صار مشواره الكروي في خطر بعد أن عوقب لموسمين كاملين بعد الخطأ الذي إرتكبه، لهذا نحن نطالب من الإتحادية إتخاد إجراءات صارمة وردعية لكل من يعتدى أو يمس كرامة الحكم الجزائري.
** ماهي نظرة الحكام العرب والأجانب الذين إلتقيتهم ممن سبق لهم خوض تجارب هنا في الجزائر أكيد أنهم تفاجئوا بردود أفعال اللاعبين الجزائرين وصعوبة التعامل معهم؟
– ما لفت إنتباه الحكام العرب الذين أعرفهم ممن أداروا مباريات هنا في الجزائر كانت الأجواء الرائعة التي تميز امدرجات الملاعب الجزائرية وقد أفاجأك بالقول أنهم لم يشتكوا من شيء بل أكدوا لي بأنهم كانوا دائما مرتاحين للعمل في الجزائر وأعتقد أن هذه ظاهرة موجودة في مختلف البطولات العربية هناك ثقة أكبر في الأجانب رغم أن هؤلاء يرتكبون أخطاء فادحة.
** في الأخير ألا يعترف بنوزة بالأخطاء التي يرتكبها؟
– أعترف بأنني ارتكبت بعض الاخطاء، أتذكر مثلا لاعب من بجاية منحته ضربة جزاء قبل أن أكتشف بعد مشاهدة اللقطات على التلفزيون بأنه خدعني وتحايل علي، لكن أي خطأ ارتكبته فلم يكن عن سوء نية فضميري جد مرتاح.