إعــــلانات

اقرأ و اعتبر ..وما عند الله أبقى

اقرأ و اعتبر ..وما عند الله أبقى

أخطر شيءٍ في حياة الإنسان، أن يعقد الأمل على الدنيا، وأن ينسى ربه والدار الآخرة، وأعظم شيءٍ في حياة المؤمن أنه عقد الأمل على الدار الآخرة، وعلى عطاء الله عز وجل .

علامة المؤمن الصادق أنه يريد الله، والدار الآخرة، وعلامة المؤمن الصادق أنه وضع في حساباته مغادرة الدنيا، أدخلها في حساباته، علامة المؤمن الصادق أنه يسعى لمرضاة الله عز وجل.

دخلت مرة إلى بيت رجل، فقال لي، هذا البيت مساحته أربع مائة متر مربع، فقلت له بارك الله لك به، هنيئا لك، ثم قال كل الأثاث أتيت به من أوروبا، وبالغ في وصف بيته، فالإنسان من حقه أن يكون عنده بيت فخم، لكن أخذ كل عقله، أنا أردت أن أُعلمه درسا، فقلت له تصور بيت بأحد الأحياء الفقيرة جدا هناك بيوت لا تحتمل، قال لي: والله يوجد فرق كبير، قلت له: الفرق بين جندي وبين رئيس أركان؟ بين ممرض وبين جراح قلب، بين معلم ابتدائي بقرية وبين أستاذ جامعة؟ جئت بتناقضات عجيبة، رئيس غرفة تجارة وبائع متجول، اسمع قوله تعالى:«انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً».

إن مراتب الدنيا تنتهي بالموت، أي الموت ينهي قوة القوي، سبحان من قهر عباده بالموت، الموت ينهي غنى الغني وفقر الفقير، ينهي ضعف الضعيف ووسامة الوسيم، ينهي دمامة الدميم وذكاء الذكي، ينهي كل شيء، وحتى جميع أمراض الجسم تنتهي عند الموت، لكن أمراض النفس تبدأ بعد الموت، وتهلك صاحبها إلى الأبد. جميع أمراض الجسم مهما كانت عضالة تنتهي عند الموت، ورم خبيث، مات انتهى المرض، احتشاء بالقلب مات انتهى المرض، تشمع بالكبد مات انتهى المرض، خثرة بالدماغ مات انتهى المرض، فشل كلوي مات انتهى المرض، أمراض الجسم تنتهي عند الموت، لكن أمراض النفس، الكبر، العدوان، الاحتيال، الكيد، هذه الأمراض تهلك صاحبها إلى الأبد، القلب السليم أكبر عطاء إلهي، قال تعالى»يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ» والقلب السليم هو القلب الذي لا يعبد إلا الله، نسأل الله أن يجعل قلوبنا سليمة.

@ عن الشيخ راتب النابلسي

رابط دائم : https://nhar.tv/PIBWe
إعــــلانات
إعــــلانات