أوروبا ليست قادرة على تبني موقف مشترك إزاء الأزمة الليبية
أكد الرئيس الإيطالي جيورجيو نابوليتانو اليوم الاثنين بأن الاتحاد الأوروبي غير قادر على تبني موقف مشترك إزاء الأزمة في ليبيا. و أوضح الرئيس الإيطالي في رسالة عبر الفيديو نشرت بمناسبة مهرجان أوروبا بفلورانس “ينبغي أن نؤكد بأن الاتحاد الأوروبي غير قادر على لعب دوره كما ينبغي في الأزمات الجيوستراتجية على غرار ما يجري في شمال إفريقيا و إفريقيا لاسيما في ليبيا حيث لم يكن لدينا موقف مشترك”.
و أضاف نابوليتانو في هذا السياق “في حالة ما إذا لم يكن هناك تحليل و تقييم مشتركين (للأزمة في هذه المنطقة) من الصعب أن يكون لأوروبا تصور مشترك” . و في هذا الصدد دعا الاتحاد الأوروبي إلى “فرض نفسه كطرف فاعل في مجال الأمن الدولي”. لقد سيرت البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لاسيما الدول التي لديها نفوذ الأزمة في ليبيا و قبلها في تونس و مصر و كذا سوريا و اليمن من خلال تغليب مصالحها الخاصة. فقد انشغلت هذه البلدان في البداية بمسألة الأمن و المهاجرين لاسيما منهم القادمين من تونس و اليوم من ليبيا.
و خلال ندوة أخيرة عقدت بباليرمو (إيطاليا) حول الشراكة الأورو متوسطية أكد العديد من النواب الأوروبيين بأن بلدان القارة كان همها الوحيد البحث عن مصالحها التجارية و الاقتصادية في هذه المنطقة. و تأسف نواب أوروبيون آخرون لكون أوروبا لم تتوقع ما حدث في بعض بلدان المنطقة.
و كان النائب الأوروبي ماريو مورو عضو في مجمع الحزب الشعبي الأوروبي في البرلمان الأوروبي قد أكد في هذا الصدد بأن “الاستراتيجية الأوروبية الجديدة ينبغي أن تقوم على أساس شراكة مفتوحة لكافة بلدان المتوسط”. و أضاف أن هذه الشراكة “ينبغي أن تكون نموذجا للإندماج يسمح لنا ببلوغ أعلى مستويات التعاون في مجالات عدة”.
و أمام هذه الأزمة الليبية أظهرت البلدان الأوروبية اختلافا في وجهات النظر أملتها مصالحها الخاصة لا غير في هذا البلد و يتعذر على البلدان التي تورطت في هذه الأزمة الخروج من هذه الأخيرة. و في الوقت الذي دعا فيه الاتحاد الإفريقي إلى حل سياسي في ليبيا تطالب البلدان التي اعترفت بالمعارضة الليبية (فرنسا و إيطاليا) و برحيل القائد الليبي معمر القذافي الذي كانت قد خصته باستقبال حار منذ سنة.