إعــــلانات

إبنتي تعقدت بسبب التنمر على شكلها وهندامها

إبنتي تعقدت بسبب التنمر على شكلها وهندامها

سيدتي، بعد التحية والسلام يشرفني اليوم أن أحلّ ضيفة على منبر ركن أدم وحواء وتحديدا ركن قلوب حائرة. الذي ينضوي تحت لواء موقع النهار أونلاين. وأتمنى من كل قلبي أن أكون خفيفة الظل بما يحمله قلبي من هم وغلب أصابني في مقتل بسبب فلذة كبدي. التي باتت تعاني من تنمر عقدها وقضى على كل جميل في حياتها.

سيدتي، إسمحيلي أن أصارحك بما يؤرقني، فإبنتي ترفض رفضا قاطعا الإندماج في المجتمع بسبب مورفولوجيتها. حيث أنها تعاني من تهكم الناس وتنمرهم أينما حلت وإرتحلت بسبب وزنها الزائد وكذا إنتشار حب الشباب في وجهها وكامل جسمها. حاولت معها ورجوتها أن تقوم بحمية تمكنها من إكتساب رشاقة إلا أنها ترفض الأمر رفضا باتا. وهي ترى أن الجميع يتهكم على هندامها و طريقة لبسها المثيرة للسخرية. كما أنه لا صديقات لها بسبب تفضيلها العزلة ورغبتها في البقاء وحيدة لأن اتي علاقة بالنسبة إليها يكلفها كلام يجرح فؤادها المتعب.

سيدتي ، لطالما راودتني فكرة أن أعرض إبنتي على مختص نفساني يخرجها من حالة الإكتئاب هات. كما أنني أريد معرفة الطرق التي تمكنني كأم أن أكون أقرب إلى قلب إبنتي عوض صديقاتها اللواتي تسخرن منها. أنا على حافة الإنهيار، فمدي إليّ يد العون سيدتي جازاك الله خيرا.

أختكم أم رتال من الوسط الجزائري.

الرد:

أختاه، هوني عليك وتحلي بالصبر الجميل، ولا تنهاري مثل إبنتك لدرجة تفقدين بها القدرة على التمييز بين الجيد والمشين. وعليك أن تدركي أنه ومن الأمور الشائعة لدى المراهقين التغير الهرموني الذي يفضي عن تغير في الشكل. والدليل أن ّالعديد من الفتيات في هذا السن تكتسبن وزنا زائدا يعكس مرحلة البلوغ والنمو. إلى جانب إنتشار حب الشباب الذي قد يجعل الواحدة منهن تخجل من الظهور أمام الناس تحسبا لبعض الملاحظات التي لا تروق لها والتي تصب في الشكل والتغير الفيزيولوجي.

أخمّن أختاه أنك لم تقومي بالتحضير النفسي لإبنتك في هذا الشأن. ما جعلها تحس بالصدمة حيال التغير الذي طرأ عليها، فلو كنت مثلا قد ناقشت معها مسألة. أن البلوغ يفضي إلى تغيير يطرأ على الجسم لكانت قد إستفسرت عن طرق تكفل لها الإعتناء بنفسها. حتى لا تصل إلى مرحلة الخوف والخجل من نظرات المقربين والمحيطين.

توجسّك من الأمر في محله أختاه، وكحلّ عليك حتى لا تتفاقم الأمور أن تتقربي من إبنتك أكثر. وأن تطري عليها وتمدحيها حتى لا تحسّ أنك مثل الأخرين تنفرين منها.

كما أنه عليك أن تختاري لإبنتك ما يليق بها من ملابس تناسب سنها وحجمها. وأن تختاري لها من المراهم والكريمات ما يخفف من هيجان البثور على وجهها. وأن تعلميها طرق العناية بنفسها وبنظافتها مستدلة على أن هذا الأمر “أي مرحلة البلوغ وما يصحبها من تغييرات تطرأ على الإناث كما عند الذكور”. إغتنمي كذلك الفرصة لأن تخبري إبنتك ان نفور الناس منها وتهكمهم لهو بسبب عدم تقبلها لنفسها. وعدم ثقتها، لذا عليك ان تعليمها أبجديات الثقة بالنفس. وتقبل الذات حتى تتمكن من مخالطة تريباتها وأن تعيش حياتها بطريقة عادية.

الحل بين يديك أختاه، وأنت الوحيدة القادرة على التغلغل في قلب إبنتك والغوص فيه وزرع ما يلق بها وبتعاليم مجتمعنا وتقاليده. فالمظاهر أي نعم هي عملة التآلف بين الناس إلا أن الأصحّ والأحسن الجوهر الذي لا يمكن أبدا الإغفال عنه.
ردت:”ب.س”

رابط دائم : https://nhar.tv/NLaqT