التعادل أمام تلمسان يعيد نسبيا الفريق إلى سكته الصحيحة
كان المدرب المساعد، محمد بن شوية، الذي قاد الفريق، أول أمس، إلى تلمسان ولاعبيه في الموعد وعادوا بنقطة ثمينة من ملعب العقيد لطفي عندما صمدوا في وجه تشكيلة المدرب خريس، وهو التعادل الذي أفرح كثيرا الأنصار وكمم الأفواه الناعقة التي لا تريد الخير للفريق. النتيجة الأخيرة لم تعجب الكثيرين من الذين بدؤوا مناوراتهم من أجل عرقلة مسيرة الفريق، وكانت مباراة هذه الجولة فرصة حقيقية لرفقاء زاوي لتأكيد إمكاناتهم الفنية والبدنية وقد لاحظ كل من تابع أطوار اللقاء التحسن الكبير الذي طرأ على مردود اللاعبين الذين كانوا في كل مرة ينهارون بدنيا خلال المرحلة الثانية في اللقاءات السابقة ورغم الإصرار الكبير للوداد بانتهاج خطة اللعب رجلا لرجل وتشديد الخناق على لاعبي الوسط للشلف، إلا أن إرادة زاوش ورفقائه وعودة النفس الثاني للفريق جعلتهم يحتلوا كامل المساحات في منطقة الخصم، وهو الأمر الذي غاب تماما في السابق.
اللاعبين كانوا محفّزين منذ البداية
ومثلما أشرنا له في عددنا الفارط، فإن المدرب بن شوية حاول التركيز على الجانب النفسي في محاولة منه لإبعاد الضغط عن لاعبيه، لكنه وجد أن عناصره جاهزة من هذا الجانب ومحفزة بشكل جيد للقاء، على اعتبار أن جميع اللاعبين كانوا يصنّفون هذه المباراة في خانة منعرج البطولة ولا يحتاجون فيها إلى تحضير نفسي خاص، وقد ظهر ذلك قبل بداية اللقاء، عندما اجتمع الرئيس عبد الكريم مدوار بلاعبيه في غرف تغيير الملابس ليعقد الجميع العزم على الإطاحة بوداد تلمسان بميدانه، خاصة وأن العودة بنتيجة إيجابية من ملعب العقيد لطفي تعتبر في نظر محبي فريق جمعية الشلف بمثابة الخروج من منطقة الخطر بصفة رسمية، كما لا بد أن نشيد بالدور الكبير الذي لعبه المدرب بن شوية في هذا التعادل، وذلك بفضل الخطة المحكمة التي اعتمد عليها في هذا اللقاء بعد أن عمد إلى إشراك ثلاثة مهاجمين وأربعة لاعبين في الوسط، وهو ما سمح لفريقه من الاستحواذ على الكثير من الكرات وتكثيف الضغط على دفاع المحليين.
هذه هي الشلف التي يريدها الجوارح
وإذا كان اللاعبون والطاقم الفني قد سعدوا كثيرا بالتعادل أمام وداد تلمسان والانطلاقة من جديد في البطولة، فإن الأنصار هم الأكثر سعادة بهذا الإنجاز الذين كانوا متخوفين من عجز فريقهم في الإطاحة بأبناء المدرب خريس، غير أن الإرادة الكبيرة للشلفاوة كانت هي الحكم، وجاء التعادل المسجل ليجعل الجميع يتحدث عن إمكانية العودة إلى الواجهة والتدارك السريع للإخفاقات السابقة، ويكون بهذا مدوار قد نجح في احتواء الأزمة الخاصة بالصراع الدائر بين أعضاء مجلس إدارة “أسود الشلف” وكذا استقالة المدرب رشيد بلحوت من العارضة الفنية للأحمر والأبيض.
بن شوية: “الخبرة صنعت الفارق أمام لاعبي تلمسان“
أكد المدرب بن شوية أن النقطة التي تم الظفر بها أمام وداد تلمسان خارج الديار دليل واضح على أن أشباله لم يستسلموا للأمر الواقع وعازمون على إحياء حلم العودة إلى الواجهة، وأشاد المدرب بن شوية في هذا السياق باللعب الرجولي الذي ميّز جميع اللاعبين رغم قوة المنافس الذي كان في حاجة ماسة إلى نقاط اللقاء عقب هزيمته أمام اتحاد الحراش في الجولة الفارطة، إلا أن استماتة لاعبيه، حسب مدرب الشلف، وخبرتهم صنعت الفارق ومكنتهم من الحفاظ على المكسب المحقق إلى غاية نهاية الوقت الرسمي.
“الدفاع يستحقّ التنويه على الصمود“
واعتبر بن شوية الذي قاد الفريق إلى تلمسان أن التعادل كان مستحقا بالنظر إلى السير العام للقاء وكيفية التفاوض معه، خاصة أن اللاعبين كانوا ـ حسبه ـ قادرين على الفوز وهو دليل على أنهم لم يسرقوا النقطة الواحدة. كما نوه بن شوية كثيرا بالأداء العام الذي قدمه المدافعون الذين عرفوا كيف يتماشون مع عبء اللقاء، خاصة في الشوط الثاني، وهو ما يشير إلى عودة التوازن والانسجام تدريجيا حسب محدثنا دائما.
“تحضيرنا النفسي أعطى ثماره“
وأكد مدرب الشلف أنه ركز خلال عمله على الجانب النفسي، بغية رفع معنويات لاعبيه بعد الضرر الذي مسهم نتيجة هزيمة البرج وكذا استقالة المدرب بلحوت، قائلا في هذا الإطار: “اللاعبون عانوا كثيرا من هزيمة البرج الأخيرة في الشلف والتي حالت دون ظهورهم بكامل إمكاناتهم، ما دفعني إلى التركيز على الجانب النفسي وتحضير اللاعبين بالشكل الذي يعينهم على الصمود، بصرف النظر عن قيمة المنافس الذي نواجهه. وأعتقد أن الجهد المبذول قد أعطى ثماره في لقاء وداد تلمسان، بالنظر إلى الأداء الرجولي الذي ميز جميع اللاعبين الذين أبدوا رغبة قوية في العودة بنتيجة إيجابية وأرى أن هذا الأمر مهم ويبرهن على روح التفاؤل والجدية التي تسود التشكيلة“.