اكثر من مئة قتيل خلال يومين في في جنوب ليبيا وبعثة للامم المتحدة في مصراته
شنت القوات الموالية للعقيد معمر القذافي غارات مكثفة على منطقة الجبل الغربي الواقعة تحت سيطرة الثوار جنوب غرب طرابلس، ما ادى الى مقتل اكثر من مئة قتيل منذ الاحد، على ما افاد سكان من هذه المنطقة التي فر منها الاف الليبيين ولجأوا الى تونس
وقضى الف شخص خلال ستة اسابيع في مصراته (200 كلم الى شرق طرابلس) وجرح ثلاثة الاف اخرين، حسب مصادر طبية في حين ان الامم المتحدة تلقت الموافقة من الحكومة الليبية على ارسال بعثة انسانية الى هذه المدينة. وقال احد سكان مدينة يفرن في هذه المنطقة طالبا عدم كشف اسمه لوكالة فرانس برس “كتائب القذافي لم تتوقف عن قصف المنطقة، خصوصا في يفرن ونالوت، مستخدمين صواريخ غراد. وقد سقط 110 قتلى بين الثوار والمدنيين في هاتين المدينتين”. واشار احد سكان نالوت الواقعة قرب الحدود التونسية الى ان “قوات القذافي ترتكب مجزرة” في هذه المنطقة الجبلية، متحدثا عن سقوط “مئة قتيل على الاقل خلال يومين”. واضاف “انهم يطلقون عشوائيا صواريخ غراد على البيوت والمستشفيات. وقد فرت عائلات عدة الى تونس”.
كما تحدث شاهد اخر في مدينة غزاية الى شمال غرب نالوت والتي تقع بالقرب من الحدود التونسية، ان المعارك “لم تتوقف منذ مساء الاحد واستؤنفت بقوة مساء الاثنين بالمدفعية الثقيلة والصواريخ”.واضاف ان “الثوار يتقدمون من عدة جهات حول غزاية ويطوقون كتائب القذافي ويمنعونها من مغادرة المدينة”. واشار الى ان عددا كبيرا من مقاتلي كتائب القذافي حاولوا الخروج من المدينة عبر الجبل ولكنهم اضطروا للتراجع الى داخل المدينة. وفر حوالى ثلاثة الاف ليبي السبت الى الجبال في غرب البلاد واتهجوا الى تونس، حسب المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة. وفي مدينة مصراته المحاصرة، ارتفعت حصيلة الضحايا والوضع الانساني ما زال مقلقا.
ولكن الامم المتحدة تلقت الموافقة من حكومة معمر القذافي على ارسالة بعثة من مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة الى مصراته، حسب ما قالت ستيفاني بونكر، المتحدثة باسم الامم المتحدة للشؤون الانسانية. ومن جهة اخرى، اكدت الحكومة الليبية تأمين “ممر امن” للفرق الدولية الانسانية في المناطق التي تسيطر عليها.
وكان وزير التنمية الدولية البريطاني اندرو ميتشل اعلن في تصريح لهيئة الاذاعة البريطانية بي.بي.سي، ان “الوضع في مصراتة قد تدهور بشكل خطير في الايام الاخيرة. وهناك خمسة الاف عامل اجنبي فقير عالقون على رصيف، وقد حصلت انفجارات على بعد حوالى 300 متر من مكان وجودهم”، معلنا عن اجلائهم في وقت وشيك. واضاف ان بلاده ستجلي عبر البحر وعن المنظمة الدولية للهجرة خمسة الاف عامل اجنبي ما زالوا عالقين في مصراته.
وكانت المنظمة الدولية للهجرة قد اجلت الاثنين حوالى الف مهاجر وقد وصلوا مساء الاثنين الى بنغازي كما ان اللجنة الدولية للصليب الاحمر اجلت 618 شخصا عن طريق البحر الذي يعتبر الباب الوحيد المفتوح الى الخارج. وشهدت المدينة خلال نهار الاثنين قصفا مركزا كما حلقت فوقها طائرات تابعة للحلف الاطلسي.
وفي وقت متأخر من مساء الاثنين، سمع انفجاران كبيران في منطقة المرفأ حيث ارتفعت اعمدة الدخان. وقد يكون الامر ناجما عن اطلاق صواريخ على المرفأ، حسب ما افاد مراسل وكالة فرانس برس.
وكان قتل عشرة اشخاص وجرح 54 اخرون الاثنين، حسب مصادر طبية. ومن ناحيته، قال مسؤول ادارة المستشفى الرئيسي في مصراتة الطبيب خالد ابو فلقة للصحافيين ان “80% من القتلى الذين سقطوا في المدينة خلال ستة اسابيع هم مدنيون”، مؤكدا ان أسرة المستشفى الستين يشغلها الجرحى الذين بلغ عددهم ثلاثة الاف بسبب المعارك المتواصلة منذ نهاية شباط/فبراير.الا ان هذه الحصيلة لم تؤكدها مصادر اخرى.
وبحسب هيومن رايتس ووتش نقلا عن مصادر طبية في مصراتة، ففي تاريخ 15 نيسان/ابريل تم نقل 267 جثة الى مشارح المدينة الا ان “عدد القتلى اكثر ارتفاعا لان بعض العائلات لم تنقل جثث اقربائها الى مشرحة”.
وسجل المستشفى زيادة في اعداد المدنيين الذين جرحوا برصاص فائق السرعة من القناصة وتؤدي الاصابة بها الى اعطاب دائمة. وعلى الجبهة الشرقية، تواصلت المعارك في اجدابيا وتحدثت وكالة الانباء الليبية الرسمية عن غارات جديدة شنها الحلف الاطلسي على العزيزية (جنوب طرابلس). واكد الحلف الاطلسي انه دمر خلال الطلعات ال145 الاحد خصوصا سبعة مخازن للذخيرة قرب طرابلس واربع رادارات للدفاع الجوي بالقرب من مصراته واربع قاذفات صواريخ بالقرب من زنتان (غرب).
من جهته، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين في بودابست الى وقف فعلي لاطلاق النار في ليبيا، معربا عن عزم المنظمة الدولية على توسيع نطاق مساعداتها الانسانية ليشمل طرابلس.
اما رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون فكرر مجددا انه “من غير الوارد” نشر قوات احتلال في ليبيا، وقال “من غير الوارد ارسال قوات على الارض”، موضحا ان هذه القيود تجعل “الامور اصعب”.
اما وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري فاعتبر الاثنين ان الحل في ليبيا “لا يمكن ان يكون عسكريا” وان على الشعب الليبي ان يختار المستقبل الذي يريده عبر الطرق الدبلوماسية.
في هذا الوقت، اتصل الرئيس الجنوب افريقي جاكوب زوما هاتفيا في نهاية الاسبوع بالزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، كما اعلن المتحدث باسمه بعد فشل الهدنة التي فاوض في شأنها في ليبيا في اطار وفد من الاتحاد الافريقي. كما يصل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل الثلاثاء الى روما للقاء كبار المسؤولين الايطاليين ورئيس الحكومة، كما اعلنت وزارة الخارجية الاثنين.