استمرار سقوط القذائف الليبية على الأراضي التونسية
تواصل تساقط القذائف المدفعية والصاروخية اليوم الثلاثاء على الأراضي التونسية جراء تضاعف المعارك الطاحنة الدائرة رحاها بالمناطق الحدودية بين القوات النظامية والمتمردين المسلحين في الوقت الذي عززت فيه وحدات الجيش التونسي من تواجدها العسكري وضاعفت من عمليات تمشيط مناطق الحدود. وأوضحت مصادر إعلامية متطابقة أن حوالي عشر قذائف مدفعية وصاروخية من طراز”غراد” قد سقطت صباح اليوم في منطقة “الذهيبة” الواقعة على بعد نحو 850 كيلومترا جنوب العاصمة التونسية فيما دعمت القوات المسلحة التونسية تواجدها من خلال تعزيزات عسكرية مكثفة تمشيط بري واستطلاع جوي تقوم به الطائرات المروحية لتفادي توغل المسلحين الليبيين إلى التراب التونسي.
وتعتبر هذه المرة السادسة التي تسقط فيها قذائف مدفعية وصاروخية ليبية داخل التراب التونسي منذ إندلاع المعارك بين طرفي الصراع في ليبيا في المنطقة الغربية علما وأن السلطات التونسية سبق لها أن لوحت خلال الشهر الماضي بإتخاذ إجراءات تضمنها الشرعية الدولية لتأمين حرمة أراضيها من تساقط القذائف والصواريخ الليبية.
وكانت وزارة الشؤون الخارجية التونسية قد أكدت في وقت سابق أن سقوط القذائف المدفعية والصاروخية على الأراضي التونسية يعتبر عملا بالغ الخطورة على تونس وشعبها وسلامة أراضيها من شأنه أن تكون له آثار سلبية جدا على علاقات حسن الجوار بين البلدين. وحذرت من أنه أمام عدم جدية السلطات الليبية في الإيفاء بتعهداتها فإن تونس ستتخذ ما تراه ضروريا من تدابير لتأمين حرمة ترابها الوطني وسلامة السكان واللاجئين في إطار ما تضمنه الشرعية الدولية .
وتجدرالإشارة إلى أن سقوط هذه القذائف يأتي في الوقت الذي إندلعت فيه إشتباكات عنيفة اليوم في غرب ليبيا على مقربة من الحدود التونسية والتي ماتزال متواصلة لغاية الساعة باستعمال الأسلحة المتوسطة ومدافع الهاون وراجمات الصواريخ و ذكرت ذات المصادر ان القوات الموالية للعقيد معمرالقذافي قد شنت هجومات عنيفة على المتمردين المسلحين في محاولة لإستعادة سيطرتها على الجانب الليبي من معبر “وازن- الذهيبة” الذي يربط بين ليبيا وتونس من خلال القصف المدفعي والصاروخي المكثف علما بان المنطقة الغربية من ليبيا قد تحولت إلى مسرح للعمليات الحربية بين القوات الموالية للعقيد معمر القذافي والمتمردين المسلحين.