الجزائر لا تتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان العربية
اكد المؤرخ و المجاهد مصطفى حشماوي امس الخميس بالجزائر العاصمة ان الجزائر لا تتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان العربية مضيفا ان الامر يتعلق باحد مبادئ ثورة نوفمبر 1954. و اوضح حشماوي خلال محاضرة حول “الاستراتيجية العسكرية لجيش التحرير الوطني” نظمت على هامش معرض “ذاكرة و انجازات” لوزارة المجاهدين الجاري بقصر المعارض من ال25 جوان ال ال7 جويلية ان “مبدا عدم التدخل قد ظلت الجزائر ملتزمة به الى يومنا هذا في اطار علاقاتها مع الدول العربية الشقيقة”. و اضاف انه من اجل محاربة قوة استعمارية مثل فرنسا كان يجب ضمان امرين استراتيجيين يتمثلان في الحصول على الاسلحة بشتى الطرق و تمكين الجنود من تكوين عسكري”. كما اشار الى ان الجزائر قد ابرمت سنة 1957 صفقة بقيمة مليون دولار مع تشيكوسلوفاكيا من اجل اقتناء مخزونات اسلحة من مخلفات الحرب العالمية الثانية. و ذكر المحاضر في عديد المرات بالدعم الخاص الذي قدمته الدولتين العربيتين مصر و العراق “دون التقليل من دور بلدان عربية اخرى التي قدمت مساعدتها للثورة الجزائرية على الرغم من انها كانت لا تزال تحت تاثير القوى الاستعمارية”. و قال في هذا الخصوص ان “مصر كانت اول بلد عربي و في العالم يعترف في ديسمبر 1954 بالثورة الجزائرية و قررت فتح مكتب عسكري في قلب القاهرة”. كما ان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر (رئيس مصر حينها) قد امر في نفس التاريخ بان يوضع في متناول الجزائر مخزونات الاسلحة للجامعة العربية التي تم توفيرها خلال حرب 1948 من اجل نقلها الى الجزائر عبر ليبيا. و تابع حشماوي ان “غالبية الاسلحة التي وصلت الى المجاهدين قد مرت عبر الحدود الشرقية للجزائر سيما من جنوب سوق اهراس و تبسة و سهول عنابة”. كما اكد حشماوي الذي ولد سنة 1932 بمعسكر و التحق سنة 1955 باول فوج من المجاهدين الذي ارسل الى العراق للحصول على تكوين في مدرسة عسكرية ان “فرنسا ديغول قد اضطرت في منتصف سنة 1958 الى بدء مفاوضات مع الحكومة المؤقتة لانها كانت تخشى من خسارة معارك عسكرية اخرى و التعرض لهزيمة مماثلة لتلك التي حصلت في ديان بيان فو بفيتنام”. وقد زاول دراسته بكل من فاس و تونس و القاهرة قبل ان يلتحق بالحركة الوطنية في سنوات 1940. بعد الاستقلال تابع مساره في صفوف الجيش الوطني الشعبي ثم عضوا في اللجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني قبل ان يعين سفيرا. واصل حياته كاستاذ بمعهد التاريخ بجامعة الجزائر قبل ان يتفرغ لكتابة تاريخ الثورة الجزائرية.