أنتظر بشغف رأس العام لأنه دعوى عامة لكل الأحلام
سنرقص كما كل عام كما كل السنوات التي مضت والتي ستأتي مثلما يفعل كل المجانين على قارعة الطريق بفستانك الأبيض وقلبك الطيب، سنعيد تمثيل نفس الشريط بنفس الموسيقى ونفس الإخراج والسيناريو ونفس النبض والحركات والأبطال، أنا وأنت الحب، السعادة الأشواق، تبادل الضرب بالوسائد وتبادل التهاني بالضحك لسبب ومن دون سبب حتى منتصف الليل، سنرقص كما كل عام على أنغام وأغاني من الزمن الجميل، عبد الحليم هنا يغرد كالعندليب، أم كلثوم هناك تزقزق كالشحرورة، عصفوران ملهمان خارج القفص، الموت لا يغيّب العصافير يشيّعهم إلى مثواهم الأخير ويسرق حضورهم منا فقط لا غير، فلنغمض أعيننا قليلا ولنترك لأحلامنا حرية الحركة، هي دعوة عامة للأحلام، ذكريني القليل من الماضي كي أسترجع سنوات الصغر، فمعك أصير طفلا مشاغبا يلعب بالدمى، يجري ويقفز فرحا وسرورا. تتوقف السنوات عن النمو في حضرتك، لهذا لن أشيخ ولن أكبر بل سأبقى طفلا ممددا على أكف يديك، هنا طاولة مزينة عليها حلويات مختلفة، شموع متقدة، وقلوب مشتعلة منتظرة على الجمر ساعة الصفر كي تحلق بأجنحة اللهفة في فضاء السعادة، من بين الحلوى اللذيذة كنت أنت الأشهى والأبهى طلة، جميلة في غير إطار، مبتسمة ضاحكة ومجنونة في أكثر الأحيان، فنانة، ممثلة وعارضة أزياء كنت كل هؤلاء فمتى يولد العام الجديد كي أسرقك من بين الحضور .
إبراهيم