الجزائر كسبت تلاحما شعبيا بفضل إنجازات أبناء الشيخ سعدان
فضلت “النهار” اقتحام كواليس العائلات
الجزائرية بعيدا عن المهزلة التي تسبب فيها الحكم البنيني كوفي كوجيا الذي ساهم في حرمان المنتخب الجزائري من بلوغ الدور النهائي من كاس “الكان” في طبعتها 27 بأنغولا، بغية تسليط الضوء على التحول الجذري الذي ظهر على التماسك الاجتماعي بين أبناء العائلات الجزائرية بفضل انجازات أبناء الشيخ سعدان الذين حجزوا مقعدا في نهائيات كأس العالم، وفي هذا السياق اتصلنا بالأستاذ عادل شيهب من قسم علم الاجتماع بجامعة جيجل للحديث عن الدور الفعال الذي لعبه الفريق الجزائري في خلق التلاحم الشعبي على مستوى الفرد والجماعة، الذي أكد أن ما تحقق هو الدور الذي تلعبه الرياضة العلمية بكل أنواعها، وما يحدث في الجزائر كنموذج عن إعادة التحام فئات المجتمع خاصة وأن الجزائر عاشت في مرحلة معينة نوعا من التفرقة بسبب مجموعة من الظروف الاجتماعية ساهمت في تشتت هذه الفئات، أين حلت محلها الرياضة خاصة كرة القدم الجزائرية مع انجازات أبناء رابح سعدان التي لعبت دورا كبيرا في إعادة قيم التعاون والتكافل الاجتماعي بين أوساط الفئات الاجتماعية، وهذا ما نلاحظ حاليا على المستوى الضيق في الأسرة كمؤسسة صغيرة داخل المجتمع وحتى على مستوى النسق العام ونقصد به المجتمع الجزائري، أين حصل تلاحم كبير بين الفئات على غرار الشيوخ والشباب، وكذا النساء الجزائريات اللواتي تمكن بفضل الرياضة من لم شمل الأسرة الجزائرية تحت سقف واحد في مشهد لم تعهده منذ سنوات بسبب جملة تأثيرات، واعتبر المتحدث الرياضة بمثابة لغة راقية بين أفراد المجتمع أين ساهمت في إعادة روح التكافل وربط أواصر العلاقات الاجتماعية من جديد وحتى داخل الأسرة الواحدة، كون العائلة الجزائرية إلى وقت قريب لمسنا أنها تأثرت بمجموعة من العوامل على غرار العشرية السوداء، وكذا على المستويين الاقتصادي والسياسي وحتى على مستوى العلاقات الخارجية للدولة الجزائرية، ويضيف المعني أن كرة القدم الجزائرية أعادت قيم التعاون إلى المجتمع الجزائري.
وركز الأستاذ عادل شيهب أن كرة القدم الجزائري أنقصت بشكل ملحوظ من مفعول ظاهرة تفاقمت كثيرا في السنوات الأخيرة في الجزائر، وهي ظاهرة الحرڤة التي تعتبر ظاهرة سلبية في المجتمع الجزائري تتسبب في فقدانه طاقات وفئات فاعلة، ناهيك عن مساهماتها في الحد من الاعتداءات وعمليات السطو، كما أنها محت من الأذهان مرحلة سابقة عاشتها الكرة الجزائرية طغت عليها ظاهرة العنف في الملاعب، أين توحدت الصفوف بعدما كان التناحر يطبع الملاعب الجزائرية في مقابلات بطابع محلي، وهذه من النتائج الايجابية للرياضة الجزائرية التي يجب استغلالها لتنمية المجتمع.