أهلي يحاربونني لأنني أرملة
أهلي يحاربونني لأنني أرملة
سيدتي ، بعد التحية والسلام أبث بين يديك ما يؤرقني فأنا إنسانة حائرة قضى عليّ اليأس.
ترملت منذ سنتين، حيث فارقني زوجي إثر حادث مرور مروع تاركا في كنفي ثلاثة أبناء يذكرون ملامح والدهم الذي اغدق عليهم بالحب الكثير .و لن اخفيك أنني و بعد إنتكاستي بالكاد تحاملت على نفسي و وقفت مجددا على رجلاي مؤمنة يقضاء الله و قدره.
أهلي يحاربونني لأنني أرملة
مشكلتي في الوقت الراهن، أنّ أهلي و فور عودتي إلى أحضانهم باتوا يعاملونني معاملة جد سيئة بدءا من الإزدراء و العجرفة، إنتهاءا بتعنيف أبنائي و التعامل معهم بكل قسوة، أحس بأنني أصبحت دخيلة عليهم، كما أنني أحس بأصواتهم تتعالى في و جهي و وجه أبنائي الذين لم يجدوا الصدر الحنون لهم بعد وفاة والدهم الذي خلفهم في الحياة وهم ذليلون فلا أهله إحتظنوهم بما يكفي لجعلهم على الاقل ينسون اليتم وألمه، و لا حتى أهلي الطي لم يعد في قلبهم رحمة أو شفقة قط.
أهلي يحاربونني لأنني أرملة
انا في قمة الأسى و القنوط لما أنا فيه، فأن يتوفى عني زوجي قضاء و قدر و ليست مسألة متعلقة بهجري له أو طلاقي منه، فكيف لي أن احارب بهذه الطريقة التي ليس فيها من الإنسانية شيئا.
اعيش تحت وطأة ضغط كبير، فأهلي ضدي وانا بأمس الحاجة إليهم كما أنني أنتظر مرحلة إنتهاء العدة حتى ابحث لنفسي عن عمل أو بان أعمل بحرفة الطرز التي أتقنها حتى أؤمن لأبنائي الحياة الكريمة ولا أجعلهم تحت رحمة من لا يرحم.
أنا أحتاج غلى كلمة تنير وحدتي و تضيئ ظلمتي.
التائهة أم ياسين من الشرق الجزائري.
الرد:
أختاه،لا شك أنك تعرفين نوع الجزاء الذي أعده الله لامرأة مات عنها عائلها ، فصبرت ، واحتسبت ، واحتضنت أولادها ، أنت وغيرك من أمهات الأيتام الصابرات لا جزاء لكن إلا الجنة ، تدخلنها مُسابقاتٍ رسول الله (ص) إليها .. ولا يخفى عليك ما ترزح النساء تحت وطأته من العادات والتقاليد البالية ، التي تُجرِّم استقلالية المرأة ، وتعده انشقاقاً عن كيان العائلة ، وخروجاً عن قوانينها ، وهذا أمر لا نستطيع تغييره بسهولة ، لكن مع تمسُّكنا بالثوابت الأخلاقية ، وإبداء الحجج المنطقية ، والأسباب الواقعية له ، سنستطيع تعديل تلك النظرة .
أهلي يحاربونني لأنني أرملة
وذلك المفهوم السائد حول استقلال المرأة الأرملة أو المطلقة ذات الولد عن منزل الأهل .. ما أريده منك ألاَّ تيأسي ، وخاطبي العقلاء من العائلة حول ما يحدث لك حتى يكفُّوا أيديهم عنك، ويدعوك وشأنك .. خاطبي ضمير والديك ، أو أعمامك ، أو أخوالك الذين تشعرين بإمكانية تأثيرهم على أسرتك ، ولا تجعلي خطابك منكسراً ، بل كوني قوية لأنك صاحبة حق ، بالإضافة إلى أنك تلعبين دور الأبوين معاً ، وتحملين مسؤولية كبيرة في إحداث الاستقرار لأبنائك ..
أهلي يحاربونني لأنني أرملة
أوصيك أيضاً بسهام الليل ، فهي لا تُخطئ ، ولعل ركعتين في جوف الليل سيجعل الله بهما مخرجاً لك .. أنت صاحبة حرفة ، ويبدو من خلال رسالتك أنك تحملين في داخلك واجب أداء الأمانة حتى آخر لحظة في حياتك ، وهذا هو سبب قوتك ، بل يجب أن تجعلي منه حجة للوصول إلى غايتك .. احتضني أطفالك بطمأنينة ، وربتي عليهم طويلاً ، وأشعريهم بأنك تحتملين كل هذا لأجلهم ، وأن عليهم أن يكونوا عوناً لك على الخروج من هذا المأزق ، عبر اجتهادهم في الحفاظ على أنفسهم ، والحرص على مستقبلهم ، مع عدم كسر حاجز القرابة بينهم وبين أهلك ، أو أهل والدهم .. قلوبنا معك.
طالع أيضا :
📌📌 يتيح لكم تطبيق النهار الإطلاع على آخبار العاجلة وأهم الأحداث الوطنية.. العربية والعالمية فور حدوثها
حمل تطبيق النهار عبر رابط “البلاي ستور”
https://play.google.com/store/apps/details?id=com.ennahar.