افتتاح الطبعة الأولى لتظاهرة الجزائر في القلب
افتتحت سهرة أمس الأربعاء بالجزائر العاصمة الطبعة الأولى لتظاهرة “الجزائر في القلب” الموجة للجالية الجزائرية بالخارج بعرض فني راقص لباليه “قوراية للرقص الفلكلوري” من مرسيليا وحفل موسيقي ساهر أحيته فرقة “مقهى بارباس” الباريسية. وبحضور جمهور قليل يتقدمه وزير الثقافة عز الدين ميهوبي افتتحت بقصر الثقافة مفدي زكريا هذه التظاهرة الثقافية المتنوعة بعرض قصير لشريط وثائقي بعنوان “الجزائر في القلب” من إخراج الإعلامي سمير شعابنة -صاحب فكرة التظاهرة- حوى صورا وشهادات حول معاناة العمال الجزائريين المهاجرين بباريس وبقية المدن الفرنسية إبان فترة الإستعمار الفرنسي وأيضا بعد الإستقلال. وشهد القسم الأول من الحفل صعود راقصات باليه “قوراية للرقص الفلكلوري” إلى المنصة حيث قدمن باقة متنوعة في الرقص البربري التقليدي تراوح بين القبائلي والشاوي والتارقي. وتهدف فرقة “قوراية للرقص الفلكلوري” -التي تأسست منذأكثر من 20 سنة بقلب الأحياء الشعبية بمرسيليا- إلى إحياء التراث البربري التقليدي من رقص قبائلي وشاوي وتارقي بالتناغم مع الرقص الكوريغرافي الأكاديمي. ومن جهتها أتحفت فرقة “مقهى بارباس” التي تحط رحالها بالجزائر لثاني مرة الجمهور الحاضر بعرض موسيقي مميز روى عبر أغانيه جزء من تاريخ المهاجرين الجزائريين بديار الغربة بفرنسا. وتمكنت الفرقة -المؤلفة من 10 موسيقيين وفنانين على غرار سميرة ابراهمية وعلالو- من نقل الجمهور الحاضر إلى عتمات مقاهي بارباس وحاناته بباريس مكان التقاء العمال المهاجرين الجزائريين في الفترة من أربعينيات إلى ثمانينيات القرن الماضي. وأدت الفرقة في حلة جديدة أغاني مشهورة لمجموعة من الفنانين الجزائريين الذين أطربوا خلال سنوات خلت مسامع هؤلاء المهاجرين الجزائريين أمثال دحمان الحراشي والشيخة الريميتي وسليمان عازم وغيرهم. وأعرب وزير الثقافة في كلمة له عن رغبته في “تطوير” هذه التظاهرة لما “تشكله من همزة وصل كبيرة بين الجزائر وأبنائها المبدعين في الخارج” مضيفا أن وزارته “ستعمل مع المركز الثقافي الجزائري بباريس على تسطير برنامج سيمكن أبناء الجالية الجزائرية بفرنسا من التلاقي مستقبلا والتواصل مع بلادهم الأصلية الجزائر”. وتهدف هذه التظاهرة إلى “ربط الجزائر بجاليتها الجزائرية بالمهجر” حيث تستقطب طبعتها الأولى “العديد من الفنانين والمثقفين الجزائريين القاطنين بفرنسا على وجه الخصوص ،على أن تخصص الطبعات المقبلة للمغتربين الجزائريين من مختلف البلدان والقارات” وفقا لمصطفى رحموني رئيس دائرة الموسيقى والعروض بالوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي الجهة المنظمة. وتستمر فعاليات تظاهرة “الجزائر في القلب” -التي تحتضنها الجزائر العاصمة إلى غاية 28 ماي الجاري- بتنظيم العديد من اللقاءات الأدبية والفكرية وعروض الأفلام والحفلات الموسيقية بالإضافة للعديد من المعارض الفنية.