الجامعة الملكية المغربية تستقبل ''الخضر'' في مدينة لا ترحب بالجزائريين
مرت 17 سنة عن القنبلة التي انفجرت في فندق ”أطلسي أسني” بمراكش، ورغم ذلك لاتزال تبعات هذا التفجير تطارد ماضي وحتى حاضر سكان المدينة السياحية الأولى في المغرب، ولاتزال حتى اليوم الحدود السياسية بين الجزائر والمغرب مغلقة، على إثر اتهامات لمتشددين جزائريين بالتسبب في تفجير تلك القنبلة، يومها لمن لا يتذكر تعرض الجزائريون المتواجدون في المغرب إلى التفتيش ورميت أغراضهم خارج الفنادق، وأقدمت السلطات المغربية عن طريق العاهل الحسن الثاني إلى اتخاذ قرار فرض التأشيرة على الجزائريين، ومن جهتها قررت الجزائر غلق الحدود وفرض التأشيرة ولم تسقط التأشيرة من التداول إلا في 2004 من طرف المغاربة و2006 من طرف الجزائريين وإلى غاية اليوم لاتزال مغلقة، فالعائلات التي لها أقارب في المغرب وتود السفر إلى الضفة عليها وإن كانت تقيم في النقطة الحدودية فعليها أن تركب الطائرة من وهران أو العاصمة والتوجه إلى الدار البيضاء وهو الخيار الوحيد المتوفر، بما أن العصافير وحدها هي التي تعبر الحدود الجزائرية.
هل هناك نية من الفهري بتسييس المباراة ؟
الأكيد أن اتخاذ قرار اللعب في مراكش وبعد 6 أيام فقط عن القنبلة الأخيرة، وفي الوقت الذي استبعدت فيه كل الصحف المغربية خبر اللعب في مراكش لأسباب تتعلق بالأمن، قرار غير طبيعي وفي حاجة إلى فهم أكثر عن سبب اختيار هذه المدينة التي لا ترحب كثيرا بالجزائريين وكانت سبب تدهور العلاقات الجزائرية المغربية وغلق الحدود إلى اليوم (رغم كل محاولات المغرب لفتحها من جديد)، كما أن العنف الذي وقع في عدة مباريات لعبها فريق هذه المدينة الكوكب المراكشي في الملعب الجديد الذي دشن قبل 5 أشهر فقط أمور أخرى تدفع للتشكيك في نوايا رئيس الجامعة الملكية المغربي الفهري عما إذا كانت نيته هي شحن الأجواء وجعلها مباراة بطابع سياسي، من خلال استقبال المنتخب الجزائري 17 سنة بعد حادثة لاتزال تلقي بظلالها على العلاقات بين البلدين ولاتزال حديث سكان المدينة الذين صدقوا ما يقوله النظام المغربي عن تورط جزائريين في التفجيرات المذكورة… لكن الأكيد أن القرار ينطوي على مغامرة كبيرة للغاية في ملعب جديد لم يعتد على هذا النوع من المباريات الكبيرة
