الجزائر ظَهْرنا.. ونعوّل عليها في نجاح الانتخابات المقبلة
![الجزائر ظَهْرنا.. ونعوّل عليها في نجاح الانتخابات المقبلة](https://i.dzs.cloud/www.ennaharonline.com/wp-content/uploads/2021/07/1__khalil_528591379.jpg?resize=800,460)
تنسيق أمني على أعلى مستوى بين الأجهزة الأمنية التونسية والجزائرية لوقف زحف الجماعات الإرهابية
يكشف القيادي في حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات ووزير الشؤون الاجتماعية الأسبق التونسي، خليل الزاوية، في حوار لـ“النهار”، عن بعض جوانب التنسيق في مختلف الأجهزة الأمنية التونسية والجزائرية، إلى جانب الدور الذي تلعبه الجزائر في المنطقة، على ضوء تزايد مخاطر الجماعات الإرهابية، حيث يتحدث المسؤول التونسي عن مساهمة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة كوسيط لحل الأزمة وتقريب وجهات النظر بين الأطراف التونسية.
سيدي هل يمكن تقديم صورة عن الوضع الذي تعيشه تونس بعد الثورة؟
تونس بعد الثورة مسارها ككل المسارات الانتقالية وككل الثورات، تشهد عديد النواحي الإيجابية على غرار مكسب الحرية وبناء الديمقراطية عبر دستور تقدمي ديمقراطي يضمن الحريات وتوافق واسع، لكن بالمقابل كذلك تعيش صعوبات من نوعين، هي صعوبات ناتجة عن جزء من الوضع في ليبيا والاهتزازات الأمنية الإرهاب واغتيالات السياسيين، وكذلك الصعوبات الاقتصادية الناتجة عن اهتزاز الوضع بعد الثورة، والأزمة الاقتصادية العالمية التي نعيشها، ورغم هذه الوضعية نحن متفائلون لأننا على وشك الانتهاء من مرحلة انتقالية والدخول في مرحلة استقرار في حكومة قارة، ونتمنى أن تكون الحكومة القادمة حكومة وحدة وطنية تضم العديد من الأطراف، حتى تحقق أهداف الثورة التي هي بطبيعة الحال ضمان الحرية والديمقراطية، وكذا الكرامة والعدالة الاجتماعية والتنمية الجهوية والرقي الاجتماعي.
تحدّثتم عن الوضع الأمني المتدهور في ليبيا، أكيد أن تونس تأثرت أكثر من الدول الأخرى بتداعيات الأزمة الليبية، خاصة مع ظهور ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، كيف ستخرج تونس من هذا الوضع؟
ستخرج تونس من هذا الوضع بوسيلتين، الوسيلة الأولى هي الوحدة الوطنية الصماء اتجاه الإرهاب، وهو ما يعني توافقا واسعا بين الأطراف السياسية ورفض الإرهاب وضرورة الصرامة اتجاه الإرهاب، إلى جانب تشديد الإجراءات الأمنية والتنسيق الجهوي، على سبيل المثال عندنا تنسيق أمني على أعلى مستوى بين الأجهزة الأمنية التونسية والجزائرية، وهذا إيجابي لأن ظاهرة الإرهاب ليست محصورة في تونس أو في ليبيا فقط، لكنها ظاهرة إقليمية حاليا في منطقة الساحل والصحراء، خاصة ما يحدث الآن في مالي، وهو ما يستلزم على الأجهزة الأمنية التنسيق التام والشامل لتأمين المنطقة ككل.
تونس على أبواب انتخابات تشريعية ورئاسية ستشارك فيها جميع الأطراف، وقد تم قبل أيام محاولة اغتيال رئيس حزب نداء تونس الباجي قائد السبسي الأوفر حظا للفوز في الرئاسيات، ألا ترون بأن الانتخابات ستجري في ظروف أمنية ساخنة؟
كل مرة تتقدم فيها تونس في مسارها الانتقالي يقع اغتيال سياسي أو محاولة اغتيال سياسي، ورغم ذلك فإن التقدم في المسار الانتقالي ظاهر، ومعنى ذلك أن هناك أشخاصا مرتدّون لا يريدون للربيع العربي في تونس أن ينتصر ويحقق أهدافه، وهناك أطراف مختلفة هي التي تقوم بالتشويش على المسار الديمقراطي في تونس، أطراف داخلية تستعمل مجموعات دينية متطرفة لتحقيق مآربها ودفع تونس إلى عدم الاستقرار، وإقناع المواطن التونسي بأن الوضع قبل الثورة كان أفضل، لتخويف المواطنين وترهيبهم، لكن أقول لهؤلاء هيهات لأن آخر عملية إرهابية في جبال الشعانبي دفعت بالمواطنين أكثر للانخراط في العملية السياسية، وقد لاحظنا أن التسجيلات في القوائم الانتخابية تزايدت كردة فعل عفوية للمواطن.
تعرض حزب النهضة التونسي لانتقادات لاذعة بعد إقدامه على بناء مجسم يشبه إلى حد كبير الكعبة الشرفية، ما حقيقة ما تم تداوله إعلاميا؟
هذا خبر غير صحيح، لأن حركة النهضة بريئة من ذلك، ولكن وزارة الشؤون الدينية التونسية قامت بعملية بيضاء لتدريب الحجاج على مناسك الحج، أي أن الدولة هي من قامت بذلك.
كيف ترون دور الجزائر في المنطقة وتأثيرها على الوضع الداخلي في تونس، خاصة على ضوء الزيارات المتبادلة لمسؤولين كبار؟
في الحقيقة دور الجزائر مهم كثيرا في تحقيق الأمن في تونس والمنطقة ككل، وقد ساهمت الجزائر خلال السنة الفارطة كوسيط بين كافة الأطراف في تقريب وجهات النظر وهي مشكورة على ذلك، خاصة الجهود المبذولة من طرف الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، وهذا ليس بالغريب عن السلطات الجزائرية، ونحن في تونس نعتبر أن الجزائر ظهرنا ويحمينا، لذلك نحن لسنا متخوفين وليس لدينا أي مشكل، ونحن نعول عليها كثيرا في نجاح الرئاسيات المقبلة.