إعــــلانات

الجزائر توصل رسالتها.. “مسالمون واللي يحوّس علينا يلقانا”!

الجزائر توصل رسالتها.. “مسالمون واللي يحوّس علينا يلقانا”!

على وقع 60 طلقة مدفعية من منطقة مطلّة على البحر تتوسط العاصمة، أطلقت الجزائر، اليوم، العنان لاستعراض عسكري غير مشهود منذ ما يزيد عن ثلاثة عقود، أظهرت فيه جزءًا يسيرا من ترسانتها الحربية والتطور التكنولوجي العالي الذي يزخر به الجيش الوطني الشعبي على الصعيد البري والبحري والجوي وقوات الدفاع الجوي عن الإقليم.

بحضور العديد من قادة الدول، وشخصيات دولية، وملحقين عسكريين من مختلف السفارات المعتمدة بالجزائر وسفرائها، أعطى رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، عبد المجيد تبون، صبيحة اليوم الثلاثاء، إشارة انطلاق استعراض عسكري غير مسبوق، وسط حضور جماهيري قياسي، حيث تهافت الجزائريون من كل الولايات للظفر بلحظات تاريخية، امتزج فيها التاريخ بالحاضر، وتزاوجت فيها شعارات السلم برسائل التحذير للأعداء والمتربصين.

غاب “اسكندر” و”أس 400″ وحضر شقيقه الأصغر

وأبانت قوات الجيش الوطني الشعبي في استعراض،اليوم، عن جزء من ترسانتها العسكرية، فيما غابت أسلحة أخرى كانت منتظرة، مثل منظومة الدفاع الجوي “أس 400” وصاروخ “اسكندر” ومنظومات حرب إلكترونية متطورة، من آخر ما جادت به التكنولوجيا في العالم.

وعلّق كثيرون على غياب “أس 400” وصاروخ “إسكندر”، بالقول إن الجزائر فضّلت عدم التصريح بكامل ترسانتها والكشف عن أوراقها، فيما راح مراقبون ومحللون يعتبرون بـأن القيادتين السياسية والعسكرية فضّلتا عدم المبالغة في الاستعراض، لتفادي استغلال أنظمة وجهات معادية لذلك الاستعراض على أنه رسالة حرب.

الرئيس تبون يتبادل التحية مع آلاف المواطنين

وبدأ الاستعراض العسكري في حدود الساعة التاسعة صباحا من اليوم، عندما شرع الرئيس تبون في تفتيش الوحدات والفرق المشاركة في الاستعراض، بمعية رئيس أركان الجيش، الفريق الأوّل، السعيد شنڤريحة، واستمر إلى غاية منتصف النهار، على امتداد الطريق الوطني رقم 11 بمحاذاة جامع الجزائر.

وخلال تفتيش الوحدات المشاركة في الاستعراض، راح الرئيس تبون يبادل آلاف المواطنين الذين اصطفوا على جنبات الطريق المؤدي إلى منتزه “الصابلات” لمتابعة العرض، التحية.

وبعدما استهل الاستعراض على وقع طلقات مدفعية، أُطلق العنان لإمتاع النُظار في ميدان الاستعراض ومن وراء الشاشات، فهذه طائرات مقاتلة تتزود بالوقود في سماء العاصمة، من طائرة نقل ضخمة، وهذه مروحيات مقاتلة من طراز “مي 28” المعروفة بلقب “صياد الليل” ذات المهام المتعددة ليلا ونهارا، تحلق في سماء “الجامع الأعظم”، وتزيد من الاستعراض رونقا وجمالا.

استعراض لكامل أفراد عائلة دبابة “تي”

وراحت الفرق والوحدات المشاركة في الاستعراض، تتوالى عبر المرور في ساحة العرض، حيث تابع الجميع دبابات من 3 طرازات، وكلها روسية الصنع، بداية من دبابة “تي 62” العتيقة، التي نجح مختصون وخبراء جزائريون في إدخال تحديثات وتعديلات عليها، لتصبح مثلها مثل أي دبابة حديثة الصنع، مزوّدة ببرج “بيريزوك” الذي يوفر مجال الرؤية الليلية، ويحتوي على جنباته على 4 صواريخ خارقة للدروع من نوع “كورنيت”، إلى جانب مدفع رشاش ثقيل.

كما تمّ عرض دبابات “تي 72″ و”تي 90” الحديثة، التي تتمتع بنظام تشويش إلكتروني لمواجهة الصواريخ الذكية.

راجمات “سميرش”.. قوة ردع ترهبون بها عدو الله وعدوكم

واستعرضت قوات الجيش أيضا راجمات الصواريخ من نوع “توس 1″، وراجمات “سميرش” الرهيبة، ذات القدرة التدميرية الواسعة، والتي يصل مداها إلى 90 كيلومترا.

بعد ذلك، راح الجزائريون يُمتعون أنظارهم بمشاهد أنظمة الدفاع الجوي “بانتسير” المشهورة ومنظومة “أس 300” بطول صواريخها الاعتراضية الخارقة.

تحية خاصة من الرئيس لأفراد القوات الخاصة

ولدى دخول أفراد فرقة من وحدات القوات الخاصة، راحت مزامير الفرقة الماسية وطبولها تخرس، وساد الصمت في المنصة الشرفية وفي كامل الأرجاء، وبدا وكأن من في مربع الاستعراض، قد سبقتهم سمعتهم، حيث راح الجميع يركز لسماع همهمات عناصر “البارا” والتمتع بنغمات مشهورة أطلقها رجال البأس والميدان.

وقد وقف الرئيس تبون وضيوفه في المنصة الشرفية لدى مرور مربع القوات الخاصة، ووجه رئيس الجمهورية تحية خاصة لأفراد “البارا”، وراح يطيل التصفيق تعبيرا عن الإشادة ببطولاتهم وشجاعتهم.

سفينة “الملاح” تذكّر الجزائريين بأمجاد الأسلاف

وعلى الجهة المقابلة لساحة الاستعراض، كانت قطع بحرية من أعاجيب الصناعة الروسية تشقّ البحر، فهذه غواصات “الثقب الأسود” تطل بنصف بدنها على الحاضرين، وتلك سفن إمداد تتمختر وسط الأمواج، ووسطها كانت فرقاطات متنوعة تزيد المنظر جمالا ورهبة، لينتهي العرض البحري بدخول سفينة شراعية ضخمة تابعة للقوات البحرية تحمل اسم “الملاح 938″، راحت تخطف الأنظار وتسلب الأضواء من باقي القطع، لتذكّر من حضر ومن غاب بأمجاد الأسلاف في حوض البحر المتوسط.

وتميز الاستعراض، اليوم، بظهور مربعين لم يسبق مشاهدتهما في استعراضات سنوات الثمانينات، حيث جاب مربعا خاصا بأشبال الأمة ساحة الاستعراض، قبل أن يصنع الحدث أفراد مربع آخر يتقمصون دور مجاهدي ثورة التحرير الوطني، في رسالة ذات دلالة حول العلاقة بين جيش التحرير وسليله الجيش الوطني الشعبي.

كما شاركت في الاستعراض فرق من القوات البرية والدرك الوطني، إلى جانب مربعات تمثل مختلف مدارس الجيش الوطني الشعبي وأخرى تمثل المديريات العامة للأمن الوطني والحماية المدنية والجمارك.

ومثلما كان الاستعراض العسكري يجري على ساحة العرض وفي السواحل المقابلة، كان هناك استعراض دبلوماسي تجري أطواره في المنصة الشرفية، حيث كان حضور ضيوف الجزائر في عيد استقلالها نوعيا، كمّا وكيفا، إذ حضر الرئيس التونسي قيس سعيد، والرئيس الفلسطيني، عباس أبو مازن، كما برز حضور القيادي في حركة “حماس” الفلسطينية، اسماعيل هنية، وعدد من “كوادر” وقيادات الحركة الذين بدت عليهم علامات الغبطة والفرح والانبهار.

ومن جانب الضفة الأخرى، حضرت رئيسة مجلس الشيوخ الإيطالي، ومن “القارة السمراء”، رئيسة جمهورية إثيوبيا، ورئيس النيجر، ورئيس جمهورية الكونغو، ورئيس الجمهورية العربية الصحراوية، ووزيرة الخارجية الليبية، ووزير التسامح الإماراتي.

رابط دائم : https://nhar.tv/4geRS
إعــــلانات
إعــــلانات