أنريكو ماسياس يرغب..ويتخوف من بلخادم
زايد الجدل حول الزيارة المقررة للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال أسبوعين بعد كشف الفنان الفرنسي، ذي الأصول الجزائرية، أنريكو ماسياس، أمس، عن اتصاله بالرجل الأول في قصر الإليزي ليطلب منه أن لا يتحرج في إبلاغه بأي مشاكل قد تعترض زيارته المرتقبة إلى الجزائر
بسبب وجوده ضمن الوفد الرئاسي الفرنسي سيما بعد الكشف رسميا في باريس عن وجود تحفظات في الجزائر حول زيارة ماسياس.
صرح الفنان الفرنسي أنريكو ماسياس أمس أنه نقل للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رغبته في مرافقته في زيارته للجزائر المقررة خلال الأسبوع الأول من شهر ديسمبر المقبل لكن أنريكو ماسياس (68 عاما) أوضح في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية “أبلغت ساركوزي بتراجعي في عن الزيارة إذا تسببت في مشاكل وقلت له ألا يتحرج من إبلاغي بذلك”، وأكد متحدث باسم الرئاسة الفرنسية من جهته أنه تم التطرق لزيارة ماسياس للجزائر واعترف أنها تلاقي بعض التحفظات في الجزائر .
وتأتي تصريحات المغني الفرنسي أنريكو ماسياس بعد يوم واحد فقط على التحفظات التي أبداها عبد العزيز بلخادم، رئيس الحكومة، أول أمس جدد فيها فيه معارضته لزيارة ماسياس الجزائر وقال بلخادم معلقا على أسئلة الصحافيين بخصوص زيارة الفنان الفرنسي إلى الجزائر “لم أغير موقفي” لكنه تدارك بالإشارة إلى أنه “لا يمكن انتقاء أعضاء الوفد المرافق للرئيس الفرنسي” لكنه سجل بأن مرافقي الرئيس نيكولا ساركوزي “سيكونون ضيوفنا”.
ويأتي هذا الجدل عشية الزيارة المقررة اليوم الإثنين لمسؤول بارز في الخارجية الفرنسية الذي سيبحث مع المسؤولين الجزائريين في تفاصيل الزيارة المقررة للرئيس الفرنسي حيث سيتم تحديد نقاط الزيارة والبرنامج بصفة نهائية بعد توافق الجزائر وباريس على أهم القضايا المرتبطة بالزيارة.
ويرجح محللون أن تتأثر الزيارة بموجة الجدل التي صاحبت الكشف عن إمكانية زيارة الفنان الفرنسي أنريكو ماسياس الجزائر رفقة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي حيث سيقود حملة المعارضة في الجزائر المسؤول الثالث في الدولة الذي تحدث هذه المرة إلى جريدة “ليكسبرسيون” كرئيس للحكومة إضافة إلى موقعه كأمين عام لجبهة التحرير الوطني حزب الأغلبية في عز الحملة الانتخابية للإنتخابات المحلية إضافة إلى الجدل الذي لايزال قائما حول جرائم فرنسا في الجزائر و عدم إعتراف الطرف الفرنسي بها و لا يستبعد أن تنضم جمعيات و أوساط سياسية لتأييد موقف بلخادم .
و يكون ماسياس قد قام بتحرك إستباقي للتمهيد لإلغاء زيارته المقررة إلى الجزائر خلال لقائه بالرئيس الفرنسي الذي يسعى من جهته إلى إنجاح زيارته الثانية للجزائر ومحاولة تفعيل العلاقات الثنائية.
ومن المقرر أن يقوم ساركوزي بزيارة رسمية إلى الجزائر من الثالث إلى الخامس من ديسمبر وسيختتم جولته الجزائر بزيارة مدينة قسنطينة، شرق البلاد حسب برنامج الزيارة وهي مسقط رأس أنريكو ماسياس وكان يؤكد في عدة مناسبات رغبته في تحقيق “حلم حياته” و غنى “فرنسا الطفولة ” التي يتغنى بقسنطينة.
وكاد ماسياس أن يحقق حلمه عام 2000 عندما أعلن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ترحيبه بمجيئه وبدأت ترتيبات لإعادة ترميم البيت الذي ولد فيه في قسنطينة و”رحبة الصوف” بعد الإعلان عن موعد الزيارة لترافق ذلك حملة معارضة لمجيئه وكان عبد العزيز بلخادم الذي لم يكن يشغل منصبا في الحكومة آنذاك يقود “جبهة الرفض” ضد هذه الزيارة وأعلن يومها أن هذا الموقف نابع من “موقفه المعادي للثورة الجزائرية” وليس كونه يهوديا.
وولد أنريكو ماسياس واسمه الحقيقي “غاستون غريناسيا” في 11 ديسمبر 1938 بحي “الشارع” الذي كان يقطنه اليهود في قسنطينة.ورحل عن الجزائر إلى فرنسا فور استقلالها عن باريس عام 1962.