الاقتطاع غير المبرر من الأجور يفجر غضب عمال بريد الجزائر
شل أمس عمال بريد الجزائر معظم مراكز البريد المتواجدة عبر التراب الوطني احتجاجا على خصم نسبة كبيرة من رواتبهم دون مبرر أو سابق إنذار،
مهددين بتنظيم إضراب مفتوح في الآجال القريبة إذا لم تتحرك الهيئات الوصية. و في تصريحاتهم لنا، عند تنقلنا إلى المركز الوطني للصكوك البريدية الكائن بساحة الشهداء بالجزائر للوقوف على إضراب العمال ، أكدوا لـ “النهار” أنهم تفاجأوا لما اكتشفوا بأن الإدارة اقتطعت جزءا كبيرا من رواتبهم و اعتبروا ذلك “تسديدا” و تعويضا للمنحة التي استفادوا منها الشهر الماضي الخاصة بمنحة العطلة، فقرروا مباشرة تنظيم حركة احتجاجية من دون أي تأطير نقابي، في حين رفضوا تدخل” الفدرالية الوطنية للبريد و تكنولوجيات الإتصال” التابعة للمركزية النقابية، خاصة في الوقت الذي إلتزم فيه مدير المركز الصمت و لم يشأ التدخل بحكم أن الأمور تتجاوزه.
و قال الهاشمي، مراقب بالمركز الوطني للصكوك البريدية، بأن قضية الأجور هي مجرد القطرة التي أفاضت الكأس، باعتبار أن مشاكل عمال البريد عموما و عمال المركز الوطني للصكوك البريدية على وجه الخصوص عديدة ، مضيفا في السياق ذاته بأن “العمال ملوا وسئموا الوعود المزيفة التي لا جدوى منها خاصة و أنهم لم يتلقوا “المنحة الفردية” منذ أربع سنوات من دون أية تبريرات قانونية إضافة إلى القوانين الأساسية لعمال القطاع التي لم تصدر لحد الساعة”، برغم أن الفيدرالية الوطنية لعمال البريد و تكنولوجيات الإعلام والاتصال كانت قد أكدت لـ”النهار” في تصريح سابق بأن كافة القوانين الأساسية تعد جاهزة لتقديمها للمركزية النقابية.
وبينما أضاف محدثنا بأن الفيدرالية وعدت العمال بأنها ستقوم في الآجال القريبة بمعالجة المشكل قبل أن تتأزم الأوضاع، حاولت المديرة العامة لبريد الجزائر “هوادرية غنية” تهدئة العمال و طلبت منهم العودة إلى العمل بشكل طبيعي و توقيف الإضراب ووعدت بمعالجة المشكل في أسرع وقت مبررة الموقف بحدوث خطأ غير متعمد من إدارة البريد، وبالمقابل نصب العمال لجنة اجتماعية مهنية يشرف عليها ممثلو العمال ستكون همزة وصل بين العمال و الهيئات الوصية .
و لأجل الاستفسار عن الموضوع تنقلنا إلى المديرية العامة لبريد الجزائر لمقابلة المديرة العامة، هوادرية غنية ، غير أنها رفضت استقبالنا و أبلغتنا عن طريق السكرتيرة بأنها في اجتماع مغلق، و لما طلبنا مقابلة مدير الاتصال السيد بوفنارة قيل لنا بأنه غائب.
إضراب العمال يزيد من حدة مشكل السيولة النقدية
وأمام حدة الإضراب الوطني، عبر لنا بعض المواطنين كانوا بعين المكان عن استيائهم وتذمرهم من مشكل نقص السيولة النقدية الذي تفاقم بشكل كبير بسبب الإضراب الذي شنه عمال بريد الجزائر على المستوى الوطني، مطالبين الهيئات الوصية بضرورة معالجة المشكل في أسرع وقت ممكن عن طريق اتخاذ تدابير استعجالية قبل أن تتأزم الأوضاع وتنفجر.
وفي نفس السياق، شهدت مكاتب البريد و المواصلات بولاية البويرة انعداما في السيولة النقدية منذ أول أمس وذلك تزامنا مع نهاية الشهر مما أدى على نشوب فوضى بمكاتب البريد ، والذي رده مسؤول البريد بالولاية إلى نقص السيولة بالبنك المركزي باعتبار أن المشكل يتجاوزهم .