أيتها الأم الغالية..
أيتها الأم الغالية..
نهديك هذه الرسالة حبا من القلب.. واعترافا بالفضل.. وتناصحا في الخير
أيتها الأم الغالية.. أجل.. أنت التي حملت بين أحشائك ابنك الرجل جنيناً، وكابدت آلام المخاض وأنت سعيدة. وعشت بنفس راضية حتى خرج إلى الحياة بشراً سوياً، أيتها الأُم الحنون التي ولدت وأرضعت، وسهرت وتعبت. وربت وعلّمت، وتحملت وصبرت، لتصنع في النهاية رجلاً..
إلى كل أم وقد ظلمت وشُوهت صورتها في ذاكرة الكثيرات من بناتنا. وأسيء إليها بقصد وبغير قصد. ووُصفت بأوصاف لا تليق بها كأمّ للزوج.. كما نهدي هذه الرسالة، حباً من القلب، واعترافاً بالفضل، وتناصحاً في الخير..
أماه.. تقبلي مني في البداية كل التقدير والعرفان، وأسمى معاني الود والاحترام، قلب الأُم هو قلبك. أنتِ أمّاً لذلك الابن الذي صار زوجاً، كما أمومتك تتطلب منك لأن تسعدي لسعادته. ولأن تحبي ما يحبه وأن تُدخلي السرور عليه، وأظن أنّ كلَّ أمّ تفعل هذا، أليس كذلك..؟
تذكري أمّاه أنكِ حين أنجبتِ ولدكِ هذا كنتِ تتمنين أن يحفظه الله عزّ وجلّ، ويكبر ويصبح رجلاً وتفرحي به. ولطالما رفعتِ يديكِ إلى السماء داعية الله عزّ وجلّ لأن يمنّ عليكِ بطول العمر ويرزقه بنت الحلال. وهاهو الابن الحبيب قد صار زوجاً.. كما ها هي الأمنية قد تحققت، واستجاب الله دعوتك، وبعد جهد وبحث واستخارة واستشارة تزوج ولدك بفضل الله وصار زوجاً. وانتقل مع عروسه المختارة إلى بيتهما الجديد، بيت الزوجية السعيد، كما صارت رؤية ولدك بالتأكيد أقل عن ذي قبل.
إذ أصبح يشاركك فيه لأوّل مرة امرأة أخرى هي زوجته العروس، وتلك هي سُنة الحياة، والأيام دولٌ بين الناس. وما أشبه اليوم بالأمس، فبالأمس القريب فقط كان حالك أنتِ وزوجكِ كحال ولدكِ وزوجته.
لكنني أظنك قد زرعت فيه الصفات الحميدة، التي لن تسمح له بان ينتقص من قيمتك، أو يتوقف عن حبك. ويتهاون في برك، أنت لا تستوعبين هذا الحدث ولا تريدين تقبله.
أيتها الأم الغالية..
أمّاه.. انظري في ذاكرة أيامكِ قليلاً.. أتذكرين أيتها الأُم الحنون يوماً مضى عليكِ هو عالقٍ في ذاكرتكِ لا ينفك عنها. يوم أن كنتِ عروساً وصرتِ زوجة ابن.. أتذكرين حالك حينئذ وأنت في مقتبل عمرك ليس لك خبرة بكبيرة الحياة، ولا بكيفية التعامل مع الناس باختلاف مستوياتهم وطبقاتهم.؟! فهلا تفكرتِ فيما كان من أمركِ مع أمّ زوجكِ..؟ ماذا كنتِ تنتظرين منها وأنتِ وافدة جديدة على بيتها..؟ تذكري ذلك وعاملي زوجة ابنك على نفس الأساس.
أنا لا أضعك في قفص الاتهام، بل أخاطب عقلك الرشيد، فأنت الأعقل، وخبرة العروس الجديدة لا تساوي شيء أما حكمتك ورصانتك.
ولن ننسى زوجة الابن أيضا، أختاه إياك ثم إياك لأن تكتفي بالزوج، فهو غصن من شجرة لها جذور. ربته امرأة تعبت وانحنى ظهرها لتجدينه أنت وقد اشتد عضده، إذا فلنصلح بيوتنا وعائلاتنا ونوطد الصلة بين القلوب..
مع تحياتنا بالحب للجميع..
طالع أيضا :
📌📌 يتيح لكم تطبيق النهار الإطلاع على آخبار العاجلة وأهم الأحداث الوطنية.. العربية والعالمية فور حدوثها
حمل تطبيق النهار عبر رابط “البلاي ستور”
https://play.google.com/store/apps/details?id=com.ennahar