الائتلاف الدولي الذراع المسلحة للثوار الليبيين
مع تصعيد الضربات على القوات الليبية، تحول الائتلاف الدولي عمليا الى الذراع المسلحة للمعارضة الليبية اذ يسمح للمتمردين الذين يفتقرون الى التنظيم بمواصلة التقدم غربا لاطاحة الزعيم معمر القذافي.
ورغم ذلك حرص الرئيس الاميركي باراك اوباما على التاكيد في كلمته مساء الاثنين انه ان كان هدف العملية التخلص من القذافي، فمن غير الوارد اطلاقا اطاحته بالسلاح لان ذلك “سيكون خطأ”.
وقال “اذا حاولنا اطاحة القذافي بالقوة، فان الائتلاف سوف يسقط” بدون ان يذكر في المقابل الوسائل “غير العسكرية” للتوصل الى تغيير النظام.
وينص تفويض مجلس الامن الدولي على استخدام “جميع الوسائل الضرورية” باستثناء احتلال البلاد من اجل “حماية السكان المدنيين” وليس لقلب النظام.
وميدانيا، تؤكد وزارة الدفاع الاميركية ان قوات الائتلاف “لا تتكلم” مع الثوار.
وقال المسؤول الاميركي الكبير نائب الاميرال بيل غورتني الاثنين “اننا لا نقدم دعما مباشرا للمعارضة، لان ذلك ليس من ضمن تفويضنا ولا ننسق مع المعارضة”.
غير ان الضربات الجوية للقوات الموالية للقذافي تفتح الطريق امام المتمردين.
وقال امير منصور احد الثوار الذين كانوا يتراجعون الاثنين على الطريق الى سرت بعد وقوعهم في كمين متحدثا لصحافي فرانس برس ان “الطائرات الفرنسية ستتكفل بهم بالتاكيد خلال الليل”.
واقر غورتني “من الواضح انهم (المتمردين) يستفيدون من العمليات التي نقوم بها لكننا لا ننسق معهم” واصفا المعارضة بانها “ليست منظمة بشكل جيد” ولا “صلبة جدا”.
وتشكل عمليات القصف القسم الاكبر من الطلعات الجوية التي تقوم بها طائرات الائتلاف وقد شنت 107 ضربات جوية من اصل 178 طلعة الاثنين.
وبعد تدمير القسم الاكبر من الرادارات والدفاعات الجوية ومراكز القيادة الليبية، باتت طائرات الائتلاف تهاجم قوات القذافي على الارض.
ويبدو ان الالتزام العسكري الدولي يشهد تصعيدا مع اشراك طائرات ايه-10 وايه سي-130 “سبوكي” اميركية فيه في نهاية الاسبوع الماضي، وهي طائرات مصممة لتقديم دعم جوي عن كثب للقوات على الارض، ولا سيما بمهاجمة دبابات ومدرعات.
وراى توماس دونيلي الخبير في معهد المبادرة الاميركية، مركز الدراسات المحافظ الذي نظم الاثنين طاولة مستديرة حول ليبيا، ان “الهدف على ارض الواقع القاضي بالتخلص من القذافي مفهوم جيدا ومقبول جيدا بدون شك، كل ما في الامر انه من الصعب الافصاح عنه صراحة”.
وقال كينيث بولاك الخبير في معهد بروكينغز للدراسات ان “فكرة وقف المجزرة بحق المدنيين الليبيين ثم الرحيل وترك القذافي في السلطة لا معنى لها”.
وحذر من انه سيكون من الخطورة السماح للقذافي بالامساك بزمام البلاد نظرا الى سوابقه في رعاية الارهاب والى البرنامج النووي الذي سعى لتطويره.
واوضح بول ولفوفيتز احد المحافظين الجدد الاميركيين الذين “سوقوا” اجتياح العراق عام 2003، ان لا خيار ممكنا سوى بدعم المعارضة بالرغم من الغموض الذي يحيط بها وبمشاريعها.
وقال “قد نكون لا نعرف من هم المعارضون، ونعرف من هو القذافي. لكننا لا نعرف من هو حقا لانه لم يسبق ان تعاطينا معه في الحالة التي سيكون عليها ان نجح في الاحتفاظ بالسيطرة على نصف ليبيا”.
وتوقع وزير الدفاع في عهد الرئيس السابق جورج بوش ان “يسعى بكل الوسائل للانتقام وسيكون اكثر خطورة من اي وقت مضى”.