التهويد” ..التهديد الآخر للتراث الجزائري بعد التهريب
دعت أمس وزير الثقافة خليدة تومي إلى تفعيل حماية الممتلكات الثقافية و القطع الأثرية من التهريب و السرقة و التخريب وألحت على ضرورة مواجهة “التهديدات” الجديدة التي حددتها في محاولات “تهويد ” الممتلكات الأثرية
التي تشكل جزءا من ذاكرة و هوية الشعب و استندت تومي إلى مساعي تصنيف الأغنية الأندلسية ضمن الموسيقى العربية اليهودية و شددت على تجند مغاربي لاسترجاع هذا التراث غير المادي و تصنيفه ضمن الموسيقى المغاربية .
و كشف مدير الشرطة القضائية بالمديرية العامة للأمن الوطني عن استحداث فصائل جديدة على مستوى الولايات الحدودية تضم ضباط خضعوا لتكوين في مجال مكافحة تهريب الآثار.
افتتحت صباح أمس بقصر الثقافة الدورة التكوينية لفائدة إطارات الشرطة من ضباط الشرطة القضائية و شرطة الحدود بتأطير وزارة الثقافة في مجال مكافحة المتاجرة و تهريب الممتلكات الثقافية و القطع الأثرية ، و يستفيد من هذه الدورة التي تدوم 3 أيام 62 إطارا من مديرية الشرطة القضائية و مديرية شرطة الحدود يؤطرهم خبراء من مديرية التراث بوزارة الثقافة و مدراء متاحف إضافة إلى مكونين من المدرسة العليا للشرطة بشاطوناف .
و أشارت خليدة تومي في كلمتها إلى أن التراث هو الدليل القاطع على هوية الوطن و الشعوب و لذلك أصبح مستهدفا و أدرجت مساعي إسرائيل تهويد القدس في هذا السياق “لم يشوهوا الأوراق أو الوثائق بل التراث” لتعرج على الجزائر مؤكدة أن العاصمة أنشئت قبل عهد الرومان مستندة إلى وجود دليل أثري على ذلك و ذهبت تومي إلى أبعد من ذلك عندما أكدت أن الإستعمار الفرنسي قام عكس ما يزعم بتدمير ثلثي المدينة القديمة ” و القصبة لا تمثل إلا ثلث ما كان موجودا و لدينا دلائل أثرية على ذلك” .
و قالت تومي إن العديد من القطع الأثرية الجزائرية تباع اليوم في سوق الآثار في الخارج و ركزت على عرض رأس الإمبراطور مارك كورال للبيع على موقع للأنترنيت في الولايات المتحدة الأمريكية و نجحت الإتصالات مع منظمة الأنتربول في وقف عملية البيع لكنها إعترفت بالعجز عن إسترجاع لوحتين ثمينتين تمت سرقتهما بوهران عام 1985 و تهريبهما إلى فرنسا و لاتزال المساعي متواصلة مع السلطات الفرنسية لاسترجاعهما .
وشددت وزيرة الثقافة على أن مصالحها مجندة لحماية التراث من خلال إعداد 30نص قانوني منذ 2003 و الانطلاق في جرد الممتلكات الثقافية التي شملت كل المتاحف على أن تمتد العملية إلى المؤسسات الإقتصادية و مؤسسات الدولة و الخواص إضافة إلى إسترجاع 990 قطعة أثرية من المجموعة الوطنية و هنا طرحت تومي إشكالية تخريب منشآت أثرية “مشكلتنا مع المؤسسات المدنية خاصة البلديات عندما يتعلق بمباني مصنفة ” و أضافت أنه سيكون هناك عمل بيداغوجي طويل .
و ذهب عميد الشرطة رابح لاج مدير الشرطة القضائية بالمديرية العامة للأمن الوطني في الاتجاه نفسه عندما اعتبر أن مكافحة تهريب الممتلكات الثقافية من أولويات المديرية العامة للأمن الوطني بعد “تسجيل اتساع نشاط شبكات منظمة تضم جزائريين و أجانب ” على الحدود تتاجر بالممتلكات الثقافية و قال إن هذا التربص المتخصص يهدف إلى تعزيز قدرات و خبرة أفراد الشرطة و تشخيص الممتلكات و تلقينهم تقنيات التحقيقات في هذه القضايا و قال ” إنه توجد فرقة متخصصة على مستوى مصالح أمن ولاية الجزائر عالجت عدة قضايا و امتد نشاطها إلى ولايات أخرى و كشف عن إستحداث فصائل على مستوى الولايات الحدودية متخصصة في مكافحة المتاجرة بالممتلكات الأثرية و حمايتها من التهريب و السرقة و التخريب . و تتمثل الدورة التي تمتد طيلة شهر ديسمبر الجاري في دروس نظرية و زيارة لبعض المتاحف.