الائتلاف ضد ليبيا يتشكل والحلف الاطلسي يدرس دوره
يعمل الغربيون الجمعة بعد صدور الضوء الاخضر من الامم المتحدة بشان ليبيا على تشكيل ائتلاف بقيادة الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، فيما لا يزال يتحتم على الحلف الاطلسي تجاوز تحفظات المانيا لتحديد مساهمته فيه.
واعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية فرنسوا باروان صباح الجمعة ان فرنسا التي تصدرت منذ البداية المساعي من اجل استصدار قرار دولي يجيز التدخل في ليبيا، “ستشارك” في الضربات الجوية التي ستجري “سريعا (…) في غضون ساعات”.
لكنه لم يحدد “متى وكيف وعلى اي اهداف وباي شكل” ستوجه هذه الضربات.
وحرص على التاكيد على ان هذا التدخل العسكري “ليس احتلالا لارض ليبية” بل “جهاز ذو طبيعة عسكرية من اجل حماية الشعب الليبي والسماح له بالوصول الى نهاية مطالبته بالحرية وبالتالي سقوط نظام القذافي”.
ويتوقع ايضا ان يشارك البريطانيون والاميركيون في العمليات وان يستخدموا قاعدة سيغونيلا في اشبيليا جنوب ايطاليا، على ان يستخدم الفرنسيون قاعدة سولنزارا في جنوب كورسيكا.
واعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون امام البرلمان الجمعة ان القوات البريطانية ستشارك في العمليات العسكرية في ليبيا بارسال طائرات تورنيدو ويوروفايتر التي ستلتحق “خلال الساعات القادمة” بقواعدها.
وابلغت دول اخرى من الحلف الاطلسي بصفة فردية عزمها على الانضمام الى الائتلاف وبينها كندا والنروج والدنمارك وبلجيكا من خلال طائرات نقل ومقاتلات قاذفات من طراز اف-16 او اف-18 وسفن كاسحة للالغام سواء للمشاركة في الغارات او لدعم عملية انسانية.
ومن المتوقع ان تصل ست طائرات كندية سي اف-18 منذ الجمعة للمساهمة في فرض الحظر الجوي فوق ليبيا.
وما زال يتحتم على دول اخرى مثل الدنمارك والنروج الحصول على موافقة البرلمان لترجمة قرارها على الارض.
وان كانت جميع هذه الدول اعضاء في الحلف الاطلسي، فان الحلف يبقى منذ اسابيع منقسما حول صوابية التدخل في ليبيا وسيناقش دوره وموقعه في العمليات في ليبيا خلال اجتماع يعقده صباح الجمعة اعتبارا من الساعة 9,30 تغ.
وامتنعت المانيا الخميس عن التصويت في مجلس الامن على القرار 1973 الذي قدمته فرنسا وبريطانيا بتاييد اميركي.
من جهتها اعربت تركيا منذ البداية عن معارضتها لاي تدخل اطلسي في الضفة الجنوبية للبحر المتوسط.
اما فرنسا غير المؤيدة لتوسيع منطقة تدخل الحلف الاطلسي الى شمال افريقيا، فقد دعت مرارا الى ائتلاف متطوعين يضم دولا عربية مثل قطر التي اكدت مشاركتها او الامارات العربية المتحدة.
وسيستعرض مندوبو الحلفاء الاطلسيين ال28 خلال اجتماعهم الوضع الذي وصلت اليه التخطيطات والتحضيرات العسكرية التي بدات قبل اسابيع حتى يكون الحلف جاهزا لمواجهة اي احتمال، وفق ما اعلنت المتحدثة باسم الحلف.
غير ان اوانا لونغيسكو شددت على انه “من اجل ان يقوم الحلف الاطلسي باي عملية، يجب اثبات ضرورة تحركه وتوافر دعم اقليمي حازم وقاعدة قانونية واضحة، طبقا لما قرره وزراء دفاع الحلف الاطلسي” الاسبوع الماضي في بروكسل.
وقالت انه “بتوافر هذه الشروط الثلاثة، يكون الحلف الاطلسي مستعدا للتحرك كطرف مشارك في المجهود الدولي الاوسع نطاقا” مضيفة ان “هذا سيكون موضوع المناقشات” بين الحلفاء الذين يتحركون بالتوافق فيما بينهم.
وفي مطلق الاحوال، فان الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تملك معا ما يكفي من طائرات الرادار من نوع اواكس (34 طائرة وسبع واربع طائرات على التوالي) لتنفيذ العملية بدون حاجة الى الطائرات ال17 التي يملكها الحلف والمتمركزة في المانيا.