إعــــلانات

“الأزمة مع فرنسا لم تنتهِ بعد.. وعليها الاعتذار عن كل جرائمها”

“الأزمة مع فرنسا لم تنتهِ بعد.. وعليها الاعتذار عن كل جرائمها”

وصف تصريحات ماكرون حول تاريخ الجزائر بـ “الخطيرة جدا”، الرئيس تبون:

“لن نفتح مجالنا الجوي أمام طائرات فرنسا العسكرية.. وإن أراد الفرنسيون التنقل إلى مالي أو النيجر فعليهم الطيران 9 ساعات بدلا من 4”

“نحن بصدد إعادة بناء دولة بالكامل.. وانتهى عهد منح رشوة للتحصل على جواز سفر جديد”

“أجهزة الأمن ورئيس أركان الجيش يعملون تحت أوامري.. وأنا من أمر بإغلاق المجال الجوي أمام الطائرات الفرنسية والمغربية”

قال رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، إن التصريحات التي أدلى بها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، سببت ضررا عميقا للجزائريين بعد المساس بتاريخهم وكرامتهم، وبالتالي يستحيل على أيّ منهم أن يقبل بتطبيع العلاقات مع فرنسا.

في تصريحات تعدّ الثانية من نوعها، عاد رئيس الجمهورية ليذكّر فرنسا والفرنسيين باستحالة عودة العلاقات إلى سابق عهدها، بعد محاولة الرئيس إيمانويل ماكرون في تصريحاته، إحياء النزعة الاستعمارية واصطفافه إلى جانب مبرري الاستعمار الفرنسي، وهي الكلمات التي أهان بها كرامة الجزائريين.

وقال الرئيس تبون إنه “عندما يطلق الصحافي المنتمي لليمين المتطرف، إيريك زمور، تصريحات معادية للجزائر شعبا ودولة، فلا أحد سيعيره أيّ اهتمام، لكن أن يقوم بذلك رئيس دولة فرنسا، ويصرح بأن الجزائر لم تكن أمة بأتم معنى الكلمة، فحينها يصبح الأمر خطيرا جدا”.

ودعا الرئيس تبون عبر حوار أجرته معه أسبوعية “دير شبيغل” الألمانية، سلطات فرنسا، إلى الاعتراف بكافة جرائمها الاستعمارية وليس فقط عن ما حدث في فترة قصيرة تمتد من 1830 إلى 1840، كما جاء في تقرير “بنيامين ستورا”، مضيفا أن “الجزائر ليست بحاجة إلى اعتذار من ماكرون عن أحداث وقعت في سنة 1830 أو 1840، لكنها تطالب باعتراف تام وكامل عن الجرائم التي اقترفها الفرنسيون”، مؤكدا في رده على سؤال للصحيفة حول ما إذا كانت نهاية الأزمة الثنائية بين البلدين وشيكة، بـ “لا”.

وبالحديث عن القرار الذي حظر تحليق الطائرات العسكرية الفرنسية فوق المجال الجوي الجزائري، ردّ الرئيس تبون قائلا:”إذا أراد الفرنسيون الذهاب إلى النيجر أو مالي، فإنهم سيستغرقون تسع ساعات وليس أربع ساعات كما كان من قبل”.

وأضاف:”بالطبع، سنجعل من الممكن دائما إعادة الجرحى إلى أوطانهم، لكن بالنسبة للبقية، لم يعد علينا التعاون معًا”، واختتم حديثه “ربما انتهى الأمر الآن”.

وشدّد رئيس الجمهورية في الحوار، على أن المشكل ليس شخصيا مع ماكرون، وإنما هو مشكل وطني، مشددا على حرمة المساس بتاريخ الشعب الجزائري والإساءة إليه.

أسعى إلى بناء مستشفى كبير بالتعاون مع ألمانيا يعالج فيه رؤساء إفريقيا

ولدى تطرقه للعلاقات الجزائرية الألمانية، أثنى رئيس الجمهورية على ما بلغته العلاقات بين البلدين، مؤكدا أن “الألمان يعاملوننا باحترام ومن دون غطرسة، ولم تكن هناك أي خلافات في السياسة الخارجية”.

وفي هذا الإطار، قال الرئيس تبون “إنني معجب بمثابرة أنغيلا ميركل وتواضعها، ويؤسفني كثيرا أنها ستغادر، لن أنسى أبدا كيف اعتنت بي شخصيا عندما كنت في العلاج الطبي بألمانيا.. إن ألمانيا قدوة لنا من نواحٍ كثيرة”.

وعن توقعات توسيع التعاون مع ألمانيا اقتصاديا بعد تغيير الحكومة في برلين، رد رئيس الجمهورية “بصراحة، كل ما هو ممكن، على سبيل المثال، أود أن نبني مستشفى كبيرا في الجزائر العاصمة معا، بيت يغطي كل تخصصات الطب، للمغرب العربي بأكمله، ويمكن للرئيس الإفريقي أن يسعى أخيرا إلى الحصول على العلاج هنا، في قارته، بدلا من سويسرا، ونحن على استعداد لتمويل جزء كبير من هذا المشروع، وهناك أيضا الكثير من الإمكانات للطاقات المتجددة، بمساعدة ألمانية، يمكننا تزويد أوروبا بالطاقة الشمسية”.

انتهى عهد منح رشوة للتحصل على جواز سفر جديد

وعن أهم ما حققه الرئيس تبون منذ توليه سدّة الحكم، تحدث الرئيس عن قراره بإلغاء الضرائب على جميع الرواتب التي تقل عن 30 ألف دينار، أي أقل بقليل من 190 أورو، ورفعه الحد الأدنى للأجور، وعن دعمه الخاص للمناطق النائية، ناهيك عن الاستمرار في مكافحة الفساد.

وفي تعليقه على سؤال حول إيداع السعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس الرّاحل، وعدد من كبار المسؤولين خلف القضبان، وما إن كان يعتزم مواصلة مكافحة الفساد، أوضح الرئيس تبون، أنه مستمر في اقتلاع الفساد من جذوره، وأشار إلى أن ما حدث من فساد على المستوى الحكومي كان نهبا وتبديدا لا يغتفر لثروات هذا البلد، مضيفا أن “ما حدث من فساد، المواطنون هم الذين يدفعون ثمنه، لقد انتهى هذا الأمر الآن، لا ينبغي لأحد أن يقدّم رشوة مرة أخرى للتحصل على جواز سفر جديد”.

أنا بصدد إعادة بناء دولة بالكامل

وفي سؤال تمحور حول إمكانية تغيير نظام وعادات راسخة منذ عقود، قال الرئيس تبون إننا نبدأ بالأشياء الأساسية، وكان علينا أن نعيد بناء الدولة بالكامل، مضيفا أنه جلب الكثير من المسؤولين من القطاع الخاص إلى الحكومة، ليضرب مثالا بالمتحدث باسم الرئاسة السابق الذي كان صحافيا، وعن وزير آخر في الحكومة قال إنه كان جزءًا من الحراك عام 2019.

وأوضح الرئيس أن الدولة الآن بصدد بإعادة تنظيم ومراجعة الحسابات “نحن نتخذ إجراءات ضدّ تهريب الأموال وصوّتنا على دستور جديد يمنح المواطنين المزيد من الحقوق”.

أجهزة الأمن تعمل تحت أوامري ورئيس أركان الجيش يتلقى التعليمات مني

وفي سؤال آخر تمحور حول الحريات وتوقيف الصحافيين، أجاب الرئيس بالقول إن الحديث عن وجود قمع غير صحيح، مضيفا في سياق رده على الحديث حول وجود سلطة عسكرية وواجهة مدنية، أنه هو من رشّح قائد أركان الجيش شنڤريحة، مشددا على أنه فضلا عن منصب الرئيس “فإنني أتولى منصب وزير الدفاع.. ومصالح الأمن كلها وضعت تحت سيطرتي، ولم تعد تحت سيطرة الجيش.. هذا هو الواقع الجديد في الجزائر، الذي يضمنه الدستور - لم يعد تبعيات، بل عمل سيادي”.

أنا من أمر بإغلاق المجال الجوي أمام الطائرات الفرنسية والمغربية

وراح الرئيس تبون يتحدث بإسهاب عن العلاقة بين الرئيس والجيش، والتزام المؤسسة العسكرية بمهامها الدستورية، مشددا على أن قائد الجيش الذي يقوده، يتلقى تعليمات منه لتحديث الجيش، مضيفا أن لقيادة الجيش ما يكفي من المهام المتعلقة بالوضع الحساس على حدودنا، “أما بشأن السياسة، هذا أنا، لا أحد سيفعل ذلك في مكاني.. فأنا من أمر بإغلاق المجال الجوي الجزائري أمام الطائرات العسكرية الفرنسية، وأنا من أمر بتنفيذ نفس الإجراء بالنسبة للطائرات المغربية”.

سنتدخل في مالي بناءً على طلب منهم ولن أضحّي بالجيش خدمة لمصالح آخرين

وعن إمكانية إرسال قوات إلى الخارج، رد بالقول:”يمكن للعالم الآن أن يطلب منا المساعدة، والأمم المتحدة أو الاتحاد الإفريقي يمكن له الآن مخاطبتنا بهذا الأمر، إذا حصلت مواجهات في مالي، فسنتدخل بناءً على طلبهم، لكن جنودنا جزائريون لهم عائلات، لن أرسلهم إلى موتهم من أجل مصالح الآخرين، لقد مات ما يكفي من الجزائريين في الماضي.. السؤال الكبير في مالي هو كيفية إعادة توحيد البلاد، على أي حال، فإن الجزائر لن تقبل أبدا بتقسيم مالي”.

المغرب يريد تقسيم الجزائر!

أما بشأن حظر تحليق الطائرات المغربية في الأجواء الجزائرية، فقد اتهم الرئيس تبون، المغربيين، بالعمل على محاولة تقسيم الجزائر، مستدلا بتصريحات سفيرهم في الأمم المتحدة عندما تحدث بوضوح عما يسمى باستقلال منطقة القبائل، في حين، لم يسعَ المسؤولون المغربيون إلى تصحيح أقواله، ولا حتى الملك المغربي.

رابط دائم : https://nhar.tv/C8jMW