اقتربت نهايتي ولم أدرك نفسي.. غفرانك ربي
أكتب هذه الرسالة لكي تصير عبرة لمن يعتبر، ولكل من شغلته نفسه بالباطل فانشغل عن الحق، وسار في طريق الأشواك.
أنا رجل ظالم، أعترف بأنني بطشت كثيرا واقترفت من المعاصي ما يجعلني وقودا لجهنم، ولم أتوقف عن أفعالي بل تسارعت الوتيرة، عندما أدركت أن نهايتي اقتربت.
وكأنني أردت أن أنتقم من كل الناس، صراع بداخلي لا أجد له التفسير المناسب، لأنه من المفروض أن أعمل صالحا يرضاه ربي.
خاصة في آخر أيامي، لكنني على العكس أصبحت المثل الحي للتهافت على الظلم ولم أفكر لحظة في رد المظالم لأصحابها.
اكتشفت أنني مصاب بسرطان الرئة، وفي مرحلة جد متقدمة، فهذا المرض نخر جسدي عن الآخر ومن حكمة الله أنني لم اكتشف الأمر ولم أشعر بأي تغيير نحو الأسوإ.
إلا بعدما تفاقم الوضع، حتى الأطباء لا أحد منهم وصف لي العلاج أو نصحني بأي دواء، كلهم أجمعوا على عبارة واحدة، أنه لم يعد في العمر بقية.
وسواء كان هذا المرض سيقضي علي أم لا، لأن الأعمار بيد الله، فإنني لاأزال متمسكا بتلك التصرفات، ربما لأن الشيطان سكن قلبي وعقلي.
أحاول أن أقدم لنفسي بعض الحسنات فلا أستطيع، أعقد العزم على الصدقة لكنني أتراجع وأقول ما جدوى ذلك، فسيئاتي كثيرة والزمن قصير.
ولن أفلح في محوها لو أنني اتبعت مبدأ الحسنات يذهبن السيئات، أعيش في صراع قاتل ولا أملك سوى أن أقول غفرانك ربي إني كنت من الظالمين أسألكم الدعاء ولا شيء غيره.