الأسبوع الثقافي السوري بالجزائر يتواصل رغم التفجيرات الأخيرة
رفضت وزيرة الثقافة خليدة تومي إلغاء حفل افتتاح الأسبوع الثقافي السوري، استجابة لاقتراح قدمه وزير الثقافة السوري الدكتور رياض غسان أغا، وهذا تعبيرا عن تضامن دولته مع الشعب الجزائري نتيجة الانفجار الأخير الذي هز العاصمة الجزائرية.
وقالت تومي في افتتاح الأيام الثقافية السورية في الجزائر نهاية الأسبوع الماضي، أن الحكومة الجزائرية قررت مواصلة كل الأنشطة الثقافية بشكل عادي كتعبير منها على الوقوف في وجه محاولات زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد، والذي من شأنه أن يعرقل السير الطبيعي لحياة المواطن الجزائري، خاصة بعد خروجه من مرحلة انتخابية حساسة. وأشارت وزيرة الثقافة في كلمتها الافتتاحية إلى أن إلحاح وزير الثقافة السوري على إلغاء حفل الافتتاح قابله رفض منها وكذا من طرف رئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم الذي فضل أن يتم ذلك بشكل عادي جدا، مضيفة في سياق حديثها أن هذا الأسبوع سيكون موقفا رسميا تتخذه وزارة الثقافة في التعبير عن رفضها لما تعرض له الشارع الجزائري يوم الثلاثاء المنصرم.
وقد اغتنمت وزيرة الثقافة خليدة تومي فرصة حضور الوجوه الثقافية وسفراء الدول العربية بالجزائر إضافة إلى وزير الثقافة السوري والوفد المرافق له للترويج للمصالحة الوطنية ولرفض العنف بالجزائر، ودعمها لبرنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الرامي بالدرجة الأولى على حد تعبيرها إلى توفير الأمن والاستقرار بالبلد.
ومن جهة أخرى اعتبرت تومي أن الأسبوع الثقافي السوري يعد آخر الأسابيع الثقافية المبرمجة خلال تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية، وهو البلد الذي سيحمل مشعل هذه التظاهرة التي شارفت على انتهائها، معبرة في ذات الوقت أن تكون بداية أيامها في الجزائر بهذا الشكل المأساوي المتزامن مع ظواهر العنف، وبسبب ما خلفته الانفجارات الأخيرة من ذعر داخل أوساط الوفد ولدى ضيوف الجزائر من الفلسطينيين الذين لم يغادروا ارض الوطن بعد. لتقول الوزيرة أن سوريا كانت البلد الوحيد الذي آزر الجزائر في محنتها إبان الاستعمار الفرنسي من ناحية،وخلال سنوات المحنة التي عرفتها الأخيرة نهاية الألفية الماضية من ناحية أخرى.
و اغتنم وزير الثقافة السوري الدكتور رياض نعسان أغا فرصة الافتتاح ليعبر عن استيائه لما حدث في العاصمة الجزائرية من تخريب، وأكد من جهته تضامن الوفد السوري المشارك في التظاهرة العربية وبلده بشكل عام مع الشعب الجزائري ومساندته له نتيجة ما الم به من محنة.وقد أشار الوزير في كلمته الافتتاحية إلى ضرورة تطوير العلاقات السورية الجزائرية في الميدان الثقافي وغيره، وتعزيز الشراكة بيمن البلدين في الشأن المذكور عبر الاتفاقيات التي ستبرم بينهما في مختلف المجالات الثقافية المتعلقة بالكتاب والفنون وغير ذلك. ليؤكد دعمه للقضية الجزائرية في محاربة ظاهرة الإرهاب، معتبرا أن هذا العام الثقافي 2007 المميز يعد مفصليا بالنسبة للجزائر، باعتبار أنها تبحث عن استرداد مكانتها في الوسط العربي ثقافيا بالدرجة الأولى.
وتجدر الإشارة إلى أن الأسبوع الثقافي السوري الذي انطلقت فعالياته نهاية الأسبوع الماضي تعرف فعالياته العديد من النشاطات الثقافية المتعلقة بالمسرح والسينما والمعارض الفنية، بحيث وكما هو مسطر ستقدم الفرق الفنية المشاركة وعلى رأسها فرقة المسرح الراقص “اورنينا” مجموعة من العروض الفنية في ولايات الوطن وبالعاصة، وهذا رفقة فرقة سلاطين الطرب، كما يشهد الأسبوع عرض العديد من الأفلام السينمائية السورية، زيادة على معرض الصور الذي يتواصل بقصر الثقافة .