أوباما يدعو باكستان إلى التوضيح ورئيس حكومتها يتحدث عن مقتل بن لادن
يتحدث رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني الإثنين أمام البرلمان حول العملية الأميركية التي أدت إلى مقتل زعيم شبكة القاعدة أسامة بن لادن بينما طالب الرئيس باراك أوباما بتحقيق عن الدعم المقدم إلى زعيم تنظيم القاعدة في هذا البلد. وقال مصدر من محيط رئيس الوزراء الباكستاني لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته أن جيلاني سيتحدث مساء اليوم في مجلس النواب الباكستاني لإطلاع الأمة على العملية التي جرت في الثاني من ماي في مدينة أبوت آباد التي تبعد ساعتين بالسيارة عن إسلام آباد.
وأوضح مسؤول كبير لفرانس برس أن جيلاني “سيتحدث بالتفاصيل حول مختلف جوانب العملية وتضحيات باكستان في الحرب على الإرهاب وإستراتيجيتها المستقبلية لمواجهة هذا التهديد”. وتؤكد واشنطن أنها لم تبلغ سلطات باكستان مسبقا بالعملية ضد بن لادن، مع ان إسلام آباد حليفتها في “الحرب على الإرهاب” منذ نهاية 2001، خوفا من تسريب المعلومات. ويشتبه مسؤولون أميركيون كبار بوجود “تواطؤ” داخل مؤسستي الجيش والإستخبارات لتفسير وجود بن لادن في مدينة مكتظة بالعسكريين.
وقال الرئيس الأميركي في مقابلة مع شبكة التلفزيون الأمريكية سي بي اس “نعتقد أنه (بن لادن) إستفاد من شبكة دعم مهما كانت طبيعتها داخل باكستان، لكننا لا نعلم ماهيتها”. وأضاف “علينا أن نحقق في الأمر وعلى باكستان خصوصا ان تحقق. سبق ان تحدثنا إليهم وقد أكدوا أنهم يريدون معرفة أشكال الدعم التي حظي بها” في إشارة إلى السلطات الباكستانية. ووعد السفير الباكستاني في الولايات المتحدة حسين حقاني بأن “رؤوسا ستتدحرج” في صفوف المسؤولين الباكستانيين “ما إن يتم إنهاء التحقيق”.بدوره، دعا مستشار أوباما للامن القومي توم دونيلون إسلام اباد إلى فتح تحقيق. لكنه سعى إلى تهدئة التوتر بين واشنطن وإسلام آباد عبر التأكيد أن لا شيء يسمح بإتهام المسؤولين الباكستانيين بأنهم قاموا بحماية بن لادن.
وقال “لا نملك اي دليل على ان حكومة إسلام آباد كانت على علم” بالمكان الذي يختبىء فيه بن لادن الذي قتل في الثاني من مايو بيد قوات خاصة أمريكية في مدينة ابوت آباد القريبة من إسلام آباد. وأضاف إن على المسؤولين الباكستانيين “في الوقت نفسه أن يعطونا المعلومات التي حصلوا عليها في المجمع السكني بالإضافة إلى السماح لنا باستجواب زوجات بن لادن الثلاث الموقوفات لديهم”.
وفي باكستان نفسها، تطالب المعارضة البرلمانية الرئيس آصف علي زرداري ورئيس حكومته بتوضيح موقفهما بشأن دخول وحدة كوماندوس أمريكية الأراضي الباكستانية، أو الإستقالة. وينظر الرأي العام الباكستاني المعادي للأمريكيين بأغلبه، باستياء إلى هذا “الإنتهاك” الجديد للسيادة الوطنية إلى جانب الغارات التي تشنها الطائرات الأمريكية بدون طيار على معقل طالبان وتنظيم القاعدة في البلاد. كما يشعر بالإستياء “لتقصير” الجهاز العسكري في رصد العملية العسكرية الأمريكية في قلب باكستان.
وإعترف أوباما في المقابلة نفسها بأن عملية قتل بن لادن كانت “أطول أربعين دقيقة” في حياته.وقال “كان هذا الأمر أطول أربعين دقيقة في حياتي، ربما باستثناء إصابة (إبنته) ساشا بالتهاب السحايا حين كانت في شهرها الثالث وإنتظار أن يطمئنني الطبيب إلى حالتها”. ولاحظ أن إخفاق عملية مماثلة نفذت في دولة حليفة من دون إعلام سلطاتها كان يمكن أن يؤدي إلى “تداعيات كبيرة”.
وقال اوباما أنه تذكر إخفاقين للقوات الأمريكية: في إيران العام 1980 حين أطلق الرئيس جيمي كارتر عملية لتحرير الرهائن المحتجزين في السفارة الأمريكية، وفي الصومال في 1993 عندما أسقطت مروحيتان أمريكيتان في مقديشو وتم سحب جثث الجنود الأمريكيين في الشوارع أمام عدسات المصورين.
ورغم ان تصفية زعيم القاعدة أثارت عاصفة فرح في الولايات المتحدة، أقر دونيلون بان الولايات المتحدة “لا يمكنها أن تعلن أن القاعدة منيت بهزيمة إستراتيجيا” ورأى أن التنظيم المتطرف “لا يزال يشكل تهديدا للولايات المتحدة”. إلا أن دونيلون لاحظ أن الرجل الثاني في التنظيم أيمن الظواهري “لا يملك مقومات الزعامة” مثل اسامة بن لادن. وقد أقسم زعيم القاعدة في تسجيل له قبل مقتله نشره الأحد موقع إسلامي على الأنترنت، بأن “أميركا لن تحلم بالأمن قبل أن نعيشه واقعا في فلسطين”.
وقال بن لادن في التسجيل الذي نشره موقع إسلامي وهو عبارة عن رسالة إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما “أقسم بالله العظيم الذي رفع السماء بلا عمد، لن تحلم أميركا ولا من يعيش في أميركا بالأمن قبل أن نعيشه واقعا في فلسطين، وقبل أن تخرج جميع الجيوش الكافرة من أرض محمد صلى الله عليه وسلم”.
وأضاف “ليس من الإنصاف أن تهنئوا بالعيش وإخواننا في غزة في أنكد عيش، وعليه فبإذن الله غاراتنا عليكم ستتواصل ما دام دعمكم للاسرائيليين متواصل والسلام على من اتبع الهدى”. وباكستان من الدول التي دفعت ثمنا باهظا للحملة على تنظيم القاعدة منذ ان اعلنت دعمها لوشانطن في نهاية 2001. وخلال الحملة العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة في افغانستان، فر معظم قادة القاعدة ولجأوا الى باكستان المجاورة وكذلك قيادة حركة طالبان الافغانية.