إعــــلانات

استعراض عسكري ضخم.. رسائل للداخل والخارج

استعراض عسكري ضخم.. رسائل للداخل والخارج

ينظم الجيش الوطني الشعبي، يوم الثلاثاء المقبل الخامس جويلية، استعراضا عسكريا، هو الأضخم من نوعه منذ الاستقلال، تماشيا مع عظمة المناسبة وهي الذكرى الستين لعيد الاستقلال.

وحسب ما ورد في أخبار التلفزيون الجزائري، فإن الاستعراض العسكري الضخم تجري فعالياته تحت إشراف رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بوصفه القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني.

سيكون الأكبر من نوعه وغير مسبوق منذ الاستقلال

وقال التلفزيون الجزائري إن الاستعراض الذي يأتي “ترسيخا للتقاليد العسكرية العريقة للجيش الوطني الشعبي”، سينظم على مستوى الطريق الوطني 11 المحاذي لجامع الجزائر.

وسيجري بث مشاهد الاستعراض على المباشر، على جميع القنوات التلفزيونية الوطنية.

وقررت مصالح ولاية الجزائر، جملة من الإجراءات تحسبا لاحتفاليات الذكرى الستين للاستقلال، حيث تم وضع مخطط خاص بحركة المرور بالعاصمة يقضي بغلق وتحويل حركة المرور أمام المركبات والدراجات عبر عدد من المحاور ابتداء من يوم أمس وإلى غاية يوم السادس من نفس الشهر.

وشملت إجراءات مصالح ولاية الجزائر غلق الطريق الاجتنابي الشمالي، أي الطريق الوطني رقم 11، في الاتجاهين على مستوى نقطة التقاء الطريقين الاجتنابيين الجنوبي والشمالي، وتحديدا عند جسر كوسيدار- الدار البيضاء، إلى غاية محطة تحلية مياه البحر بالحامة، على مسافة 16 كلم، إلى جانب كل المنافذ المؤدية له.

آخر استعراض عسكري للجيش كان عام 1989

كما يتضمن المخطط تحويل مسار الوافدين باتجاه الجزائر العاصمة من الطريق السيار شرق نحو الطريق الاجتنابي الجنوبي الدار البيضاء- بن عكنون وتحويل مسار الوافدين إلى الجزائر الوسطى من الجهة الشرقية للعاصمة نحو الطريق الوطني رقم 5 مرورا بمحول الحراش، ثم الطريق الوطني رقم 8 المؤدي إلى حسين داي ومن ثم إلى الطريق الاجتنابي الجنوبي.

كما سيتم تحويل مسار المتوجهين من الجزائر الوسطى إلى الجهة الشرقية للعاصمة عبر نهج جيش التحرير الوطني نحو محول عيسات إيدير المؤدي إلى ساحة أول ماي.

ولذات الغرض، سيتم تحويل مسار الوافدين إلى الجزائر الوسطى عبر الطريق الاجتنابي بن عكنون- الدار البيضاء نحو المحول المؤدي إلى حسين داي وباش جراح باتجاه نفق وادي أوشايح.

ومن شأن هذا الاستعراض العسكري الذي تتجه أنظار كل الجزائريين إليه، أن يطوي فترة 33 سنة، لم تشهد خلالها الجزائر تنظيم أي استعراض عسكري، بسبب انشغال قوات الجيش والمصالح الامنية بمكافحة واجتثاث الإرهاب.

ويعود آخر استعراض عسكري نظمته قوات الجيش الوطني الشعبي إلى سنة 1989، قبل أن تنزلق البلاد في دوامة أزمة أمنية، انشغل فيها الجيش بمحاربة الإرهاب.

ويترقب الجزائريون مشاهدة أطوار الاستعراض العسكري المنتظر، ورؤية أحدث الأسلحة التي بات الجيش الجزائري يمتلكها، ويتمتع بفضلها بوصف القوة الإقليمية في الحوض المتوسط وشمال إفريقيا.

الجزائريون يترقبون بلهفة صواريخ “اسكندر” و”اس 400 في شوارع العاصمة

ولا يُعرف بعد ما إذا كانت أحدث الأسلحة التي حازها الجيش الجزائري، مثل صاروخ “اسكندر” وطائرات عسكرية مقاتلة من أحدث طراز، ومنظومات الدفاع الجوي بالغة التطور، “أس 400″، التي تمنح للجزائر أفضلية في حوض المتوسط من حيث منظومات الدفاع الصاروخية، ستكون ضمن قائمة الأسلحة المعروضة.

وينتظر الجزائريون أيضا أن يشاهدوا معدات وأسلحة منتجة بالخارج، وجرى تطويرها وتعديلها من طرف الجيش على أيدي كفاءات جزائرية.

وكانت وزارة الدفاع الوطني قد كشفت بتاريخ 9 ماي الماضي عن بدء الاستعدادات للاستعراض العسكري، وشرع رئيس أركان الجيش الفريق السعيد شنقريحة منذ ذلك الوقت في زيارات تفقد للوحدات المشاركة في الاستعراض.

ويحمل الاستعراض العسكري المنتظر عدة رسائل سياسية، بعضها موجه للداخل وأغلبها للخارج، خصوصا جار السوء بالغرب، مفادها أن الجزائر التي خرجت من دوامة الإرهاب منتصرة قبل أكثر من عقد، قد تغلبت على آفة الفساد والتهلهل الذي أصاب مفاصل الدولة، وها هي الآن انتهت من ترتيب البيت، لتتفرغ لتحديات أخرى.

وتهدف رسائل الاستعراض الموجهة للداخل، في طمأنة الجزائريين على وحدة الوطن وسلامته الترابية ما دام سليل جيش التحرير يتمتع بكامل قوته وجهوزيته.

أما الرسائل الموجهة للخارج، فهي تهدف بالأخص في التحذير من عواقب أي مغامرة أو استفزاز، مهما كان مصدره.

وباتت الصفقات التي تبرمها الجزائر من حين لآخر مع روسيا لاقتناء أحدث الأسلحة والمعدات العسكرية، محل تناول وتحليل من جانب عدة قوى غربية ودول مجاورة، حتى أن أصواتا من الضفة الأخرى أطلقت منذ فترة صافرة الإنذار وحذرت من انقلاب موازين القوى بعد تعاظم قوة الجيش الجزائري بحرا وجوا، إلى جانب تعزيز ترسانته الصاروخية.

وكان الرئيس عبد المجيد تبون، منذ اعتلائه السلطة، قد أبدى عزمه على مواصلة تعزيز وتطوير القدرات العسكرية للجزائر تماشيا مع الرهانات والتحديات التي تحيط بالجزائر جنوبا وغربا وحتى شمالا.

ولم يتردد الرئيس تبون في المجاهرة بقوله أن “الجزائريين هم شعب مسالم لكن “من يبحث عنا سيجدنا بانتظاره”.

وبدا واضحا من ذلك التصريح أن الهدف منه هو إيصال رسالة مفادها أن تعاظم القوة العسكرية للجزائر ليس موجها لطرف بعينه، لكن الهدف منه هو تحصين الأمن القومي للجزائر وتأمين سلامتها الترابية من أي مساس أو تهديد.

رابط دائم : https://nhar.tv/QEv7O