“البرزيلي” في مواجهة الماركات العالمية للسجائر
البرازيلي او “البرزيلي” كما يطلق عليه في مناطق الشرق الجزائري ، سيجارة تقليدية ومحلية الصنع بنسبة 100 بالمئة،
و جد الكثير من الجزائريين فيها لذة و ادمانا منقطع النظير خاصة في ارياف ولايتي سطيف و البرج ، و يعود اصل التسمية حسب البعض إلى اشتقاق من كلمة “البرازيل” الدولة المعروفة، لكن لا احد يعرف العلاقة بين هذا و ذاك،و قد وجد هؤلاء ضالتهم في هذا النوع من السجائر السهلة الصنع و الرخيسة الثمن و التي حافظت على مكانتها بالرغم من الانتشار الكبير و المنافسة الشرسة لماركات لا تعد و لا تحصى من السجائر العالمية الكثيرة. و يعود تاريخ ابتكار هذه السيجارة إلى زمن بعيد إلى ماقبل الاحتلال الفرنسي او ابعد حسب الروايات، و يتميز “البرزيلي” برائحة و شكل مميزين اذ لا يتجاوز قطر السيجارة الملفوفة في الورق 04 ملم و طولها 05 سم، و ذو رائحة ملفتت للانتباه، لكن حسب المدخنين فان تركيزها عالي جدا و تفعل مفعول السيجارة العادية او اكثر، و تتشكل المادة المكونة له من نبتتين اساسيتيتن وهما “العرعار” و المنتشر بكثرة في جبال البيبان و منطقة الهضاب، و نبتة التبغ التي تستعمل لصناعة “الشمة” او التبغ الممضوغ،باضافة قليل من نبتة “الحناء”، و من السهل جدا الحصول على هذا النوع من السيجارة، اذ يكفي استحضار نبتة العرعار و حرقها بطريقة متميزة ثم يتم خلطها باالنبتتين الاخريين ثم تفتيت المستخلص إلى حبيبات صغيرة جدا ، و على عكس السجائر المعروفة و التي تعلب بطريقة اصطناعية ، فان “البرزيلي”يتم تعليبه في اكياس عادية و يباع في الاسواق الشعبية في منطقة الشرق باثمان معقولة جدا، و عند الحصول على هذا الخليط يتم صنع السيجارة بحشو ورقة من ورق التبغ او “الماصة” و تلف بطريقة لا يجيدها الا المدمنون و من الصعب على المبتدئين في التدخين القيام بذلك،و من خلال محاولتنا الاطلاع اكثر على هذه السيجارة الضاربة في القدم علمنا من اصحابها انها تنتشر كذلك في ولايات اخرى من الجزائر خاصة في الصحراء كولايات الاغواط،وادى سوف و ورقلة ، لكن الاختلاف يكمن في طريقة التحضير و الاعداد لمكوناتها،اذ يقوم مدخنوا البرزيلي هناك بتجفيف النبتتين بدل حرقهما، و على العكس من ذلك فلا وجود لهذه السيجارة في مناطق الوسط و الغرب حيث اخبرنا البعض ان سكان هذه المناطق يستغربون كثيرا و يبدون اندهاشهم عند رؤية هذه السيجارة التقليدية. و بالرغم من اختلافه الكبير عن السجائر العادية الا ان المدمنين عليه ينصحون بعدم تدخينه ، كون البرزيلي في الاخير ما هو الا نوع من انواع الادمان الذي لا يخلو من المخاطر و السموم.