اعضاء مجموعة الثماني مدعوون لاتخاذ قرار بشأن منطقة حظر جوي في ليبيا
يجتمع وزراء خارجية مجموعة الثماني الاثنين والثلاثاء في باريس للسعي الى تقريب مواقفهم بشأن ليبيا وخصوصا بصدد اقامة منطقة حظر جوي تطالب بها الجامعة العربية في مواجهة الهجوم المضاد لقوات القذافي.
فبعد اجتماعات عدة بين الغربيين في اطار الاتحاد الاوروبي والحلف الاطلسي لم تفض الى موقف حاسم في هذا الشأن، ستجري وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينون ونظراؤها الاوروبيون مشاورات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي ما زال موقف بلاده غامضا ايضا بهذا الخصوص.
وباستثناء الصين ستكون الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي ممثلة في باريس، اضافة الى ايطاليا التي تعتبر لاعبا اساسيا في الازمة، وكذلك المانيا وكندا واليابان.
وكان وزراء خارجية دول الجامعة العربية طلبوا السبت في قرار اعتمدوه اثر اجتماعهم الطارئ في القاهرة من مجلس الامن الدولي “تحمل مسؤولياته ازاء تدهور الاوضاع في ليبيا واتخاذ الاجراءات الكفيلة بفرض منطقة حظر جوي على حركة الطيران العسكري الليبي فوريا”، الذي يستخدمه نظام القذافي سلاحا لاستعادة مدن سيطر عليها الثوار.
وحتى الان يتردد الاوروبيون المنقسمون فيما بينهم في اتخاذ مثل هذا الاجراء، حتى وان اكدوا امكانية استخدام “كافة الخيارات” ضد معمر القذافي الذي لا يعطي اذانا صاغية للدعوات الموجهة اليه لوقف القمع والتنحي عن السلطة.
ولم ترد اي اشارة الى منطقة حظر جوي في البيان الختامي الصادر عن القمة الاوروبية الجمعة في بروكسل خلافا لرغبة باريس ولندن اللتين تحدثتا عن فكرة توجيه ضربات “محددة الاهداف” في حال قيام النظام الليبي بقصف شعبه او استخدام اسلحة كيميائية.
لكن عددا من شركائهما وعلى رأسهم المانيا عبروا عن تحفظات واضحة خشية التورط في دوامة التدخل العسكري.
وابدى وزراء خارجية الدول السبع والعشرين الاعضاء في الاتحاد الاوروبي الذين اجتمعوا السبت في المجر تحفظات شديدة على اي تدخل عسكري في ليبيا، معتبرين انه الحل الاخير.
في مجمل الاحوال يشدد الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة على ضرورة الحصول على تفويض من الامم المتحدة لتطبيق مثل هذا التدبير.
وتتطلب عملية كهذه بحسب بعض الخبراء مئات الطائرات لحظر الطيران فوق اراض تقارب مساحتها 1,8 مليون كيلومتر مربع ومنع الطيران الليبي من قصف السكان.
وصرح وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس السبت ان “المسألة لا تكمن في معرفة ما اذا في امكاننا مع حلفائنا القيام بذلك. اننا نستطيع، لكن السؤال هو هل هذا قرار حكيم”، مضيفا “ان المحادثات جارية على المستوى السياسي”.
وفي الجانب الروسي لم يتوضح بعد الموقف ايضا. فمع معارضتها لاي تدخل اجنبي تؤكد موسكو التي انتهى بها المطاف للتصويت في اواخر شباط/فبراير مع قرار للامم المتحدة يفرض عقوبات على نظام العقيد معمر القذافي، استعدادها للبحث في خطط ترمي الى فرض منطقة حظر جوي.
ويتوقع ان تكون ليبيا الموضوع الرئيسي في هذا الاجتماع الوزاري الذي سيحضر للقمة السنوية لرؤساء دول وحكومات مجموعة الثماني في دوفيل (غرب فرنسا) في ايار/مايو المقبل، علما بان فرنسا تتولى هذه السنة رئاسة مجموعة الثماني ومجموعة العشرين.
كذلك سيشمل جدول الاعمال بحسب مصادر دبلوماسية، الزلزال المدمر في اليابان ومكانة افريقيا في الحوكمة العالمية اضافة الى الملفات الاقليمية الساخنة مثل الصومال وساحل العاج والسودان او تعثر المفاوضات في الشرق الاوسط.
وستبدأ مجموعة الثماني مساء الاثنين بلقاء للوزراء في قصر الاليزيه مع الرئيس نيكولا ساركوزي يتبعه عشاء عمل يقيمه على شرفهم وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه.