إقرأ واعتبر…حوّلني زوجي من صالحة تقية إلى متحررة منحلة

تحية طيبة وبعد: بالكاد تمكنت من هذه الخطوة، قررت أن أفضي بوجعي وما يحمله قلبي، لكي أرتاح وأجد من يهون علي، بعدما أخطأت في حق نفسي وتطاولت على أحكام ربي، فتحولت من امرأة طائعة عابدة إلى مستهترة عابثة، بعدما اتبعت خطوات رسمها لي شيطان من بني البشر .
تزوجت رجلا متعلما صاحب مكانة مرموقة، أصر على الارتباط بي لأنني جميلة وابنة عائلة شريفة، والأكثر من كل هذا متحجبة ومتدينة، كانت بداية حياتي الزوجية بسيطة، امرأة في بيتها تعتني بشؤونه وتنتظر عودة الزوج كل مساء، لشدة الفراغ الذي طبع حياتي، كنت أهتم بنفسي كثيرا، لقد حافظت على زينتي وأناقتي، فظل زوجي منبهرا بي، كانت حياتنا هادئة حتى خطر على باله أن يستضيف في بيتنا، صديقه المهاجر رفقة زوجته، وهذا الأخير -حسب ما قال- له عليه أفضال كثيرة، كانت زيارة عادية لكنها طويلة، لأن الضيف مكثت أزيد من أسبوعين، وخلال تواجده كان وزوجي لا يفوتان فرصة الخروج والسهر واللقاء مع أصحابهم ومعارفهم، وكان زوجي بين الحين والآخر يطلب مني مرافقته، لم يكن الأمر يروق لي، ولكنني سرعان ما تأقلمت مع الوضع الجديد وبات الخروج متعتي الوحيدة، خاصة أن زوجي الذي نشأ على النمط الغربي كان متفتحا لا يحاسبني، عوض أن أراقب نفسي وأردعها، أرخيت كل الحبال، فعلت ذلك ولم أكن أعلم أنها بداية الضياع.
التمست من زوجي عدم غيرته علي، لقد كان يتباهى بجمالي، حتى رخص لي ذات مرة بخلع الحجاب إن شئت، فاعتبرت الأمر مستحيلا، فقال إنه يمكنني ارتداؤه عند الذهاب إلى بيت أهلي، قمة الخداع والنفاق، ما آمنت به وجعلته خلاصي وتحرري من كل القيود.
إخواني القرّاء، تغيرت كثيرا بعد أن هجرني الحياء واندمجت في عالم زوجي وأصدقائه وزوجاتهم السافرات، ولم أكن أرى بأسا في ذلك، لأنني دوما بصحبة شريك حياتي ولا أفارق ناظره أبدا، أما الطامة الكبرى، الأدهى والأقبح ما كان يحدث في الخفاء، لأن صديقه الذي زارنا في البيت وعاد إلى حيث يقيم بالمهجر، لم يقطع اتصاله بي، لقد تطورت العلاقة بيننا، أي نعم لم تبلغ درجة الخيانة، لكنني تعودت على هذا الرجل وأصبحت أعيش على أمل اللقاء به ثانية، تفكيري القاصر لم يصور لي أن ما أقدمت عليه أيضا خيانة بعينها.
لقد حسبت زوجي في غفلة من أمره، لكنه ولشدة دهائه كان يتظاهر بعكس ما يخفي، وقد جاء اليوم الذي استدرجني في الكلام ثم استنطقني، فانهرت واعترفت له بكل شيء، لقد حملته جزء من المسؤولية، لكنه أبى أن يتعرف بذنبه لأنه من أوصلني إلى هذه الدرجة من الانحطاط والدناءة، مما يحيرني أنه لم يطلقني، لكن حياتي معه أضحت باردة جافة، أعيش في بيته كالخادمة ليس إلا ولا أعرف أي مصير ينتظرني.
@ ع/ الوسط