التماس 10 سنوات سجنا لشاب أحرق غابات “عين الذيب” و”كاف الريح” بقالمة
فتحت محكمة الجنايات الابتدائية بالدار البيضاء بالعاصمة اليوم الأربعاء، احدى الملفات المتعلقة بحرق الغابات عمدا، والتي شدد المشرع الجزائري على تطبيق القانون بشأنها، ومعاقبة مرتكبيها بعقوبات متفاوتة تصل الى الإعدام، خاصة بعد سلسلة الحرائق التي طالت مساحات شاسعة من الغابات بمختلف ربوع الوطن العام من صائفة عام 2021.
وفي هذا الملف مثل متهم الموقوف يقطن بولاية قالمة شرق الوطن، لتورطه في حرق غابة “كيف الريح” وغابة ٣” عين الذيب” بعد اضرام النار فيها، أين التهمت ألسنتها 8 هكتار من مساحتها الإجمالية، قبل أن تتدخل فرقة الحماية المدنية، مرفقة بطائرتين لاطفاء الحرائق، فتم التمكن من إطفاء الحريق الذي خلف خسائر معتبرة مست أشجار الصنوبر الحلبي، فيما تم توقيف الفاعل بعد بضعة أيام من الحادثة متلبسا بوضع الحرائق مرة أخرى، أين تم العثور بحوزته على فيديوهات يعترف فيها بقيامه بحرق الغابات بالمنطقة.
وفي تفاصيل القضية فإن مثول المتهم المدعو “ع.فيصل” أمام هيئة المحكمة لمواجهة تهمة إضرام النار عمدا في الغابات، جاء بعد فتح تحقيق في ملابسات حرائق طالت غابة ” كيف الريح “مشتلة سبع عيون ببلدية بوحشاتة ولاية قالمة، بحيث بتاريخ الفاتح سبتمبر 2021، تلقت الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بعين الصنديد بقالنة، مكالمة هاتفية مفادها نشوب حريق بغابة ” كاف الريح” ،فتنقلت ذات المصالح على الفور إلى عين المكان مرفوقة برجال الحماية المدنية وطائرتين قادمتين من ولاية عنابة التي قامت بعملتي قذف للمياه لاخماد النيران.
ومواصلة للتحقيق في القصية تلقت نفس المصالح بتاريخ 6 سبتمبر 2021، معلومات تتعلق بقيام المشتبه فيه ” ع فيصل” بعد مشاهدة من أحد المواطنين لدخان كثيف يتصاعد من غابة عين الذيب، وعند وصول الفرقة المحققة لاذ المشتبه فيه بالفرار، ليتم ملاحقته فورا ومحاصرته على بعد 500 متر، ثم إلقاء القبض عليه، كما مكنت العملية من حجز منشار يدوي، وولاعة، وهاتف نقال الذي تم اخضاعه للخبرة بمعهد علم الادلة الجنائية ببوشاوي، فتم العثور على 3 فيديوهات بها مقاطع مسجلة يعترف فيها المتهم باضرامه النار بحشائش الديس في الفيديوالاول، وفي الفيديو الثالث الذي تم استرجاعه يعترف بحرقه غابات من قبل.
المتهم وخلال مجريات التحقيق الابتدائي والقضائي اعترف أنه هز من اضرم النار وأشعل الحرائق في غابة كاف الريح وغابة عين الذيب بمسقط رأسه مقابل مبلغ مالي قدره 25 مليون سنتيم، غير أنه خلال مثوله للمحاكمة أنكر التهمة والوقائع جملة وتفصيلا، متراجعا عن أقواله الأولية، مصرحا للقاضي بأنه بيوم الوقائع غادر المنزل العائلي في حدود الساعه الرابعة صباحا باتجاه الحقل الذي يبعد على بضعة كليومترات، لجني ثمار الفلفل، وخلال العودة شاهد النيران تلتهم الغابة، برفقة الشهود من سكان المنطقة، غير أن تصريحات المتهم هذه ،اعتبرها رئيس الجلسة جديدة، لم يسبق له أن صرح بها خلال مجريات التحقيق، مذكرا المتهم بالفيديوهين اللذين ظهر فيه مرة يعترف بحرق الغابة المذكورة، ومرة يظهر فيها وهو يقوم بتوثيق الحرائق وهو يقوم باحداثها.
وأمام ما ورد من معطيات التمس النائب العام، توقيع عقوبة 10 سنوات سجنا نافذا مع غرامة مالية نافذة قدرها 1 مليون دج في حق المتهم “ع.فيصل”.
