الأطباء ينصحون بضرورة الإفطار في حالة الجفاف أو الشعور بتعقيدات صحيّة
أكد البروفيسور ”ناصر وداحي”، أستاذ في الطب الداخلي في المستشفى الجامعي ”لمين دباغين”، ”مايو سابقا”، بضرورة الإفطار لكل شخص يتعرض للجفاف، أو المسنين الذين لن يتحملوا الصوم بسبب الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، المنتظرة يوم غد. وقال الأستاذ وداحي في اتصال مع ”النهار”، أنه بالنظر إلى الارتفاع الشديد في درجات الحرارة التي ستسجل يوم غد، والمتزامن مع صيام شهر رمضان، فإن كل شخص تظهر عليه أعراض الجفاف الحاد، أو تعقيدات صحية خطيرة لمرضى السكري أو ارتفاع الضغط الدموي، ملزم بالإفطار والتوجه إلى أقرب مركز استشفائي، للحيلولة دون وقوع ما لا تُحمد عقباه وفقدان الحياة، نتيجة عدم قدرة الجسم على تحمّل درجات الحرارة.وعلى الصعيد ذاته، أكد البروفيسور على ضرورة تفادي الخروج من المنزل، إلا للحاجة القصوى، مشيرا إلى أن المسنين والأطفال هم الأشخاص المعنيون بهذا النوع من التدابير الاحترازية، بسبب عدم قدرة أجسامهم على تحمل الحر الشديد خاصة وأن درجات الحرارة ستفوق 40 مئوية. وأضاف الأخصائي، أنه في حال شعور الصائم بارتفاع شديد في درجة حرارة جسمه، يفضل أن يقوم بالاستحمام عدة مرات في اليوم من أجل ترطيب الجسم ومساعدته في الحفاظ على درجات الحرارة في المعدلات الطبيعية، وتفادي التعرض للجفاف.أما خلال فترة ما بعد الإفطار، أكد الدكتور وداحي، على ضرورة استهلاك أكبر قدر ممكن من المياه، مع تفادي المشروبات الغازية، كونها تسبب في ازدياد الشعور بالعطش، وتحبس الماء داخل الجسم. من جانبها، أكدت وزارة السكان وإصلاح المستشفيات، على ضرورة تفادي التعرض للشمس، دون ارتداء نظارات شمسية تكون وقايتها فعالة، مشيرة إلى أن استخدام نظارات مقلّدة، يسفر عن إصابة قرنية العين بحروق خطيرة، كما أنها تتسبب على المدى البعيد، في تلف أعصاب العين والشبكية.
أسماء منورالشيخ نسيم بوعافية لـ”النهار”:”على الصائم أن يفطر إذا خاف على نفسه الهلاك”
قال الشيخ ”نسيم بوعافية” إمام مسجد عقبة بن نافع في ولاية ميلة، أنه يجوز لمن أحس بمشقة مهلكة في صومه أن يفطر ثم يقضي يومه بعد ذلك، لقوله تعالى ”وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين”، مشيرا إلى أن تفسير هذه الآية عند بعض العلماء هو الذين يطيقونه مع المشقة المهلكة، فيجوز لهم الإفطار بالقدر الذي يدرؤون عن أنفسهم هذه المشقة ثم يمسكون بعد ذلك مع القضاء. وأضاف الشيخ أن حكم هؤلاء يدخل في حكم المريض الذي لا يقدر على الصيام، والمسافر الذي يجد مشقة في صومه فرخص له الله بالإفطار، فيجوز من هذا المنطلق لمن خاف على نفسه الهلاك عطشا أو جوعا، الإفطار بقدر معيّن يتجاوز به احتمال الهلاك ثم يمسك بعد ذلك، مشيرا إلى أنه لا يجب عليه أن يفطر لمجرد خوفه العطش من حرارة الشمس، وإنما يجب أن يحس بالجهد فعلا. ومن هذا المنطلق أشار الشيخ إلى أنه لا ينبغي على المرء أن يستيقظ ويبيت نية الإفطار، لأنه لا يعلم إن كان سيصاب بالجهد ولكن يبيت نية الصيام فإن استطاع الصيام أكمل يومه وإن خاف الهلاك أفطر، إذ يقول الله تعالى في هذا، ”وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا” سورة النساء، ويقول أيضا في سورة التغابن ”واتقوا الله ما استطعتم”، فالإنسان أعلم بحاله وهو طبيب نفسه فإن علم علم اليقين أنه هالك إن لم يفطر وجب عليه الإفطار.