أيام تفصلنا عن شهر الصيام فكيف نستقبله وننعم بخيره

تمضي الأيام وتتوالى الأسابيع. والشوق لشهر الخير يزيد، بدأ النبض يتسارع، والقلب يخف بشدة لأن رمضان اقترب، شهر نحبه ويحبنا، ها قد حان الموعد وصار على الأبواب، فماذا أعددنا له وكيف علينا استقباله. لنكون ممن عتقتهم النار فيه، لأن الاستقبال الصحيح لرمضان بل الاستقبال الصحيح. يكون بما يقربنا من الله، ويجعلنا ننال رحمته وعفوه وجنته، ونذكر منهما ما يلي: 

أيام تفصلنا عن شهر الصيام فكيف نستقبله وننعم بخيره

1/ أول ما علينا هو استقباله بالتوبة إلى الله عز وجل، ويا لفرحة الله بتوبة عبده، يقول ابن القيم في حكاية مشهور. أنه رأى صبي خرج من بيته يستغيث ويبكي، طردته أمه ودخلت، فذهب الصبي غير بعيد ثم وقف متفكرا، فلم يجد له مأوى غير البيت الذي أخرج منه، ولا من يؤويه غير والدته، فرجع إليها مكسور القلب حزينا، ووضع خده على عتبة الباب ونام، فخرجت أمه ولما رأته على تلك الحال رمت نفسها عليه، وقبلت وقالت:   يا ولدي أين تذهب عني؟ ومن يؤويك سواي؟ ألم اقل لك لا تخالفني، ولا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه. من الرحمة بك والشفقة عليك، ثم أخذته ودخلت ، فكيف فرحة الله بتوبة عبده؟

2/ استشعار الفضل العظيم والأجر الكبير. المترتب على الصيام لان تجديد النية أمر مهم فبعض الناس تعود على الصيام ولم يستشعر الأجر والثواب المترتب على الصيام، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من صام رمضان إيمانا ً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه”.

أيام تفصلنا عن شهر الصيام

3/ استشعار الفضل العظيم والأجر الكبير. المترتب على القيام في هذا الشهر. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه”. متفق عليه.

4/ العزم على عدم تضييع أيامه بالنوم ولياليه بالسهر، حتى يستفيد من الرحمات التي تتنزل فيه.

5/ استقباله بحفظ اللسان. وبقية الجوارح عن الحرام، ليتقبل الله منا الصيام، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه”.

6/ استقبل شهر رمضان بحسن الخلق مع الناس كلهم، وتنظيم أيامه ولياليه لما ينفع من قول وعمل، وضع برنامج خاص، تتنوف فيه الأعمل، بين ذكر وقراءة القرآن، وبين صدقة وإطعام الطعام، وبين صلة الرحم ومساعدة المحتاج.