الاجتماع على مائدة الأكل لقاء يغذي القلوب
الاجتماع على مائدة الأكل لقاء يغذي القلوب
فهل من معتبر لتدارك أجمل القيم؟
تعتبر الأسرة الرحم الذي يخرج منه أفرد المجتمع، لذا لابد أن يتعود كل أفرادها على مفهوم المشاركة بكل ما تحمله الكلمة من معاني الترابط والتعاون من أجل الوصول بها إلى بر الأمان، والمشاركة تحمل العديد من الصور، كالاجتماع على مائدة طعام واحدة، هذه الصورة التي أخذت أولانا غريبة عنها بتغير العديد من الأمور في عصرنا الحالي، ففي الماضي كانت تحرص كل الحرص على الاجتماع في موعد ثابت من أكل تناول وجبات اليوم، فرب الأسرة يخرج في الصباح ويعود في المساء. في موعد محدد ويكون الأبناء عادوا من دراستهم، وربة البيت تحضر الطعام في هذا التوقيت ليجتمع كل أفراد الأسرة الموجودين في المنزل ويتناولوا وجباتهم معا،
الاجتماع على مائدة الأكل لقاء يغذي القلوب
ولكن الآن كثيرين يشتغلون في أعمال حرة لا ترتبط بمواعيد مثل الدوام الثابت وليس في المستطاع العودة للبيت في توقيت محدد، وبالتالي يضطر أفراد أسرة الواحدة من هؤلاء أغلب الأيام إلى أن يتناولوا وجباتهم من دون وجوده، وهذا أمر يجعلنا ندق ناقوس الخطر حول روح الأسرة والصورة الحميمية لها.
لهذا أردنا اليوم أن نلتفت إلى هذا الظاهرة التي عرفت تفشي واسع في واقعنا، ونلقنا منه الشهادات التالية:
السيدة أم عماد من عنابة:
“طبيعة عمل زوجي وعمل أولادي شتت أسرتي”
سيدتي، بعد التحية والسلام، تقبلوا من كل كلمات الشكر على المجهودات المبذولة من خلال هذا المنبر، ومن باب الثقة التي أضعها فيكم، أود اليوم أن أتحدث عن موضوع في غاية الأهمية، فأنا سيدة تعبت كثيرا من أجل أن أرى أفراد أسرتي بهذا النجاح والحمد لله، لكن بعد أن كبلا أولادي صرت أعيش غربة حقيقية في عقر داري، فقليلا ما أرهم، وإن رأيتهم أرى كل واحد منهم بمفرده، فبحكم عملهم وعمل زوجي واختلاف أوقات دوامهم صرنا نجتمع نادرا، وصورة طاولة الأكل الفارغة صارت تتكرر كثيرا في منزلنا، حتى وإن اجتمعوا كلهم في البيت فإنهم يفضلون تناول وجباتهم أمام حواسيبهم أو رفقة هواتفهم، فلم يعودوا يهتمون التجمع على مائدة واحدة في توقيت معين، وهذا الأمر لا أقوى على تقبله أبدا، لهذا أنا مؤخرا صرت أشعر بحزن كبير.
الاجتماع على مائدة الأكل لقاء يغذي القلوب
السيدة ابتسام من العاصمة:
“نشأت على عادات وفي بيت زوجي اصطدمت بكوارث للأسف”
سيدتي الفاضلة، ما سأقول ليس تقليلا من شأن أهل زوجي، فأنا الحمد لله أنعم إلى جانبهم بحياة طيبة للغاية، والتفاهم سيد كل المواقف بيننا، لكن في مسألة الأكل اصطدمت بعادات كارثية، ففي بيت أهلي كنا نحرص كل الحرص على الاجتماع على الأكل سويا، ولم يكن مقبولاً أن يتخلف أحد عن مائدة الطعام، الآن الأمر اختلف في حياتي الجديدة، حتى عندما يكون كل أفراد الأسرة في المنزل لا يجتمعون للأكل معا، فأخوات زوجي لهن أجواء مختلفة، أما زوجي فيفضل تناول الوجبات السريعة أغلب الأيام، لأجد نفسي وحيدة في المطبخ أتناول وجبات الغداء أو العشاء، حتى في مختلف المناسبات يحدث معنا نفس الأمر، ماعدا رمضان والحمد لله، ولا أنكر أنني أفتقد كثيرا هذه العادة.
عيسى من ورقلة:
“الحمد لله أسرتي تحافظ على هذه العادة الفاضلة”
من جهته يقول الأخ عيسى من ولاية أدرار: نحن في المنزل لازلنا نحافظ على هذا التقليد، خاصة في وجبة العشاء، والجميع يحترم هذه الجلسة التي يزينها وجود والديّ حفظهما الله، لأننا تعودنا هذا منذ صغرنا، كنا لا نبدأ الطعام حتى يعود والدنا من العمل، وإلى يومنا الحالي نحافظ على هذا الالتزام، وهذه العادة الأسرية الجميلة التي أرى أنه إذا تمسك بها الوالدان سيتعود عليها الأبناء، أما إذا كان الأب لا يهتم بأن يوجد بين أبنائه على مائدة الطعام، والأم لا تحرص على أن يتناول أفراد أسرتها وجباتهم معاً، فسوف يصبح هذا الأمر غير ذي أهمية عند الأبناء، وعن نفسي نشأت في أسرة تحرص على هذه الصورة لهذا سأعود عليها أولادي لاحقا بحول الله.
الاجتماع على مائدة الأكل لقاء يغذي القلوب
السيدة أم مروان من الوسط:
“أنا اليوم أجني ثمار خطئي وهذا الأمر يحزنني”
من المحزن أن أرى أولادي مشتتون، فهم لا يأكلون مع بعض، ولا يطيقون بعض، وهذا نتيجة لأخطأ اقترفتها في تربيتهم ظنا مني أنني أحسن التصرف، فانا سيدة تزوجت في بين العائلة الكبيرة، رزقني الله بثلاث أولاد، لكن كان ممنوع منعا باتا أن يحدثون أي صوت في المنزل، وحتى أتفادى التعليقات الجانبية كنت أضع كل واحد منهم يأكل بمفرده، وللأسف تعودوا على هذا، ونشؤوا عليه، إلى أن كبروا كالغرباء وليس كإخوة، وصدقوني إن قلت لكم أنني أشتهي أن أرهم مجتمعين على طاولة واحدة، فليت الزمن يعود بي إلى الوراء وأغير تصرفي حتى أرى أولادي متحابين ومتضامنين.
طالع أيضا :
📌📌 يتيح لكم تطبيق النهار الإطلاع على آخبار العاجلة وأهم الأحداث الوطنية.. العربية والعالمية فور حدوثها
حمل تطبيق النهار عبر رابط “البلاي ستور”
https://play.google.com/store/apps/details?id=com.ennahar.