إن قبلت بهذا الخطيب استهتار وإن رفضتــه فضيحة وعار

تحية طيبة وبعد: من قلب أم يحترق حسرة وألما، ومن عقل امرأة ضعيفة لا جاه لها ولا سلطان، أسألكم العون بعدما دفعتني الظروف وحكمت علي الأقدار بوقوفي عند شفا حفرة من نار، بسبب ابنتي الوحيدة، من أفنيت سنوات عمري كي أراها زهرة يافعة وشابة متميزة، لكنها خذلتني وخيّبت ظني بمصاحبتها لرفيق هو والشر سواء .شاب مستهتر يقضي جلّ أوقاته تحت تأثير المخدرات والحبوب المهلوسة، قطع شوطا كبيرا في دنيا الفساد، حتى تبرأ منه أهله، فأضحى شريدا وحيدا، ينتقل بين الشوارع والطرقات، ولم يجد من البنات سوى قرة عيني التي منحتها من وقتي وجهدي الشيء الكثير، كي تصير لي ذخرا بعد تقدم سنوات العمر، لقد تمكن بمكره أن يقوم بعملية مسح تام لعقلها وأعاد برمجته من جديد بقواعد وقوانين هو الوحيد من يتحكم بها، ويعرف شفرة استعمالها كما ينبغي وأين يجب أن يفعل ذلك، لقد استغل تعلقي بها وحبي الكبير لمن ليس لي سواها، وألّبها ضدي، فسرقت مالي ومصاغي لأجل عيونه، تمردت علي، واليوم ترغب بالزواج معه والإقامة في نفس المسكن بمعيتي، وعندما رفضت الأمر جملة وتفصيلا، طلبت أن أبيع البيت لتنال حصتها من الميراث لتفر معه بعيدا. أجدني في موقف صعب ومحير، لأن القبول بزواجها من هذا السافل المنحط يعني القضاء التام على مستقبلها وحياتها، والامتناع سيعرضني لفضيحة قد تؤدي بحياتي لأنها قررت الهروب معه بعيدا، ناهيك عن النتائج المترتبة لو أني تصرفت ضد صديقها أو بما لا يروق لهما، فماذا أفعل لكي أحميها من دناءة هذا الذئب وأردها إليّ ردا جميلا لتعيش في حضني، حتى يرزقها الله زوجا صالحا يسترها من فتن الدنيا.
أم حنان/ المسيلة