إستئناف محاكمة الجنرال المتقاعد علي غديري
باشرت محكمة الجنايات الإبتدائية، بالدار البيضاء، اليوم الخميس في محاكمة الجنرال المتقاعد ” علي غديري”. الموقوف بسجن القليعة منذ جوان 2019. ويتابع إلى جانب المتهم “غديري” المدعو ” قـ. حسين” رئيس حزب سياسي مقيم بالمحمدية.
ويواجه المتهمون تهما تتعلق بجناية تسليم معلومات وأشياء إلى عملاء دول أجنبية تمس بالإقتصاد الوطني. التزوير واستعمال المزوّر في وثائق إدارية. إنتحال صفة منظمة قانونا. وتلقي الأموال للدعاية من مصدر خارجي بطريقة غير مباشرة بأي صورة ويقوم بالدعاية السياسية. المشاركة في تسليم معلومات وأشياء إلى عملاء دول أجنبية تمس بالإقتصاد الوطني والدفاع الوطني. والمساهمة في وقت السلم في إضعاف الروح المعنوية للجيش قصد الإضرار بالدفاع الوطني.
كما تأسس في القضية وزارة الداخلية كطرف مدني. في حين ستستمع المحكمة إلى شاهدين وهما الشقيقين ” ق، كمال” و” ق، صالح الدين”.
لقاءات واجتماعات سرية لعسكريين متقاعدين في شقة بحي “الموز”
وحسبما يسرده قرار الإحالة من وقائع، فإن القضية إنطلق التحقيق فيها في إطار البحث والتحري عن الجرائم الماسة بأمن الدولة. أين لفت إنتباه المصلحة الإقليمية للتحقيق القضائي. للمديرية العامة للأمن الداخلي التابعة لوزارة الدفاع الوطني، قيام المتهم ” ق، حسين” بعقد اجتماعات مشبوهة منذ بداية الحراك الشعبي المتزامن لـ 22 فيفري 2019. خاصة أيام الجمعة بمقر سكناه بحي الموز بالمحمدية الجزائر العاصمة. بحضور بعض الوجوه السياسية وعسكريين متقاعدين يتناولون فيها بالإنتقاد للامور السياسية للبلاد، والحراك الشعبي موقف الجيش الوطني الشعبي منه.
وبعد فتح تحريات، تم إستدعاء المدعو “ق، ح”، رئيس حزب سياسي يدعى “منبر الجزائر الغد”. أين تبين أنه ينتحل إسم شخص اخر، وإسمه الحقيقي هو ” قاسمي، حسين”، وأنه مسبوق في أكثر من 12 قضية إجرامية. منها ما صدرت في حقه أحكام قضائية عن محكمتي عنابة والحجار بتهم التزوير، انتحال صفة، خيانة الأمانة، القذف. -حسب ما تضمنه محضر الضبطية-
كما أن المتهم نسج علاقات لاستغلال النفوذ مع المسؤولين للحصول على امتيازات غير مستحقة للاستيلاء على عقارات وانشاء شركات والنصب على المواطنين الذين يقصدونه لقضاء حوائجهم، على غرار ادعائه بأنه ضابط سابق في صفوف الحرس الجمهوري.
“فضيحة التخابر مع اسرائيل بعقر السفارات الأجنبية مقابل دعم مالي “
وكشفت التحريات في ذات القضية، أن المتهم ” ق، حسين” إستعمل الحزب السياسي كغطاء للإتصال بالممثليات الديبلوماسية والسفارات الأجنبية بالجزائر، قصد طلب الدعم المالي منها تحت غطاء الشراكة والإستثمار مقابل ممارسة الدعاية السياسية. وجمع المعلومات لصالح سفارات دول أجنبية مستغلا بذلك علاقاته بالمسؤولين السامين في الدولة، الذين كانوا يطلعونه على أوضاع البلاد أثناء اللقاءات التي جمعته بهم.
واعترف المتهم “ق، حسين” أنه حقيقة انتحل اسم المدعو “قواسمية حسين” بالأتفاق معه لإنشاء حزب سياسي، من خلال تزوير بطاقة تعريفه الوطنية ورخصة السياقة، مضيفا أنه أودع ملف اعتماد حزب سياسي سنة 2004، باسم ” قواسمية حسين” غير أنه لم يعتمد، إذ كان ينشط بطريقة غير شرعية حسب اعترافاته، بعلم وموافقة السلطات أنذاك.
كيف تأسس حزب ” منبر جزائر الغد” . .؟
وأضاف المتهم أنه تحصل على اعتماد الحزب سنة 2013، ” منبر جزائر الغد” وبمناسبة رئاسته للحزب، ربط علاقات وتعامل مع كل المسؤولين في الدولة ابتداء من رئيس الجمهورية أنذاك، وأعضاء الحكومة والولاة، كما تحصل على عدة امتيازات مادية ومعنوية وتسهيلات، على غرار تعامله مع الممثليات الديبلوماسية والسفارات المعتمدة في الجزائر خاصة الاوروبية والغربية.
“تمويل خفي لرئاسيات أفريل 2019 للفوز بمقعد الرئاسة “
وأضاف المتهم انه اجتمع بعد الحراك الشعبي، مع عدة شخصيات سياسية وعسكرية،كما أصدر بيانات لمساندة المبادرات لكل من “أحمد طالب ابراهيمي”، “علي يحي عبد النور”، “رشيد بن يلس”، وخلالها تعرف على العسكري المتقاعد ” علي غديري”، وعرض عليه مساعدته في جمع التوقيعات الخاصة بترشحه لرئاسيات أفريل 2019.
وفي إطار مواصلة التحريات في القضية، تم سماع الجنرال المتقاعد المتهم ” علي غديري “، ليعترف بعلاقة الصداقة التي تربطه بالمتهم الأول ” ق.حسين”. معترفا ان اول تعارف كان بمكتبه بحي زرهوني مختار بالمحمدية. كما أنه التقاه حوالي اربع مرات، بحضور، بعض معارفه في لقاءات خاصة على غرار العميد المتقاعد “قريد العياشي “. نافيا المتهم ” غديري” أنهم خاضوا في أمور حساسة أو سرية. بل شملت اللقاءات مواضيع حديث العامة، ومنها تطرقا إلى أوضاع البلاد، في محاولة البحث عن حلول
مناسبة.
“اعترافات علي غديري تكشف سبب خروجه من سباق الرئاسيات “
إلى ذلك أقر المتهم ” علي غديري ” أنه طلب المساعدة من المتهم ” ق.حسين ” لأجل جمع التوقيعات. وسلمه 5 الاف استمارة لاستعمالها في الولايات الشرقية. غير أنه وبعد تيقنه بأنه شخص غير موثوق فيه مستغلا أطراف آخرين للاضرار بحملته الانتخابية قطع علاقته به. وتمسك المتهم “علي غديري” بنفي علمه بأن ” ق.حسين” له علاقات مع مسؤولين أجانب ممن يعملون بالممثليات الديلوماسية بالجزائر.
علي غديري :” خاطبت القايد صالح لوضع حلول تنهي الأزمة بالبلاد “
وفي ذات السياق انكر الجنرال السابق” علي غديري ” تلقيه دعما او تمويلا من طرف زملائه العسكريين او اي مسؤول اجنبي من داخل او خارج الوطن. اما بخصوص دعوته إلى للمؤسسة العسكرية لتولي مسؤولياتها فصرح المتهم بأنه بسبب الوضع الحساس الذي كانت تعيشه البلاد وأمام انسداد الوضعية وجه نداء لقيادة الجيش لايجاد حل للازمة انطلاقا من قناعته الشخصية. بأنها المؤسسة الوحيده القادرة على إيجاد الحل. نافيا ان يكون طلبه يندرج في إطار اقحام المؤسسه العسكرية في الحياة السياسية.