إبني  على حافة الضياع بسبب زوجة أبيه

سيدتي، إسمحيلي من كل قلبي أن أحييك على هذا الفضاء الواسع الذي كفل لك أن تحظي بكل التقدير والإحترام من قراء هذه الجريدة المحترمة، حيث أنني من أشدّ المعجبات بركنك الأغر. ولعل هذا ما شجعني أن أبوح لك اليوم. بما يقضّ مضجعي ويحرمني الحياة الهنيئة.

سيدتي، بعد طلاقي من زوجي أعدت الزواج من رجل فاضل إحترمني وقدرني، وأنا اليوم أحيا معه أجمل حياة، وبحكم القانون الذي يفضي بضرورة أن تعود حضانة الأبناء للأباء في حالة ما إذا تزوجت الأمن فقد عاد إبني إلى حضن أبيه الذي أ‘اد بناء حياته مع إنسانة أخرى، وهو يقيم معه حاليا.

إبني  على حافة الضياع بسبب زوجة أبيه

لطالما أوحى إليّ حدس الأم الذي لا يخطئ أبدا أن إبني غير مرتاح في بيت أبيه، وقد تأكدت من هواجسي بعد أن ضغطت عليه لمعرفة ما توجهه له زوجة أبيه من تصرفات. لأكتشف أن فلذة كبدي يعاني الأمرين في يومياته التي يحياها غير معزز ولا مكرم. فلا هو يدرس بالقدر الكافي ولا هو يحيا طفولته كما ينبغي. ولإنسداد سبل التواصل معه لم أتمكن من الحديث إلى طليقي بما يجول بخاطري من أن مستقبل إبننا على حافة الضياع.

كما أن سبب طلاقي من زوجي الأول. لا يعود لي في أي حال من الأحوال، لأنه سامحه الله من أنهى عشرتنا بسبب تدخّل أهله في علاقتنا، حيث أنني لم أكن يوما اقبل أن أحرم إبني من أبيه ولم أزمع يوما من أن أشتت شمل أسرتي، فما العمل سيدتي لأنقذ مستقبل إبني علما أن زوجي الحالي لا يرفض فكرة أن يقيم بيننا أبدا.

أم إياد من الغرب الجزائري.                                                                                          

الرد:

من الصعب أن تحيا أي أم شتاتا فكريا ونفسيا بعد أن تحال تربية أبنائها إلى إنسانة أخرى ، فما بالك إذا ما تعلق الأمر بزوجة الأب التي يتفق الجميع على عدم رغبة السواد الأعظم منهن إلى الأخذ بيد أبناء الزوجة الأولى رعاية وعناية.

إبني  على حافة الضياع بسبب زوجة أبيه

ومن جهتي أتفهم خوفك أخية على فلذة كبدك وتوجسك من أن يضيع مستقبله، ولهذا أنصحك بضرورة كسر كل الحواجز التي بينك وبين طليقك والحديث إليه فيما يتعلق برغبتك في ضمّ إبنك وإحتضانه حتى يحيا الحياة الكريمة التي يتمناها أي والدين لأبنائهما.

من جهة أخرى، وإن زوجك يحب إبنه بالقدر الذي تحبينه أنت، فإنه لا يجب وفي أي حال من الأحوال أن يجعل إبنكما وسيلة لليّ ذراعك أو قهرك. لأنّ الأنسب أن يرتاح كل منكما على هذا الكائن الذي لا ذنب له في إنتهاء علاقتكما بأبغض الحلال عند الله.

إبني  على حافة الضياع بسبب زوجة أبيه

إحمدي الله على أنه منّ عليك بالزوج الصالح والعوض الأمين الذي لم يرفض أن يقيم إبنك من زوجك الأول في بيته، ولعلّ هذا ما يجب أن يخفّف عليك من وطأة هذا المشكل. وتأكدي من أنّ  الحوار هو سبيلك لأن يعود إبنك إلى أحضانك مع إحترام أن لا تنقطع حبال الوصال بينه وبين والده مهما كانت الظروف.