الاتحاد الافريقي يدعو لمفاوضات سلام في ليبيا والاطلسي يدعو الثوار الى بروكسل
دعا رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما الثلاثاء طرفي النزاع في ليبيا الى بدء مفاوضات سلام “على نحو عاجل”، بينما وجه الحلف الاطلسي والاتحاد الاوروبي دعوة للثوار للقاء في بروكسل غداة بروز الخلاف مجددا بين الحلف وروسيا بشأن الحملة العسكرية على ليبيا.
وقال زوما وسيط الاتحاد الافريقي في الازمة الليبية “نؤكد اهمية البدء على نحو عاجل بمفاوضات ونطلب من الحلف الاطلسي المساعدة في اقناع المجلس الوطني الانتقالي (الهيئة السياسية للثوار) بالتخلي عن بعض شروطه المسبقة التي تجعل من الصعب ان لم يكن مستحيلا البدء في العملية التفاوضية”.
وادلى زوما بتصريحه عقب محادثات اجراها مع نظيره الروسي ديمتري مدفيديف على هامش اجتماع لحلف شمال الاطلسي في سوتشي على البحر الاسود، في اطار الجهود التي يبذلها للدفع بخطة سلام افريقية لانهاء الصراع، وهي الخطة التي رفضها الثوار حتى الان حيث يصرون على ضرورة تخلي الزعيم الليبي معمر القذافي عن السلطة اولا.
وتدعو خطة الاتحاد الافريقي جانبي الصراع الليبي لاجراء محادثات ونشر قوة حفظ سلام متعددة الجنسيات تشرف عليها الامم المتحدة لمراقبة تنفيذ وقف لاطلاق النار.
وخلال زيارته الى سوتشي على البحر الاسود التقى زوما بالامين العام لحلف الاطلسي اندريس فوغ راسموسن الذي حضر اجتماع مجلس الاطلسي وروسيا في المدينة.
ورحب رئيس جنوب افريقيا بتأكيد مدفيديف “دعم بلاده لخطة الاتحاد الافريقي، حيث اتفقنا على ان الحل العسكري ليس هو السبيل الصائب لتسوية المشكلة”، مكررا مخاوفه من “اساءة تفسير قرار الامم المتحدة” الذي اذن بفرض حظر جوي على ليبيا والذي استخدمه الاطلسي لتبرير حملته لقصف قوات القذافي.
ورغم ان اجتماع سوتشي لم يسفر عن اي تقدم ملموس الا ان زوما وصف المحادثات بانها كانت “ناجحة جدا”، مشددا على انها “ستسهم بشكل كبير في الوصول الى حل يؤدي لاحلال السلام والاستقرار في ليبيا”.
من جهته كشف دبلوماسي في الحلف الاطلسي ان الامين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن سيلتقي بمسؤولين من الثوار في بروكسل الاسبوع المقبل، في اول دعوة توجه لهم الى مقر الحلف الاطلسي، مرجحا ان يعقد الاجتماع في 13 الجاري.
بدوره قال مسؤول في الحلف الاطلسي ان “الحلف اجرى اتصالات مع المجلس الوطني الانتقالي في اطار الجهود الدولية الواسعة لايجاد حل للازمة الليبية”، مشيرا الى ان راسموسن “اجتمع بممثلين عن المجلس الانتقالي في سياق مجموعة الاتصال. لقد جرت تلك الاجتماعات وسوف تستمر”.
وفي تطور منفصل صرح دبلوماسي اوروبي ان ممثلا عن المجلس الوطني الانتقالي لليبيا سيلتقي رئيس الاتحاد الاوروبي هرمان فان رومبوي الاسبوع المقبل.
من جهته اعلن راسموسن خلال مؤتمر صحافي في سان بطرسبرغ (شمال غرب روسيا) انه سيكون على الامم المتحدة تولي المهمة من الحلف في ليبيا بعد رحيل القذافي.
وقال “لا نتوقع ان يقوم الحلف الاطلسي بالدور الرئيسي في مرحلة ما بعد القذافي. نريد ان تتولى الامم المتحدة المهمة لمساعدة الشعب الليبي خلال الفترة الانتقالية نحو الديموقراطية”.
واضاف ان “الوسيلة الوحيدة لتلبية تطلعات الشعب الليبي هي رحيل القذافي” مؤكدا ان خارطة الطريق التي اعدتها المعارضة الليبية “جديرة بالثقة”.
وتأتي تصريحاته في اليوم الذي نقلت فيه صحيفة روسية عن مسؤول روسي كبير قوله ان الزعيم الليبي بات مستعدا للتخلي عن السلطة “مقابل ضمانات امنية”.
وتأتي هذه التطورات في حين يستعد الثوار لشن هجوم على المناطق المحيطة بالعاصمة طرابلس.
والعقيد القذافي الذي يحكم ليبيا منذ حوالى 42 عاما يؤكد من جهته انه لن يرضخ للضغوط العسكرية والدبلوماسية.
ويسود صفوف الحلف الاطلسي سأم وخلافات بعد ثلاثة اشهر على الضربات التي لم تؤد الى رحيل القذافي في حين ان ليس هناك في الافق اي حل وشيك لهذا النزاع.
من جانبه اعلن وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغي ان انزال اسلحة بالمظلات للثوار الليبيين “لم يعد ضروريا”، لانهم باتوا الان اكثر تنظيما ويمكنهم تدبر مسألة السلاح بانفسهم.
واكد الوزير في تصريحات صحافية انه في ليبيا “نشأ نظام سياسي مستقل عن طرابلس ولهذا السبب لم تعد عمليات الانزال بالمظلات ضرورية، لقد كانت ضرورية قبل عدة اسابيع حين كانت تلك الاراضي (شرق ليبيا) تعمل على تنظيم استقلالها الذاتي” الذي يتيح لها التزود (بالسلاح) من اطراف اخرى.
وفي انقرة يستقبل وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ممثلين عن الامم المتحدة والثوار الليبيين ومجموعة الاتصال حول ليبيا وذلك بعد زيارته الى بنغازي معقل الثوار كما اعلن دبلوماسي تركي رفيع المستوى.
وياتي هذا اللقاء فيما اعلن داود اوغلو الاحد في بنغازي ان تركيا تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي، الهيئة السياسية الممثلة للثوار، على انه “الممثل الشرعي للشعب الليبي”.
وسيشارك وزير الخارجية التركي ايضا في اجتماع ثلاثي مع نظيره الاماراتي الشيخ عبد الله بن زايد ومسؤول العلاقات الخارجية في المجلس الوطني الانتقالي محمود جبريل.
وقال الدبلوماسي التركي “سيبحثون تفاصيل الاجتماع المقبل لمجموعة الاتصال حول ليبيا الذي سيعقد في 15 تموز/يوليو في اسطنبول”.
ومجموعة الاتصال الدولية حول ليبيا التي انشئت في لندن في 29 مارس تضم كل الدول المشاركة في حملة حلف شمال الاطلسي ضد نظام الزعيم الليبي معمر القذافي.
وقد عززت تركيا في الايام الماضية حركتها الدبلوماسية وشددت لهجتها تجاه نظام طرابلس، بعدما اعلنت السبت سحب سفيرها في طرابلس بشكل نهائي.
ميدانيا قتل خمسة من الثوار في مصراتة، معقل الثوار في غرب البلاد، عند البوابة الغربية للمدينة في معارك مع قوات القذافي، بحسب ما اكد متحدث باسم الثوار لوكالة الأنباء الفرنسية.
من ناحيته اعلن النظام الليبي ان الاتصالات بينه وبين الثوار مستمرة في عدة عواصم اوروبية بهدف تحاشي حمام دم في البلاد.
وقال نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم للصحافيين في طرابلس ان القذافي “يشجع الحوار ويشرف عليه. هدفنا هو الوصول الى مصالحة بين الليبيين والحؤول دون حصول حمام دم”، مشيرا الى ان “هذا الحوار” بين النظام والثوار يجري في عدة عواصم عربية واوروبية، مسميا ايطاليا من بين هذه العواصم.
كما اكد الكعيم ان القوات الليبية اعترضت في جنزور على بعد 30 كلم غرب طرابلس مركبين كانا يقلان اسلحة قطرية للثوار الليبيين.
وقال الكعيم “بعد القاء الفرنسيين بواسطة مظلات اسلحة للتمرد، نشهد شكلا جديدا من اشكال نقل السلاح، عبر البحر”، معبرا عن ادانته لهذه العمليات “لان هدفها هو التسبب بمواجهات بين الليبيين و(زرع) الفوضى في البلاد. لقد حذرنا مرارا الغربيين من ان هذه الاسلحة يمكن ان تقع في ايدي القاعدة”، من دون ان يوضح مصدر الزورقين او وجهتهما.
من جهتها اعلنت مصادر امنية في بنغازي الاثنين احباط محاولة تفجير سيارة مفخخة امام فندق يرتاده دبلوماسيون غربيون ومسؤولون من الثوار وصحافيون اجانب، متهمة النظام بالوقوف خلفها.
