إعــــلانات

الأغاني الوطنية..متاجرة بالمشاعر والمآسي أم صوت من لا صوت له؟

الأغاني الوطنية..متاجرة بالمشاعر والمآسي أم صوت من لا صوت له؟

''عيد الكرامة''،''جزائر يا بلادي''،''عدنا إليك يا جزائرنا''، ''بحبك يا لبنان''، ''بغداد'' و''يا بيروت''.. كثيرة هي الأغاني التي تعبر عن حب الوطن والتمسك به، لكن للأسف، هذه المشاعر يتذكرها الفنانون

 

والمبدعون ويبرمجها القائمين في التلفزيون والإذاعة عندما تحدث الأزمات وتندلع الحروب أو يكون هناك تعد على حرمات أي بلد،  سرعان ما يتلاشى كل هذا الحماس مباشرة بعد انتهاء الحرب وكأن حب الوطن يتطلب مناسبات أو حروب.

الأغنيات الوطنية في يومنا هذا، للأسف، لا تعيش أطول من عمر المناسبة التي تغنى لها، وتنسى مباشرة مع نهاية المناسبة التي ألفت من أجلها كلماتها. فمع كل حرب جديدة، تتهاطل الأغنيات الوطنية علينا كالمطر، لكنها سرعان ما تجف وتتلاشى دخل أدراج الأرشيف دون عودة إليها.مع حلول الأعياد الوطنية، يتسارع مئات المطربين على الاستوديوهات والإذاعة والتلفزيون ليسجلون أغاني وطنية تبث في يومها، ثم ترتب في الأدراج ليوم غير مسمى. والقانون نفسه نجده ساري المفعول في الوطن العربي. فحادثة محمد الدرة مثلا كانت موضوعاً لعشرات وربما المئات من الأغنيات، لكن أين هي الآن؟ مقتل رفيق الحريري هو الآخر، والعدوان على لبنان في صيف عام ٢٠٠٦، أفرزت هي الأخرى عشرات الأغنيات، كلها ترقد في الأرشيف اليوم.

كم من هذه الأغنيات حقيقي وصادق؟ وكم منها أنجز بشكل سطحي وعلى عجالة، فقط لركوب الموجة وتحقيق أعلى المبيعات؟ أسئلة تعود إلى الواجهة مع كل كارثة وحرب.

وها هي مناسبة العدوان الغاشم الآثم على غزة تشكل فضاء آخر لأغنيات عديدة، بدأت تتدفق علينا تباعاً من فنانين من مختلف الجنسيات العربية، ونسأل ما الجدوى منها؟ ربما يجيب أحدهم بأنها وسيلة الفنان في التعبير مثلما قال لنا الشاب خالد، أو يقول قائل آخر بأنها مهمة لشحن الشارع وتعبئته، أو لرفع المعنويات. ونحن بدورنا نتساءل أي شارع وأي معنويات؟ أهل غزة المحاصرون بلا ماء وكهرباء، الجياع الذين يعانون من شح لقمة الخبر، الجرحى أم الأموات؟ نشك بأنهم قادرون على سماعها، وإن صدف وسمعوها، نشك أيضاً بأنهم سيكونون مهتمين أو قادرين على التفاعل معها.

 

رابط دائم : https://nhar.tv/hRpje